[align=justify]عائلة تتكون من اب شيخ وام اضناها التعب وهدتها السنوات العجاف وثلاثة اولاد. هذه الحكاية تكمن في كون البعثيين الفاشست هجروا الاب والام بعد اخراجهم من بيت هجروا من بيتهم في المنصور (حي المتنبي) والقوا عراة على الحدود وقد حجز اثنين من اولادهم ، فيما كان اكبرهم قد استشهد في معارك الطاغية مع ايران.. تصوروا ان عائلة وتقطع اوصالها بهذه الطريقة البشعة.. عائلة اعطت احد فلذات اكبادها في هذه المحارق البعثية وبرغم هذا لم (يعرقهم) هذا الاستشهاد في وقت سعى الطاغية صدام جاهدا لمنع وصول نيران الحرب الى عشيرته ومنطقته محولا اياهم الى زمر من القتلة بزجهم امراء يقودون فرق الموت الكامنة خلف القطاعات العسكرية المزجة بالحرب. هجرت هذه العائلة بتاريخ 7/ 4/ 1982 … وفي عام 1994 وبعد ان اثقل العراق بحرب كارثية اخرى مع الكويت عاد الاب المفجوع بابنائه الذين خلفهم في محاجر النظام الفاشي ليقدم التماسا لسفير العراق في ايران يطلب فيه العودة الى وطنه كونه احد اباء الشهداء. وبعد احالتها الطلب الى الطاغية اعاده الى اجهزته الامنية فهي وحدها من تملك السلطة في هذا المجال.. وبدورها واقفة عليه وما لا يعلمه الاب ان الموافقة لم تأت من كونه ابا لاحد الشهداء، وانما لكون ابنيه الاخرين استشهدا ايضا بعد زجهم في قواطع الجيش الشعبي.. وهذا الامر كنا قد وقفنا عليه فيما كتبناه سابقا.. اذ اقتيد المحجوزون في (نكرة السلمان) وسجن ابو غريب من الشباب الذين سفرت عوائلهم الى جبهات القتال حطبا في محارق الطاغية الذي لم يكن يريد لهم الحياة يطردهم الى ايران بل اراد ان يميتهم هنا.. انه حكم بالموت على المئات من الشباب وهكذا عادت العائلة لتجد اولادها وقد سرقهم الموت .. واملاكها وقد صودرت ولم يبق لهم شيء سوى رحمة الرحمن.. انها مأساة عائلة عراقية توضح حجم الروح الاجرامي الذي كان يحرك النظام الفاشي البعثي.[/align]