النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    kuwait
    المشاركات
    108

    افتراضي من التراث (المعاناة من أخطار الحرب)

    ومن الأشعار التي قيلت في وصف المعاناة والأخطار ، ومما يتعرضون له في الحرب ، قصيدة للشاعر شهوان بن منصور بن ضيغم ، أبو عرار ، وأخو راشد وعم عمير ،و لشهوان هذا فرس اسمها (دهم) عرف الأعراب أصالتها وقوتها و مجالدتها لاقتحام المعارك وسرعتها في الكر و الفر مع صاحبها فارس الضياغم المغوار المقدام (شهوان بن منصور الضيغم) فاقترن اسمها باسم فارسها فأطلق عليها اسم (دهم شهوان الكربة) ،وكان الفارس في الماضي دوماً ملتصقاً بالفرس كالذي يملك في أيامنا هذه أجود أنواع السيارات ، فهي للحرب والتنقل والتفاخر والمكانة العالية بين أقرانه ودليل الثروة .

    ومن القصص التي يتناولها الناس عن (شهوان) وفرسه (دهم) أنه في إحدى الحروب عقرت فرس ابنه وفرس ابن عمه ، فأركب الاثنين معه وهم في لباس الحرب فوق فرسه دهم ونجوا من أعدائهم .
    وقال شهوان في ذلك :


    أنا على الـدهما ، وبنت أم عامـر * وقـالـوا لمـن ضـمَّ الخـبيث يـبيع
    نجـت بي وابني وابن عمي ودرعـنا * وخـامسنا بـين الـضلـوع ضجـيع
    إن جَـنَّ في الحدباء فهن يتبعنهـا * وإن جَـنَّ في الـسندا فهـن جمـيع
    غـزونا غزو قـدر ستين فـارس * وشفـنا شويـفٍ فـي ذوابـة ريـع
    وقالوا يا شهوان : سم ارقب لـنا * ومثلـك راعـي الـطيـبات يطـيع
    يوم أشرف المرقـاب راسي و راسها * للجـموع تـزبا وللـطـياس لمـيع
    فقالوا : يا شـهوان ردهـا سـالم * علـى العـمر ، وإلا فالجـواد قلـيع
    فقلت : أنها الدهما جواد ابن عامـر * وزودها على جري المهـارى جريـع
    غدت بي وابني وابن عمنا و درعنـا * والخـامس من بين الضلـوع مضـيع
    ضراب يـوم لحقت الركر كلهـم *واتـلاهـم اللِّـي بالسلـيل منـيع
    وصبحتهم و العلم ما وصل حيهـم * وأخـذنا قضا الحزمة وفـاه سريـع
    وغيرها نرى الدنيا علـينا رخيصـة * وأربـاعـنا للـممحـلـين ربـيع
    عليها نقلنا غيظ الأشراف كلـهم * ولـو زعلـوا سكان الحجـاز جميـع
    ولا بالهدايا هَـوْ لسن القلب مـرَّه * ولا بـاسحـوت المعـنيات نبـيـع
    عليهـا ندور الحـمد في كل هَـيَّهْ * وأنا للـجـهامـه بالصـباح وديـع
    كما النجم لا انقضَّت على وجه غاره * تـردّ معـيره ، والكـمـين جمـيع
    و يرجونـنا التالين و اللي مـطرِّف * ومـن طـاح بالساقـه عليه نريـع
    حفيظة عن الأدناس من خيل يعرب * وعـند الـعرب بيـتها ثناه رفيـع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    kuwait
    المشاركات
    108

    افتراضي

    من الشخصيات المهمة والبارزة في قصة رحيل الضياغم ،هما :عرار بن شهوان بن ضيغم و عمير بن راشد بن ضيغم ، وهما أبناء عمومة ، استفحل العداء بينهما ، ربما للمنافسة والظهور تحدياً ، أو بسبب مقتل محمد أخو عرار على يد عجيل أبو الجعفر ، على اعتبار أن عجيل و عمير من فخذ آل راشد ، بينما عرار من فخذ آل شهوان ، ومثل هذه الأحوال تقع مسؤولياتها على أبناء العمومة حتى خامس جدٍ .

    وتمثل هذا العداء ، مبارزة بالسيف أو بالشعر أو بالتآمر والخدعة وتناقل الأعراب قصة الواقعات بينهما حماساً ، وحفظ الأشعار التي قيلت من الجانبين فخراً أو إذلالاً كل منهما الآخر .

    ومثل هذه الأحوال تمثل جانباً من جوانب الحياة الاجتماعية عند البدو ، ومما قيل شعراً ، قول فارس نجد و شاعرها عرار بن شهوان عن أحداث وقعت بينه وبين ابن عمه عمير بن راشد بن ضيغم .

    قال عرار :

    يقـول الفتى عرار في راس مرقـبه * عـفا الله عـين تـزايـد همـيلـه

    إلى أن قال :

    تخـاف من دهيا دهـوم يجـرهـا * ثمـانـية آلاف عـمـير دلـيلـه
    ضربت ابن روق لمـن دلبحن بهـم * إلى لحـيته بالـقـاع جـثت نثيلـه
    بشلفى تلظى مـن يمين ابن ضيغـم * كمـا حـجر در خـاربه مسيلـه

    وفي مكان آخر يقول :

    وأخـوف كلـبي مـن همــوم * ثـلاث آلاف و عـمـير دلـيلـه

    وتقول عميرة زوجة عرار في عمير :

    ما حـرب إلا حـربنا يا آل راشد * حنا طـعس رمل على كبد من يهايله

    ومن الأخبار التي يتداولها البدو ، أن فارس بن شهوان استنجد بالأعاجم وتهيأ له حملة من الجند قادها لحرب آل راشد من الضياغم ، وقتل عجيل بن راشد انتقاماً لمقتل أخيه محمد .

    ومن قول عرار بن شهوان شعراً في حق عمير بن راشد :

    فـلا و علا لولا الـتمني سمـاجـة * أوقـف بنجد آمـن غـير خايـف
    وألقى عـمير بالعذيـبية موقـف * على شلشل بيض الجمال الشرايـف

    إلى أن قال :

    وجـانا يدب القصر قصر آل ضيغم * وإلى القصر عن ضلعين حدبا شظايف
    لـعل وادي العرض ما دبـه الحـيا * ولا بنـيت فـيه الخـيام الـنوايف
    غـدا بالـصبايا و السبايا و بالـقنا * و بالـدروق الجوثي وزين الكلايف
    وغـدا بـبنات مـن آل ضيغـم * رهـاف الثـنايا مدمجات العكايف
    ثريـا ومـي و الـرباب و زيـنب * يقـدن الهوى قـود المهار العسايف

    إلى قوله :

    فكفى كفى الدنيا إلى عاد خـيرها * فراش الثرى من عقب لين اللحايـف

    ومما ينسب إلى أم عرار تقول في ولدها عرار :

    ألا يا ولـدي يوم أنا حـامل بـه * لكـن شـيهـان بكبدي مخـامـر
    حسبت له أربع سنين مـع أربـع * مـع مثلـهن تبدى عليـه السرايـر
    لكن ذباب السيف من فوق متـنه * جـناح نسر مـن علا الجـو طايـر
    وليا حترك من مجلس صوب مجـلس * علـيه الصبايا فـتَّحـن الـغرايـر

    وفي هذا المجال قال عمير بن راشد في حق عرار بن شهوان :

    مـا ناس إلا في بـنوك مـعـادن * ومـا طاب مـن بنك المعادن طـاب
    عمى الراى ما يجلى به الطيب والدوا * عـمى الراى ما دام الـغراب غـراب
    كبـير لـنا يمشي على مـا يضرنا * وهـو بالعيا مـن يوم شب وشـاب

    إلى أن قال :

    وتلاقى حمـيدان وسلـطان مـارد * وصح كل لـه من كف ذاك صـواب
    تلاقوا حد الدمث والرمث والـغضا * وحـد قـويرات الصريـخ نصـاب
    في مفرق الدربين كدرا عجـاجـه * يتمـناه حضّـار الرجـال غيـاب
    وإن عبر التشمـان إلى باب مـارد * على الـترك ما نـثني لهـم رقـاب
    ترى أول من يثني عقيل بن والدي* رخـصن وزين الجـاذيات حجـاب

    المفردات:سماجة : تفاهة ، النوايف : الكبيرة العالية ، كبير لنا : يعني عراراً ، التشمان : لعلها الدشمان وهي في التركية (الأعداء) .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني