كثيراً ما يستغرقنا التفكير في لماذا تتأسس بعض نماذج البشر على الإعتداء. ويتحول الإعتداء على الضعيف والأضعف إلى مستوى من مستويات الشرف، والرجولة، والمقاومة، والجهاد.
عندما نلاحظ أداء هذه المقاومة السنية، أداء وإعلاماً وقولاً ورموزاً فإننا نكتشف أنها تتأسس في مواقع تعاني من الشذوذ الظاهر والباطن في مستويات التفكير والمبادئ والمفاهيم والقيم. إذ عندما يتربى الطفل على أن يعتدي على من هو أضعف منه كي يتم التصفيق له، لن ندخر جهداً في التفكير كي نكتشف أنه سيكون الأمر طبيعياً أنه عندما يكبر سيمتشق مسدساً كي ينسف راس طفل أو امرأة، منتشياً بمدى قوته وهيبته وسطوته أمام الضعيف، أو أن يقوم بالمثلة بجثة إنسان هامدة.
أمامي احصائية مفادها أن أغلب العنف إن لم نقل كله الموجه ضد المدنيين في العراق يتركز في أربع محافظات من أصل 18 محافظة في العراق. والمحافظات هي: بغداد، ديالى، الأنبار، وصلاح الدين. وتقول الإحصائية التي أعدتها جهات مستقلة أن العنف موجه بشكل خاص ضد الشيعة، وبطريقة تطهير طائفي واضحة في تلك المحافظات. ومن الإستنتاجات النوعية التي توصلت اليها الإحصائية: التواجد السني الكثيف في بعض المناطق هو المسؤول عن حالات العنف الغير مبرر ضد المدنيين في تلك المناطق، نظراً لأن الأنبار وصلاح الدين وديالى وبعض أحياء بغداد تتميز بكثافة سكانية للأقلية السنية، كما أنها تحيط ببغداد بشكل يشعل العنف في العاصمة العراقية.
القسوة والهمجية عنوان واضح لأداء المقاومين السنة ضد العراقيين. والسؤال الذي يطرح نفسه يقول
هل سيسمح العراقيون بأن يستمر هؤلاء الشواذ والمرضى النفسيون في مسلسل القتل والإعتداء ضد الأبرياء من الناس العزل؟
لماذا يجب أن تدفع 14 محافظة ضريبة العنف في 4 محافظات؟؟؟ ولماذا يجب أن يستمر العراقيون في أن يتعبوا أنفسهم في قضايا شواذ في أربع محافظات؟؟
أتصور أن الوقت قد حان لمعالجة الأمر مع هذه الحثالات وبشكل جذري لأن الأرقام والأحداث تقول: أينما وجد السنة، وجد الإعتداء والقتل ضد الأبرياء. ووجدت حواضن الإرهاب.