النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    افتراضي مساجد شيعية ، وأخرى سنية، فأين هي مساجد الله؟

    مساجد شيعية ، وأخرى سنية، فأين هي مساجد الله؟

    قبل فترة أعلن وزير الأوقاف المصري بأن الحكومة قد قررت رفض منح تراخيص لبناء مساجد شيعية في مصر. وجاء هذا الرفض بعد شهور من رفض الحكومة الأردنية طلبا مماثلا تقدم به عراقيون شيعة يقيمون في الأردن.
    وإذا كانت هاتان الدولتان قد أعلنتا موقفهما بصراحة فان دولا أخرى تفرض حظرا على بناء مساجد للشيعة، وتقول حركة إيرانية معارضة ان الحكومة الإيرانية ترفض السماح ببناء مسجد لأهل السنة في طهران، في حين انها لا تتحدث عن حظر إيراني على بناء مساجد سنية في مدن وأقاليم إيرانية أخرى كبلوشستان والأهواز وكردستان وغيرها من المدن.
    وفي حين تعلن بعض الدول الإسلامية أو تخفي أمرا بمنع مساجد لهذه الطائفة أو تلك، فان العراق يشهد هذه الأيام موجة مجنونة من تفجير المساجد على المصلين في أفضل أيام الأسبوع وهو يوم الجمعة وأثناء الصلاة أو بعد خروج المصلين من المساجد، وهو ما ينبئ بتحول المساجد في نظر المعتدين الى بيوت سياسية أو نوادي فاقدة للحرمة، وكأنها ليست بيوت الله التي يجب أن ترفع وتحترم.
    وكانت باكستان وبعض البلاد الإسلامية الأخرى، خلال السنوات الماضية، قد شهدت عدة هجمات على المساجد بسبب الاختلافات الطائفية. وذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء.
    وإذ تعبر هذه الحالة الجديد التي وصل اليها المسلمون، والتي لم ينحطوا الى مثلها في التاريخ، ولم يسبقهم اليها أتباع أي دين آخر. فقد سمعنا عن اعتداءات يقوم بها أتباع هذا الدين ضد مقدسات دين آخر، ولكن لم نسمع أن هاجم البوذيون أو الهندوس أو اليهود أو المسيحيون دور عبادة تنتمي الى دينهم، مما يعطي المسلمين بحق شهادة براءة اختراع، أو السبق "الحضاري" في هذا المضمار.
    قال الله تعالى "وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا".وأراد من خلال ذلك أن يجعل المساجد بيوتا آمنة لجميع الناس، رافضا أن يطلق أي أحد على أي مسجد صفة شخصية أو عائلية أو قومية أو حزبية أو طائفية. فبمجرد أن يتم وقف المسجد لله، تنتفي أية صفة أخرى، ليتحول الى منطقة عامة يعبد فيها الله، ولا يحق لأي إنسان حتى واقف المسجد أن يمنع أحدا من دخول المسجد والصلاة فيه. ولكن عصر الانحطاط السحيق الذي نعيشه المسلمون الآن، والذي لا سابق له، عرَّفنا على نماذج من المساجد الطائفية والحزبية، التي يصلي فيها فريق خاص، ويتجنبها فريق آخر، كأنها مساجد ذات ملك خاص، وليست مساجد لله.
    ان المساجد المعاصرة لا تقسم بين السنة والشيعة فقط، وإنما تنقسم الى عشرات التقسيمات الفرعية الأخرى، في داخل كل طائفة. بحيث لو استمرت هذه الحالة فسوف نشهد مسجد لكل شخص أو لكل مجموعة من الأشخاص.
    ألا يعتبر هذا نقضا للهدف الأساس من بناء المساجد وهو توحيد المسلمين، عبر توحيد الله؟ وهل يحرص الذين يصرون على إضفاء الألوان الطائفية على بيوت الله ، على عبادة الله تعالى في تلك المساجد؟ أم يقومون بعبادة أحزابهم وطوائفهم؟ وهل تختلف صلاة كل طائفة عن الأخرى؟ ألا يصلي الجميع لإله واحد والى قبلة واحدة؟ إذن فلماذا الإصرار على التمايز؟ ولماذا لا يصلي جميع المسلمين في جميع المساجد، ويمزقوا الهويات الطائفية لأي مسجد؟
    صحيح توجد بعض الفروق البسيطة في الوضوء والأذان وكيفية الصلاة ، في التكتف والإسبال مثلا، ولكن ذلك لا يشكل مبررا للانزواء والانعزال والفصل بين المؤمنين في أداء الصلاة الواحدة؟ ألا يصلي المسلمون جميعا في بيت الله الحرام في مكة مع بعض؟ فلماذا لا يتحدون في صلواتهم في بقية المساجد؟
    لقد وحَّد الإسلام بين القبائل الجاهلية، وإذا حولنا أقدس مكان وأقدس مناسبة وأهم عبادة لدينا وهي الصلاة في المساجد مادة للاقتتال والاعتداء على الآخرين، فلن يبقى لنا دين ولن تبقى لنا كرامة، ولن يبقى لنا أي أمل في التوحد. وإذا لم يوحدنا الإسلام اليوم فمن وماذا سيوحدنا؟
    وحتى لو قلنا بأن الديموقراطية تقتضي التعددية، وانه ينبغي السماح لأي أحد أو أية جماعة بأن تبني مسجدها الخاص، ولا يجوز لأية حكومة أن تمنع أحدا من بناء مسجد، في الوقت الذي تسمح ببناء مراقص وملاه ونوادي لكل جماعة في بلادها. فإني أقول بأن التعددية والديموقراطية تتضمن احترام الآخرين، ولا تجيز الاعتداء عليهم وتفجير مساجدهم، أولاً، ثم ان التعدد من لوازم الاختلاف الدنيوي، بتعدد المصالح والأحزاب، ولكنا عندما نتوجه الى الله تعالى لا يجوز أن نختلف في عبادته، وإذا اختلفنا في بعض الاجتهادات الجزئية، فلا يجوز أن تتضخم تلك الاختلافات بحيث تقودنا الى الحرب ومهاجمة المساجد..
    وإذا كنا نعيش حالة حرب بيننا كأحزاب متنافسة ومتصارعة على السلطة، فيجب أن نحافظ على مقدساتنا ونحترم حرمات الله، عسى الله أن يرحمنا. أما إذا كنا ننتهك حرماتنا ومقدساتنا بأنفسنا فكيف سنطلب من أعدائنا احترامها في المستقبل؟ وكيف سيرحمنا الله بعد ذلك؟ ولماذا نتوقع أن ينصرنا الله؟ وإذا ما حملنا خلافاتنا الى المساجد فكيف سندعو الله؟ وماذا نطلب منه؟ هل نطلب من الله أن يفرق جمعنا؟ وأن يملأ قلوبنا حقدا وعداوة على إخواننا؟

    لقد كشف الانحطاط الأخلاقي الذي يعيشه المسلمون اليوم، عن وجود فتنة مزمنة وعتيقة في نفوسهم، لا يتحمل مسئوليتها أولئك المجرمون الذين يقترفون قتل المصلين في المساجد فقط، وإنما كل شخص يسمع بذلك ولا يبالي، ما دامت الضربة في الطائفة الأخرى. ولقد سمعت أحد الخطباء يندد يوما بهجوم على مسجد يخص طائفته، ولكني لم أسمع منه أية كلمة عندما تعرضت مساجد الطائفة الأخرى لعشرات الاعتداءات، كأنه لا يرى حرمة إلا لمساجد طائفته، إذا لم نقل انه كان يحرض بصمته على مهاجمة مساجد الآخرين.
    أعرف أن كثيرا من الناس قد اعتادوا على الصلاة في مساجد طائفية، وانهم لا يرتاحون نفسيا عندما يصلون في مساجد الآخرين، ولا أعمم، ولكن هذه ظاهرة سلبية يجب أن تتوقف. وبدلا من أن يحاولوا بناء مسجد في مقابل مسجد عليهم أن يدمجوا المسجدين معاً ، أو يملئوا المساجد الفارغة في بعض الأحيان. وإلا فسوف تأتي أيام لا سمح الله يفتش فيها أئمة المساجد من مختلف الطوائف عمن يصلي خلفهم ولا يجدون أحدا. وقد عاش العراق في الخمسينات، وربما بعض البلاد الإسلامية أياماً كهذه، بسبب بعض الأخطاء البسيطة التي اقترفها بعض رجال الدين. فكيف سيكون رد الفعل لدى الأجيال الصاعدة على هذا الجنون الطائفي الذي يفجر المساجد على رؤوس المصلين؟ وكيف سيكون مستقبل الدين في العالم الإسلامي؟
    واسمحوا لي أن أهمس في آذان الشيعة والسنة بأن لا يطالبوا ببناء مساجد خاصة بهم في أي بلد، سواء كانوا أقلية أم أكثرية، وإنما عليهم أن يذوبوا في بقية المسلمين إذا كانوا ينوون عبادة الله، وليس بناء مراكز سياسية لهم باسم الله. وإذا كانوا يصرون على وجود الاختلاف بينهم، فإني أطالبهم بأن ينظروا الى هويات المصلين في كل طائفة فسوف يجدوا بأن كل طائفة تحتوي على طوائف وتيارات مختلفة قد يوجد بينها من الاختلاف والتمايز أكثر مما يوجد بين الشيعة والسنة، ومع ذلك فانهم يجتمعون ليؤدوا الصلاة في مسجد واحد، فلماذا يجب عليهم أن يكرسوا الاختلافات الوهمية والتاريخية فيما بينهم؟
    وحسبما أعتقد، وربما توافقوني الرأي، فان الخلاف التاريخي بين الشيعة والسنة كان خلافا حزبيا سياسيا تحول الى خلاف مغلف بالدين، وهو لا يزال يخفي تحت عنوانه خلافات سياسية جديدة من نوع آخر، ولذلك تشتد الخلافات المذهبية عندما تشتد الخلافات السياسية، وتنخفض عندما تزول العوامل السياسية للخلاف.
    وفي الحقيقة ان الخلاف السياسي يدعو الى الاندماج بالآخر والتقارب منه من أجل التأثير عليه، وليس الانعزال والتقوقع والانفصال. ومن هنا، وانطلاقا من المصلحة السياسية، أقترح أن يذهب الشيعة للصلاة في مساجد أهل السنة ، وكذلك أن يذهب السنة للصلاة في مساجد الشيعة ، ليس لكي يبشر كل فريق بمبادئه السياسية في المساجد، فهذا أمر أرجو أن يتركوه للصحافة والإذاعة والتلفزيون، وإنما لكي يتعرف بعضهم الى البعض الآخر، ويعبدوا الله في صف واحد وفي مسجد واحد، عسى أن يؤلف الله بين قلوبهم ويذهب ما فيها من درن السياسة وأحقاد الصراع السياسي.
    إنني أعرف أيضا ان معظم السنة والشيعة لا يعرفون لماذا هم مختلفون؟ وما هو جوهر الاختلاف التاريخي؟ ولا يعرفون من مذهبهم سوى بعض القشور والمخلفات، وإذا ما درس كل فريق مذهبه بهدوء فسوف يكتشف الجميع أن ما يوحدهم ويجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم. وان ما يفرقهم في الواقع ليس هو الخلاف الطائفي التاريخي، وإنما الظلم والاستبداد والاستغلال.
    أيها المسلمون اتركوا خلافاتكم السياسية والطائفية جانبا وخارج المساجد وادخلوا بيوت الله خاشعين لتصلوا له وتدعوه أن يوحد بين قلوبكم!

