النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي الفتنة الطائفية تعطي الاحتلال أخطر سلاح لإجهاض المقاومة؟

    الجبهة الوطنية الديموقراطية هي الحل
    الفتنة الطائفية تعطي الاحتلال أخطر سلاح لإجهاض المقاومة؟

    مع تشكيل الحكومة العراقية تكون سفينة العراق قد وصلت إلى شاطئ الأمان، ولكن يبقى عليها أن تبدأ الاستعداد لرحلة جديدة هي رحلة الاستقلال. وسوف تكون هذه الرحلة قصيرة أو طويلة اعتمادا على قرار العراقيين أنفسهم. فلو ساروا فيها كما ساروا خلال السنوات الثلاث الماضية فان رحلتهم ستطول وتطول وربما لن يصلوا إلى هدفهم بسهولة وسرعة لا سمح الله. فقد كان بإمكانهم أن يحققوا هذا الهدف ويصلوا إليه في السنوات الماضية ولكنهم بصراحة أضاعوا الطريق وأهدروا الزمن.
    كيف؟
    بانغماسهم في الفتنة الطائفية.
    وفي الوقت الذي كان يفترض بهم أن يعوا تجارب التاريخ ويدركوا مخططات المحتلين القائمة على التفريق بين أبناء الشعب المحتل، تبعا للحكمة الاستعمارية الشهيرة" فرق تسد" فانهم مع الأسف الشديد لم يبدو ارتقاء كافيا لمستوى المسؤولية التاريخية.
    من الواضح ان أية عملية مقاومة لأي استعمار تتوقف بالدرجة الأولى على تعزيز الوحدة الوطنية، وعدم السماح للمحتل بالتلاعب بعواطف المحتلين، بالابتعاد عن منطق الصراع على السلطة، أو تأجيل الأمر إلى ما بعد طرد المحتل وتحقيق الاستقلال. ولكن العراقيين فشلوا في تجربتهم السابقة مع الاحتلال البريطاني في الحرب العالمية الأولى، حيث ذهب قسم منهم ليقاتل المحتل في ثورة العشرين الشهيرة، وذهب قسم آخر منهم ليتواطأ مع المحتل طمعا بالحصول على السلطة. وهو ما ترك طعما مرا في حلق الفريق الذي خسر السلطة استمر سبعين عاما حتى جاءت التجربة الجديدة، أعني احتلال أميركا للعراق في 2003 مما أبعد ذلك الفريق عن التصدي للاحتلال الأمريكي، وتفضيل استلام السلطة على المقاومة العسكرية، وان تحت تبرير التفكير بالمقاومة السياسية في المستقبل.
    وعندما أحس الفريق الرابح بالأمس للسلطة والخاسر لها اليوم، بانقلاب المعادلة السياسية فضل الالتحاق بالقطار الأمريكي و التحالف معه ضد الفريق الأول.
    ولا أريد تسمية الفرقاء باسم الشيعة والسنة، فلا هؤلاء شيعة ولا أولئك سنة، وإنما هم مجموعات بشرية تبحث عن مصالحها السياسية. وأعطيها الحق في ذلك. ولكني أشك بأنها سوف تصل إلى مصالحها بالطريقة التي اتبعتها وتتبعها الآن. وكذلك أشك في قدرتها على بلوغ الهدف الثاني الاستقلال، إذا ما واصلت ارتكاب الأخطاء السابقة.
    لم يكن كل الفريق الأول (الشيعة) مظلومين ولا كل الفريق الثاني (السنة) ظالمين، وهذا كان يقتضي تشكيل جبهة معارضة وطنية ديموقراطية حقيقية في مواجهة النظام الديكتاتوري، وعدم التفكير باستيلاء أي فريق على السلطة لوحده. ولكن الفريق الأول (الشيعة) وقع في خطيئة كبرى عندما أخذ يتحدث بعد الاحتلال عن الأكثرية والأقلية، بما أوحى بأنه يسعى للانفراد بالسلطة وإقصاء الفريق الثاني، خصوصا بعد حل الجيش والشرطة وحزب البعث، تلك الأجهزة الثلاثة التي كان يتألف معظم قادتها من الفريق الثاني الذي يسمى "سنيا" وهو ما دفع هذا الفريق لإعلان المقاومة العسكرية المبكرة ضد قوات الاحتلال، وتهديد الفريق الأول بالعودة إلى السلطة مرة أخرى والانتقام من "الذين جاءوا مع الاحتلال من الخارج" والتلويح في نفس الوقت بالتفاهم مع الاحتلال وقلب الطاولة على رأس الفريق الثاني.
    وذهبت جماعات ممن تنتمي للفريق الثاني (السني) بإعلان الحرب ضد الفريق الأول (الشيعي) بصورة أعنف وأشرس مما هي ضد الاحتلال.
    هنا أخطأ الفريق الثاني (المقاوم) بإعلان (المقاومة) قبل تشكيل قاعدة الوحدة الوطنية، وقبل الفراغ من تشكيل النظام القادم، مما زرع الخوف والشك في قلب الفريق الأول من كون "المقاومة" وسيلة من أجل العودة إلى السلطة أو المعادلة السياسية السابقة، سواء بالتحرير أو التفاوض مع المحتل. خاصة وان الفريق الأول لم ينس ولم يغفل القدرات التنظيمية والمالية والعسكرية والسياسية التي يتمتع بها النظام السابق المنهار وحلفاؤه الجدد (التكفيريون). ولذلك لم يكن متوقعا من الفريق الأول أن يلتحق بسرعة بصفوف "المقاومة" ويفرط بمكاسبه السياسية الحالية والمستقبلية. كما لم يفرط الأكراد (السنة) بمكاسب الحكم الفيدرالي الذي حصلوا عليه بعد الاحتلال، بالانقلاب على المحتل وإعلان المقاومة العسكرية له. ولم يتوقع منهم أن ينخرطوا حتى في المقاومة السياسية للجيش الذي أنقذهم من حكم صدام ومذابحه الشهيرة.
    وحرص المحتل منذ البداية على تشكيل مجلس سياسي للحكم يضم الفريقين بشكل متساوٍ تقريبا، ويوزع المناصب بالمحاصصة الطائفية الدقيقة، لأنه لم يكن يريد أن يعطي عن نفسه صورة من يسلم الحكم للفريق الأول، رغم استحقاقه ذلك على ضوء المبادئ الديموقراطية. خوفا من تفجر المقاومة السنية وتخريب علاقاته مع الدول العربية، وتقوية إيران عدوه اللدود، بتمكين أصدقائها في العراق، مما كان يعني تعجيل خروجه أو إخراجه من العراق بسرعة.
    ورغم كل الادعاءات التي تدعيها "المقاومة" العراقية بأنها هي التي أجبرت المحتل على الخروج من العراق، أو التعجيل به، وهذا ما لم نره حتى الآن، فيمكن أن نتصور لو أن المقاومة لم تقم بما قامت به من أعمال ونشاطات، ولم تهاجم أبناء الفريق الأول إعلاميا وعسكريا، وسمحت بتأليف جبهة سياسية موحدة تتفق بسرعة على نظام سياسي عادل وتطالب المحتل بالخروج بكلمة صريحة وواحدة، هل كان المحتل يجد مبررا للقول بأن العراق يحتاجه للبقاء ، وأن خروجه اليوم سوف يفجر الحرب الأهلية؟ وهل كان يجرؤ سفير الاحتلال خليل زاد على القول بأن أبناء الفريق الثاني (السنة) هم الذين يطالبون الاحتلال بالبقاء خوفا من أبناء الفريق الأول (الشيعة)؟
    لقد فقد العراق وحدته الوطنية، وسقط أو كان يسقط في الفتنة الطائفية، واحتدم الصراع بين أبنائه على السلطة، على ضوء شعارات وهمية وكاذبة، فليس كل قادة الفريق الأول الذين استولوا على السلطة بعد الاحتلال هم شيعة أتقياء ونزيهين ومحبين للديموقراطية والشعب، وليس كل قادة الفريق الثاني هم طغاة مستبدون أعداء لأبناء الفريق الأول. ولكن المخاوف والأوهام والأحقاد المتفجرة نتيجة أعمال العنف، فرقت الشعب الواحد، وأعطت الاحتلال أفضل سلاح وأقوى من كل أسلحته، وهو سلاح التفرقة ، الذي لم يتوان المحتل عن استخدامه بشطارة، فأخذ يخوف هذا الفريق من ذاك، وذاك من هذا بخطط مدروسة وعمليات سرية ذكية.
    وبناء على ذلك لم يجد المحتل صعوبة كبيرة بالتلاعب بالملف السياسي والتدخل في تفاصيل تشكيل الحكومة وفرض هذا الشخص أو رفض ذاك، فقد أصبح يمسك بكثير من الأوراق، ويهدد أي فريق لا يخضع لتعاليمه ورغباته، أو يحاول التمرد على إرادته أو يفكر بمقاومته مقاومة جدية. ورغم أن الفريق الأول (الشيعي) كان حسب الدستور قادرا على تشكيل حكومة شيعية خالصة، لأنه يتمتع بنسبة خمسين زائد واحد، التي يقتضيها الدستور، الا ان الاحتلال طرح شعار حكومة الوحدة الوطنية، وهو شعار جميل جدا، كان ينبغي على الفريقين الأول والثاني السعي إليه بنفسيهما، والمبادرة إلى تشكيل الجبهة الوطنية المتحدة، والقائمة الانتخابية الموحدة، التي تفقد المحتل القدرة على التلاعب بالتناقضات، الا أن هذا الأمر لم يحدث مع الأسف الشديد، وهو سمح للاحتلال بوضع الفيتو على مرشح الائتلاف السابق الدكتور الجعفري، بمساعدة واضحة ومعلنة من الفريق الثاني، الذي وجد في بعض الاختلاف والتنافر بين المحتل والفريق الأول، في ظروف الصراع الأمريكي مع إيران، فرصة لتحقيق مكاسب أفضل، والتفكير بتغيير الدستور بما يخدم مصالحه وأهدافه.
    وإذا استمرت الأمور كما هي عليه، من تنافس وصراع بني مختلف الفرقاء، وتزلف وتقارب وتهادن مع الاحتلال، فهل نأمل بانطلاق سفينة العراق في رحلتها القادمة والضرورية نحو الاستقلال؟ أم سيطالب الجميع ببقاء القوات الأمريكية "الصديقة وراعية الأمن والسلام والديموقراطية"؟
    لا نحتاج إلى ذكاء كبير لندرك ان الفتنة الطائفية التي انغمس فيها الجميع، ليست في صالح الجميع، كما ليست في صالح الوطن، وأنها لن تقودنا إلى الاستقلال والعزة والكرامة والديموقراطية. إذ أنها سوف تقضي على ما تحقق من خطوات ديموقراطية بفضل إرادة الشعب وتضحياته الغالية.
    وإذا كانت هذه النتيجة صحيحة، وهي صحيحة، فان الطريق إلى الاستقلال يمر عبر تشكيل الجبهة الوطنية الموحدة، وسحق الفتنة الطائفية، بتمزيق الهويات الوهمية، والنظر إلى القادة السياسيين والأحزاب الفاعلة نظرة وطنية ديموقراطية، بغض النظر عن شعاراتها الطائفية المزيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولن تحافظ على الديموقراطية ولن تصنع الاستقلال.
    ومن أجل ذلك علينا أن ندعم التيار الإسلامي الوطني الديموقراطي الذي يتعالى على التراث السلبي والخرافات والأساطير، والمخاوف والأحقاد. وبدلا من الانخراط في الفتنة الطائفية المستعرة، والتحفز للانتقام والثأر والاستيلاء على المناصب والتكبر على الآخرين، علينا أن نتعلم كيف نقدم الورود إلى إخواننا وجيراننا وأهلنا من كل فريق.
    [email protected]
    أحب في الله من يبغضني في الله

  2. افتراضي

    بالتأكيد فالاحتلال يستفيد من أي حادث يُزيد التوتر في الشارع العراقي ويُفاقم الأزمة الحالية مما يؤدي يالتالي الى تدهور الوضع الامني.

    ولكن الأخ الكاتب يقول:

    لإجهاض المقاومة؟
    ممكن أن تذكر لي نماذج عن هذه المقاومة؟
    [align=center][/align]

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني