صحف إسرائيل: الدعم العربي لنا شيء لا يصدق


محمد زيادة - إسلام أون لاين.نت


الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان هي أسهل حرب تخوضها الدولة العبرية نتيجة للدعم غير المباشر الذي تلاقيه من بعض الأنظمة العربية الراغبة في تفكيك حزب الله والتي لا تمارس أي ضغوط من أجل وقف العمليات العسكرية ضد لبنان، بحسب ما ذكرته الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحد 23-7-2006، ووصفت إحداها هذا الدعم بأنه "شيء لا يصدق".

شمعون شيفر، الخبير بالشئون السياسية بصحيفة، "يديعوت أحرونوت" كتب في مقاله اليوم الأحد "أن إسرائيل لا تواجه أي ضغوط لإنهاء الحرب التي تخوضها على لبنان، حتى السعودية ومصر والأردن وقطر وأبو ظبي والأمم المتحدة يريدون رؤية إسرائيل وهي تفتك بحزب الله حتى آخر قطعة".

وأضاف شيفر: "هذه الحرب فريدة بالنسبة لباقي الحروب التي خاضتها إسرائيل فصانعو القرار كانوا في الحروب السابقة يخافون من أمرين، القوة العسكرية التي يقاتلونها، والمدة الزمنية الحصرية التي تدفع الأمريكيين لفرض وقف إطلاق النار في اللحظات الحاسمة، كما حدث في حرب يونيه 1967 وحرب أكتوبر 1973 وحرب لبنان 1982، أما الآن، فلا يوجد أي من ذلك".

غير أنه أشار فقط إلى أن الانتقادات الخارجية التي تتعرض لها إسرائيل تنحصر فقط في مطالبتها بتوخي الحذر من إصابة المدنيين اللبنانيين.

وكانت إسرائيل حتى اليوم 11 من العدوان الذي تشنه على لبنان في أعقاب أسر حزب الله جنديين لها وقتله 8 آخرين الأربعاء 12-7-2006 قد قتلت قرابة 350 لبنانيا واعتقلت مئات المصابين بينهم عشرات الأطفال والنساء.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى "وجود مصلحة مشتركة بين الحكومات العربية وإسرائيل بالنسبة لتدمير حزب الله"، ونقل عن دبلوماسي أجنبي يتنقل بين بيروت والقدس المحتلة وغزة قوله: إن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة يملكان مصلحة مشتركة في شل قدرة حزب الله العسكرية، ولكن هناك فجوة كبيرة بينهما في النظرة إلى جوهر التسوية.. إطلاق النار سيتواصل طالما لم تتقلص هذه الفجوة".

أما "ألكيس فيشمان" الخبير بالشئون العسكرية بنفس الصحيفة فنقل عن وزير الدفاع الإسرائيلي، عمير بيرتس، قوله: "علينا أن ندرك أن المستفيد من عملياتنا في نهاية المطاف هم: فؤاد السنيورة والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك".


"في صالح العرب"

دعم الأنظمة العربية للحرب الإسرائيلية على لبنان دللت عليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" بمقال رئيس تحرير صحيفة "عرب تايمز" الكويتية أحمد جار الله السبت 21-7-2006، ورأى فيه أن الحرب الإسرائيلية على لبنان هي في صالح العرب، ووصفت ذلك الصحيفة الإسرائيلية -في الموضوع الذي نشرته تحت عنوان "صحيفة بالكويت: أعمال الجيش الإسرائيلي لصالح العرب"- قائلة: إن الدعم العربي غير المباشر لإسرائيل في عدوانها "شيء لا يُصدق".

وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" موقف الشعوب العربية قائلة إنه يتناقض تماما من مواقف الحكام العرب، "فغالبية الشعب العربي أصبحوا يرون في حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله هو المهدي المنتظر".

وضربت الصحيفة مثالا على ذلك بالموريتانيين الذين بدءوا يهرولون خلال الأيام الماضية على مكاتب السجل المدني لتغيير أسماء أبنائهم إلى حسن نصر الله.

مظلة عربية أمريكية

ومن جهتها اعتبرت صحيفة "هاآرتس" أن الموقف الأمريكي من العمليات الإسرائيلية في لبنان صريح وواضح، ويقضي بمنح إسرائيل فرصة جديدة لمدة أسبوع لاقتلاع قوة حزب الله وتدمير بنيته التحتية عن آخرها.

وفي موضع أخر أكدت الصحيفة أن الهدف من دعوة أمريكا لإنشاء شرق أوسط جديد خالٍ من جماعات المقاومة يلقى قبول ودعم العديد من الدول العربية؛ لأنهم يهدفون من ورائه إلى تصفية المنطقة من التيارات المسلحة.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية اليوم الأحد 23-7- 2006 نقلا عن مسئولين أمريكيين أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يسعى لبناء "مظلة من الحلفاء العرب ضد حزب الله مع إعطاء إسرائيل حرية الحركة في مهاجمة معاقل الحزب".

وقالت الصحيفة: إن مسئولي الإدارة الأمريكية يعتبرون الأزمة في لبنان اختبارًا لبوش لإعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال بناء معارضة عربية ضد حزب الله.

في الوقت نفسه، اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن لقاء بوش ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأمير بندر بن سلطان الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي، اليوم الأحد في البيت الأبيض سيشهد بداية تدشين تحالف عربي أمريكي معارض لحزب الله.

وكانت الصحف الإسرائيلية قد أبرزت الأسبوع الماضي اهتمام وترحيب مسئولين بالحكومة الإسرائيلية بالبيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، ودعا للتفرقة بين المقاومة الشرعية وبين "المغامرات غير المحسوبة" التي تقوم بها عناصر داخل دولة لبنان ومن ورائها، في إشارة إلى حزب الله.

واتهم البيان "هذه العناصر" بجر المنطقة إلى "وضع بالغ الخطورة يعرض جميع الدول العربية ومنجزاتها للدمار دون أن يكون لهذه الدول أي رأي أو قول".

وانضمت مصر والأردن إلى السعودية في توجيه انتقادات غير مباشرة لحزب الله؛ فقد حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري حسني مبارك من "انجراف المنطقة إلى مغامرات لا تخدم المصالح العربية".