[align=justify]بسبب شعار (يسقط صدام) إعدامات جماعية في إعدادية الكاظمية عام 1983 - صافي الياسري






نحن العراقيين لا تفاجئنا جرائم النظام المباد مهما بدت وحشيتها غير قابلة للتصديق فقد عرفنا طبيعة هذا النظام وتعطشه الدموي للإعدامات والقتل والتعويق، وهذه الوثيقة التي تحتفظ بها الجمعية العراقية لحقوق الإنسان نموذج عادي تكشف حقيقة هذا النظام، فهي توثق جريمة ارتكبها النظام عام 1983 بإعدامه طلبة صف كامل من إعدادية الكاظمية بسبب تافه ووشاية كيدية، ودون دليل ولا محاكمة.
والوثيقة تشير إلى أن السبب الوحيد لإعدام الطلبة هو عبارة يسقط صدام حسين، كتبت على سبورة الصف، وأشارت الوثيقة أيضاً إلى أن طلاب الصف الرابع – الشعبة – د – في إعدادية الكاظمية كانوا قد دخلوا الصف ليجدوا أن شخصاً قد خط على السبورة عبارة يسقط صدام حسين، فساد الارتباك صفوف الطلبة وجرى إبلاغ إدارة المدرسة التي اتصلت بالجهات الأمنية وحضرت على الفور مفرزة أمنية اعتقلت جميع طلاب الصف وأخذتهم للتحقيق في مديرية أمن الكاظمية ثم أمن بغداد.
وذكرت الوثيقة أن الطلبة تعرضوا للتعذيب لكن المحققين لم يتوصلوا إلى معرفة الشخص الذي كتب هذه العبارة فصدر بحق جميع طلبة الشعبة أمر الإعدام شنقاً حتى الموت! وتم تنفيذه فعلاً في تواريخ مختلفة من حزيران وتموز عام 1983 وأشارت الوثيقة إلى أن الطلاب الذين أعدموا لم يتجاوز عمر أكبرهم الـ17 عاماً.
وقد حصلت الجمعية العراقية لحقوق الإنسان على بعض البيانات المتعلقة بمجموعة من الجلادين الذين ساهموا بالاعتقال والتحقيق وهي حالياً تحتفظ بها لحين تقديمها إلى الجهات المختصة لمحاكمة المتهمين بهذه الأعمال وقد نشرت الجمعية بعضاً من اسماء طلاب الشعبة د من الإعدادية ودعت بقية عوائل الضحايا إلى تقديم المعلومات الثبوتية عن أسماء الآخرين والوثائق التي قدمت لهم والتي تثبت عملية إعدامهم وفيما يلي أسماء الطلبة الذين أعدموا والمثبتة لدى الجمعية العراقية لحقوق الإنسان:
1- عبد الكرينم حسيرتي مهدي الأنباري
2- يوسف مهدي
3- علي فؤاد عبد الرضا الحسيني
4- فاهم قاسم الجبوري
5- ستار عبد اللطيف السلامي
6- ستار شكر محمود الطائي
7- جاسم علي السعدي
8- حسين محمد علي السلامي
9- حازم عبد محمد العبيدي
10- عادل عبد الوهاب حسن
11- فرحان عبد الأمير
12- رزاق كاظم
13- محمد جواد محسن
وهؤلاء الفتية الأبرياء يشكلون وحدهم قضية ضد نظام الإجرام المباد فقد ارتكبت بحقهم جريمة ضد الإنسانية أولاً وضد المواطنة، وإذا كانت قضيتهم موثقة بوثيقة دامغة، فإن هناك آلاف الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسان العراقي ولم توثق، إن أزلام النظام الذين ارتكبوا هذه الجرائم أو الذين اعانوه على ارتكابها بحاجة إلى قانون خاص لمعاقبتهم وعدم تركهم يفلتون بآثامهم.[/align]


المصدر: مؤسسة الذاكرة العراقية