    [email protected]
    أحب في الله من يبغضني في الله

  2. #2

    افتراضي

    ما هو موقفنا أمام الله تجاه هذه الفتنة؟
    ما هو واجبنا تجاه العمل من أجل ايقافها؟
    بغداد - 7 - 7 (كونا) -- قتل 15 عراقيا اليوم واصيب 73 اخرون جميعهم من ‏
    ‏المصلين في سلسلة هجمات بالعبوات الناسفة وقذائف الهاون استهدفت مساجد سنية ‏
    ‏وشيعية في مناطق متفرقة من العراق.‏
    ‏ وقال متحدث في غرفة العمليات بقيادة شرطة محافظة نينوي لوكالة الانباء ‏ ‏الكويتية (كونا) ان "سيارة مفخخة انفجرت لدى خروج المصلين من صلاة الجمعة في ‏ ‏حسينية تقع في منطقة تل بنات في قضاء سنجار غرب مدينة الموصل مما تسبب بمصرع تسعة ‏ ‏منهم واصابة 60 اخرين".‏
    ‏ وفي بغداد ذكر مصدر امني في وزارة الداخلية ان ثلاثة مصلين لقوا حتفهم واصيب ‏ ‏سبعة اخرون عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من مسجد النداء في حي القاهرة فيما قتل ‏ ‏شخصان واصيب اثنان اخران في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مسجد فخري شنشل في حي ‏ ‏الجهاد الواقع في غرب العاصمة العراقية بغداد.‏
    ‏ من جهته قال مصدر امني في الشرطة الوطنية في مدينة بعقوبة ان مصليا استشهد ‏‏واصيب اربعة اخرون في انفجار عبوة ناسفة امام مسجد احمد بن حنبل في حي التحرير ‏ ‏وسط المدينة.‏
    ‏ واوضح المصدر في اتصال هاتفي مع كونا ان "العبوة كانت مزورعة على بعد امتار من ‏ ‏المسجد وانفجرت لدى خروج المصلين بعد انتهاء صلاة الجمعة".‏
    ‏ من ناحية اخرى اعلن الجيش الامريكي في بيان وزع هنا عن مصرع مدنيين اثنين ‏ ‏واصابة اربعة من رجال شرطة في هجوم شنه متمردون اليوم على مسجد في المدائن.‏
    ‏ وقال البيان ان "عددا غير محدد من الارهابيين هاجموا مسجد بلدة المدائن كما ‏ ‏هاجموا مقر قيادة الشرطة الواقع داخل فندق قريب من المسجد".‏
    ‏ واوضح ان "المسلحين شنوا هجمات منسقة بقذائف مضادة للدبابات وقنابل يدوية ‏
    ‏وقذائف هاون".(النهاية)‏

    السؤال هو: هل هو مسلم من يهاجم المصلين في المساجد؟ وماذا بقي من اسلامه؟
    أحب في الله من يبغضني في الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني