قصة التركمان في مدينتهم كركوك


يشار آصلان كركوكلي




على صدى مريب إستيقظ صاحب البيت من نومه ليجد البيت في حيص بيص قد عبث في محتوياته مزاج غريب لم يفلت منه شيء.
كانت الحيرة سيدة الموقف. ما العمل؟
آه كيف أخبر الشرطة وخط الهاتف مقطوع.
لا بد من عمل شيء
لقد ذهبت حصيلة أتعابي على كتف زائر الليل الغريب الذي لم ندعه أصلا ولا نعرفه .
فكر الرجل قليلا كيف يسترد ما نهب من داره ؟ فالزائر قد ولىّ وربما لن يراه ثانية،
شيئا فشيئا بدا اليأس يتسلل الى داخله .
لا لا أبدا، (ما ضاع حق وراءه مطالب)
لا بد من رفع الصوت عاليا
لا بد من نجدة الجيران
يهب الرجال من الجيران يسألونه عن الحدث وهل من مساعدة يمكنهم تقديمها اليه
ينتشرون بحثا عن السارق الغريب.
فجأة يجده صاحب الدار وهو يسرع الخطى يودّ الهروب منه وقد أخذ صندوقا كان يحفظ فيه أوراقه الشخصية المهمة وسندات العقارات وبطاقات الأحوال الشخصية للأولاد وما جمعه من أتعابه من المال .
وبينما حاولوا القبض عليه حضرت دورية الشرطة من غير وعد فأخذته مخفورا الى المركز.
تنفس الرجل الصعداء وأخيرا قبضنا عليه متلبسا بالسرقة وسأقدم الشكوى عليه صباحا في الشرطة
وتمر الأيام وصاحب الدار لم يسترجع صندوقه ولا شيئا مما كان فيه
يحين وقت المحاكمة، يصيح منادي المحكمة بإسمه الثلاثي وإسم المتهم بالرقم حماية لحقوقه لأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته .
إنها الديموقراطية الجديدة حيث لا عهد لنا معها من قبل وسنتعلم منها الكثير .
يدخل صاحب الدار القاعة الصغيرة فلا يجد غير القاضي الحاكم فيها وهو مطأطأ رأسه يخط على ورقة كانت أمامه وكأنه يتصنع الكتابة .
مضت دقائق والصمت سيد الموقف ،
يزيح الحاكم نضارته الى مقدم أنفه ثم يحدّق في الشاكي.
آه أيها المسكين
يتجمد الدم في عروق صاحب الدار، إنه هو .
هل يمكنني أن اسألك سيدي الحاكم؟
لا حاجة للسؤال أعرف ماذا تريد به.
هو أنا .
وقد حكمت لصالحك وستبقى في الدار ما دفعت الإيجار لحكومتي.
لكنها داري يا سيدي الحاكم
إخرس يا رجل، إن لم تدفع الإيجار سأرسل دورية الشرطة عليك في هذه المرة .
ولكن سيدي الحاكم..
لا ولكن، إرحم نفسك وأطفالك،
والحذر الحذر من الكلام .
يمكنك الذهاب الآن.
إنتهت قصة صاحب الدار.
وهي حال التركمان في مدينتهم كركوك.

يشار آصلان كركوكلي
[email protected]
24/AUJ/06