[align=justify]بقلم جوناثان سكيلينغ ..

جريدة نيويورك تايمز

ترجمة الهادر المعموري



من المعروف جدا ان الالغام الارضية ليست شيئا يصنع على عجالة والامر ذاته ينسحب على التكنولوجيا الحديثة التي يمكن ان تستخدم لايجاد تلك الالغام وابطال مفعولها.

ورغم كثرة الوعود بتطور وتقدم التكنولوجيا، الا ان الناس الذين يعملون في مجال البحث عن الالغام الارضية وابطال مفعولها لا يزالون يستخدمون تكنولوجيا لم تتغير - بصورة كبيرة - منذ الحرب العالمية الثانية!!

كما ان العديد من هؤلاء يقولون انه بالنظر الى درجة مخاطر هذا العمل فان تعقيداته تزداد بسبب استخدام تكنولوجيا قديمة تعتمد استخدام عصا تحسس خاصة تختبر الارض لتكشف - اذا استطاعت - عن وجود الالغام.

في هذا السياق يعلق السيد نويل مولينور الذي يشغل منصب منسق تكنولوجي في مكتب مكافحة الالغام الارضية في الامم المتحدة قائلا.. اننا بحاجة لان نعرف المزيد عن عمل هذه الالغام اكثر من حاجتنا للتكنولوجيا الحديثة..

واضاف .. ان التكنولوجيا الحديثة لن تتمكن من اختراق هذا الميدان بالسرعة الكافية واننا بحاجة الى اكثر مما هو مجرد ادوات ومعدات بسيطة.

مشكلة خطيرة

تعد الالغام الارضية مشكلة خطيرة بالنسبة للعديد من الدول التي خرجت من صراعات وحروب، مثل البوسنة، الى بقاع لاتزال تواجه الاضطرابات مثل افغانستان وسريلانكا. يضاف الى ذلك اعداد كبيرة من القنابل اليدوية وقذائف الهاون والمدفعية غير المنفلقة التي تظل محتفظة بقدرتها المميتة في حال بقيت او تركت في ارض المعركة حتى لو دام ذلك لسنوات طويلة بعد وقف اطلاق النار. اما الخسائر البشرية فتقدر بعشرات الالاف من الابرياء الذين يتعرضون لها سنويا حسب الاحصاءات المعتمدة؟

وعبر السنوات الطوال، لم تكن هنالك شحة في ابتكار الافكار الذكية من اجل ايجاد الالغام والقضاء عليها مثل تدريب النحل والفئران على تمييز رائحة المواد المتفجرة وحتى استخدام تكنولوجيا الليزر من اجل تفجير تلك الالغام والمواد الاخرى القابلة للانفجار. لكن المشكلة تكمن في ان تلك الالغام التي تقع على عمق كبير لن يكون من السهل ابدا اكتشاف وجودها او انها تكلف كثيرا سواء ماديا او بشريا من اجل القضاء عليها.

اما اكبر صور التقدم الواعد المسجلة في هذا المجال والتي دخلت للتو حيز العمل فتتمثل في التنوع في تكنولوجيا كشف المعادن المتعددة فضلا عن انظمة حساسة لرادارات كشف واختراق متعددة التحسس تسمى اصطلاحا HSTAMID. وقد دخلت هذه التقنية حيز الاستخدام من قبل القوات العسكرية الاميركية لاكثر من عامين مضت في اراضي العراق وافغانستان فضلا عن نسخة جديدة من هذه التقنية لاتزال في طور التجريب لكي يتم استخدامها من قبل مدنيين.

فضلا عن ذلك، فان هنالك صورا اخرى للتكنولوجيا المتقدمة بدأت تشق طريقها في هذا الميدان مثل استخدام لواقط الاقمار الاصطناعية عبر شبكة الانترنيت والاعتماد على مواقع خاصة في الشبكة مثل موقع EARTH GOOGLE التي بدات تصبح اكثر فائدة في مجال الاستخدام البشري في مكافحة الالغام.

ان هذه التقنيات يمكن ان تكون ذات فائدة، خاصة بالنسبة للمناطق النائية المستهدفة ضمن جهود المدنيين والمنظمات غير الحكومية التي تعمل على ازالة الالغام الارضية من مواقع القتال السابقة.

ان الهدف هنا ليس عسكريا بطبيعة الحال بالمقارنة مع متطلبات حركة جيش عسكري يحاول التنقل من نقطة الى اخرى عبر مواقع دفاعية في مواجهة نيران قوة العدو المواجهة.

وعوضا عن ذلك فان هذا العمل يمثل جهدا على المستويين المحلي والعالمي بهدف اعادة المجتمعات الى الحياة الطبيعية مرة اخرى بطريقة تسمح للمدنيين بالتنقل يوميا والذهاب الى اعمالهم والحصول على الخدمات والسلع فضلا عن السماح للاطفال باللعب بحرية وبلا خوف.

في هذا الساق يعلق السيد آل كاروثر الذي يشغل منصب ضابط تكنولوجي في مركز جنيف الدولي لمواجهة المخاطر التي تهدد البشرية قائلا .. ان الامر لا يتطلب عددا كبيرا من الالغام الارضية لاجبار الناس على ترك استخدام الطرق والابتعاد عنها.

احصاء التكاليف

ان من الصعب احصاء اعداد الضحايا او اقيام الخسائر. وربما يكون الاحصاء الافضل فيما يخص قضية الالغام الارضية ما اوردته اللجنة الدولية لحظر استخدام الالغام الارضية التي تؤكد في تقاريرها اصابة ما يتراوح بين 15000 الى 20000 اصابة جديدة كل عام حيث ورد في التقرير الخاص بالفترة 2004 - 2005 الاصابات شملت مدينتين من 58 بلدا في العالم.

ان الامر المقلق لا يخص الخسائر البشرية لوحدها حسب، لاسيما ان الالغام الارضية المضادة للبشر مصممة بالدرجة الاساس لتحقيق اعاقة جسدية اكثر منها لغرض القتل، الامر الذي يؤدي الى خسارة قدم او يد او بعض الاصابات والجروح المستديمة.

وعندما لا يتمكن جهاز الكشف من اعطاء قراءة دقيقة لما هو موجود تحت الارض فان البديل يكون ارسال الكلاب او النحل التي تعد مصادر القراءة والكشف البديل. من جانب اخر فان اعداد الالغام الارضية ليست الا ارقاما خيالية لا يمكن التحقق منها على الاطلاق، حيث ان الاحصاءات العالمية تشير الى ارقام بالملايين !! اما الجانب الايجابي فيبدو ان اعدادا قليلة من تلك الالغام مدفونة بحكمة تحت الارض قياسا بتلك القريبة فعلا من السطح، الا ان المشكلة المتعلقة بتنظيف الارض تظل مستعصية جدا.

وبشكل عام ، فان تلك الدول التي بأمس الحاجة للدعم والمساعدة في مجال مكافحة الالغام هي تلك التي تواجه مشاكل مالية كبيرة حيث تعاني اقتصادياتها النامية من مشاكل واعباء كبيرة بسبب التكاليف الباهظة المتأتية من محاولات التعافي من الحروب. ولان هذه الدول لا تملك الكثير من الاموال لتنفقها، فان هذه الدول بالنتيجة لن تمثل زبائن واعدة لتلك الشركات التي تنتج المعدات المتخصصة بهذا الموضوع مثل المنحسات الكيمياوية والسيارات المدرعة التي تستخدم في عمليات الكشف عن الالغام، وعوضا عن ذلك، فان هذه الشركات تولي جل اهتمامها وتركيزها على المشترين العسكريين وغيرهم من المشترين القادرين على الدفع المالي المربح، الامر الذي يحول انتاج تلك الشركات نحو جماعات غير عسكرية لتستخدمها.

في هذا السياق يعلق السيد مولينور قائلا..

ان هنالك اولوية اكبر واعلى بكثير لهؤلاء الذين يدفعون بسخاء.

فضلا عن ذلك، فان المعدات الخاصة بعمليات تنظيف الالغام يجب ان تكون مصممة بصورة قوية ومتقنة لكي تتمكن من العمل في اسوأ الظروف واصعبها ابتداء من الجبال الصخرية وحتى الغابات والحقول ذات الادغال الكثيفة.

وحسب السيد دينيس بارلو من مركز معلومات الالغام في جامعة جيمس ماديسون فقد علق قائلا.. في الوقت الذي نجد فيه الكثير مما هو واعد بخصوص خيارات التكنولوجيا العالية، فان الجانب الواعد بشكل عام سيكون تزايد احتمالات تحقيق عمليات تنظيف للالغام بطرق تتطلب تكاليف اقل وتكنولوجيا ابسط.

اما في الوقت الراهن، فان الوسيلة التقنية الاكثر شيوعا لايجاد الالغام الارضية تعتمد وسائل وتقنيات كشف المعادن التي يتم تمريرها ببطىء على الارض لتقوم بعمليات التجسس ضمن المنطقة المشكوك بأمرها . بعد ذلك تتم عملية ازالة - ناعمة - للتراب من فوق الارض للبحث عنها. وفيما يخص الكلاب المدربة على المواد المتفجرة فانها عادة ما تستخدم للكشف عن الالغام القريبة من السطح رغم محدودية استخدامها الذي غالبا ما يكون بعد عمليات ازالة الالغام كآلية تاكيد ان الالغام ازيلت من الارض وانتهى خطرها.

وحسب السيد مولينور فان ما يعمل اليوم في عالم الالغام الارضية هو الكثير من اجهزة كشف المعادن.

لكن ما يوجد عموما ليس الغاما او اي انواع اخرى من المتفجرات وحسب.

والسبب في ذلك يعود الى ان اجهزة كشف المعادن تعمل على اطلاق اصوات تحذير تلقائي بمجرد ان تمر بالقرب من مجموعة من المواد المعدنية وعلى سبيل المثال فان تمرير اجهزة الكشف على موقع قتال سابق يمكن ان يؤدي الى اطلاق اصوات الكشف في الجهاز لكن بسبب وجود شظايا معدنية واجزاء وبقايا معدات وقطع عسكرية متروكة او مهملة وفي بعض الحالات قام فلاحون وسكان قرى باستخدام حقول الالغام كمكبات للنفايات الامر الذي يعني وجود مخلفات معدنية ومسامير يمكن ان تستشعرها اجهزة الكشف على انها الغام ارضية.

اما اجهزة كشف المعادن فلا بد لها كذلك من ان تتمتع بقدرة وتنوع يتلائم مع الانواع المختلفة للتربة ودرجة الرطوبة وباقي العوامل الاخرى التي يمكن ان تؤثر في سير عملية الكشف.

من جملة المعدات والادوات التي تساعد على التمييز بين الالغام الارضية وغيرها من المواد الاخرى تلك الاداة التي تسمى(HSTAMIDS ) والتي تعد أداة استخدام يدوية قادرة على كشف الالغام حيث طورها مركز الابحاث الخاص بالجيش الاميركي خلال فترة عقد التسعينات من القرن الماضي.

الاستماع والنظر

جهاز ال(HSTAMIDS) يتميز باحتوائه على نظام متحسس ثنائي ويعمل هذا الجهاز الكهرومغناطيسي على التقاط اشارات الصدى المنبعثة من الاجزاء المعدنية في الالغام الارضية وفي الوقت ذاته فان نظام الرادار المتردد بهذا الجهاز وهو نوع (GPR) يقوم بتحليل صورة وشكل الجسم الذي تم تحسس وجوده تحت الارض كما ان البرامجيات المتطورة الخاصة بالجهاز تساعد على التعريف عن ظروف ما موجود تحت الارض.

وفي معظم الوقت يقوم العامل المتخصص بالاستماع الى الاشارات الصادرة عن الاجسام المعدنية ثم ملاحظة اذا ما كان رادار الـ (GPR) قادرا على تمييز واستعادة صورة تطابق هذا الكلام.

اما النتيجة المعدة للاستخدام المدني من هذا النظام فلا تزال قيد التطوير والتقييم من خلال العمل الميداني في دول مثل كمبوديا وتايلند وافغانستان وعلى سبيل المثال ففي كمبوديا التي بدات الاختبارات فيها شهر نيسان الماضي ثبت ان سرعة الكشف التي يتمتع بها جهاز الـ (HSTAMIDS) تقدر بـ 6 اضعاف سرعة اجهزة كشف المعادن حيث يعود ذلك الى حد كبير لقدرة هذا الجهاز المتقدم على التمييز بين الاكوام والالغام حسب ما اكد السيد بوب وهني الذي يعمل مسؤولا في قسم الدفاع الخاص بالعمليات الخاصة والصراعات غير الشديدة.

اما السيد موليتور من الامم المتحدة فيؤكد من جانبه قائلا ان هذا الامر سيساعد الافراد الذين يعملون على ازالة الالغام ليتمكنوا من زيادة سرعة ادائهم لان عملية الكشف المزدوجة تساعد كثيرا على تسريع كشف الالغام وبالتالي التعامل معها ان وجدت.لكن هذه السمة الايجابية تقابلها سمة اخرى تتمثل في ان هذا الجهاز ليس رخيصا ابدا وعلى سبيل المثال فان النسخة العسكرية من الجهاز يكلف انتاجها ما لا يقل عن 17000 دولار للقطعة الواحدة وهذه النسخة تتضمن ميزات لا يحتاجها الافراد الذين يعملون في مجال كشف ومعالجة الالغام مثل خاصية قدرة العمل تحت الماء والعمل ليلا وامكانية ان يتم اطلاق الجهاز من الطائرة بحيث يحتوي مظلة هبوط لينزل بواسطتها على الارض وفي هذا السياق يعلق السيد دوهني قائلا نحن لسنا متاكدين بعد من حقيقة التكلفة الفعلية لاجهزة الكشف هذه واضاف كذلك اننا نعمل من اجل تقليص هذه الكلفة ليكون الجهاز اكثر تداولا.

وبمقارنة بسيطة فان اجهزة كشف المعادن تكلف بالمقابل ما يتراوح بين 2000 الى 5000 دولار فقط!!

يتميز نظام كشف المعادن المستخدم في جهاز (HSTAMIDS بكونه من نوع (Minelab) من فئة F3 الذي تم تطويره اصلا اعتمد استخدامه في البحث عن الذهب والذي يعد واحدا من الاجيال الجديدة الكشف التي تتمتع بالقدرة على اهمال تاثير التربة الكهرومغناطيسية ان هذا النظام نال تقدير الكثيرين ، لكن مثل كل الاجهزة المصممة لاصطياد الالغام والكشف عنها فلابد له ان يمر عبر فترة انتقالية.

وحسب راي المستشار المستقل اندي سميث الذي عمل لصالح الحكومة الاميركية والامم المتحدة ضمن عمليات مكافحة الالغام فقد اكد قائلا ان التحدي الاكبر الذي واجهه هذه المنظومة من نوعF 3 لتكون اكثر فائدة في الكشف عن الالغام تتمثل في جعلها اكثر سهولة في العمل واكثر قدرة على الاستخدام من قبل عاملين يستخدمونها دون خبرة كبيرة.

ان التكنولوجيا تم ابتكارها واثبتت كفاءتها لكن هناك حاجة لكي تتوافق مكونات وميزات المنظومة بشكل واقعي مع طبيعة الحاجة المعدة لاستخدامها.

لكن السيد سميث اطلق تحذيرا بخصوص جهاز الـ(HSTAMIDS) قائلا في حال استخدام الغام صغيرة الحجم مضادة للبشر ومزروعة في بيئة صخرية ذات اشجار وجذور وطبيعة اما رطبة جدا او جافة جدا فان رادار الـGPR يصبح غير ناجح ولا يمكن الاعتماد عليه. ان الشخص الذي يعمل على كشف الالغام ويستند الى قراءات الجهاز في مثل هذه الحالات هو في حقيقته يغامر مغامرة كبيرة، واضاف السيد سميث قائلا :ان من المؤكد ان هذا النظام يعد اسرع عملا ،ما يشكل ميزة مهمة للجندي الذي يتحرك تحت وابل من النيران المقابلة، لكن هذا الامر لا يتم الا بزيادة احتمالات المخاطرة بترك شيء ما ضمن المجهول!!

وحسب الخبير دوهني من قسم الدفاع فقد اعرب عن قناعته ان هؤلاء الذين يعملون على هذا النظام يحصلون على تفاصيل دخول ومعلومات كاملة تخص 15 نوعا من الالغام بما فيها تلك الالغام التي تضم موادا معدنية قليلة سواء تلك المضادة للبشر او الدبابات.

وحسب الخبير دوهني بعد 10 ايام من التدريب يحصل هؤلاء على خبرة علمية ومهنية جيدة جدا وحتى لو صدرت اشارة غامضة من رادار الـ GPR ، تفترض من جانبها تساؤلا ما اذا كان ذلك لغما اما لا فان الاحتمال الذي سوف يتم اعتماده يكون هو وجود احتمال اللغم، ما لا يترك مجالا للاخطاء السلبية.

تحسس الالغام قليلة المعادن

ان نظام GPR لوحده مصمم لاكتشاف الالغام ذات المعادن القليلة وقد صنعته شركةNiitck واطلقت عليه اسم Minestalker ويعد هذا الجهاز واعدا في عمليات الكشف عن الالغام المطمورة بعمق واكثر قوة وقدرة على ايجاد المعادن من جهاز كشف المعادن وقد تم اختباره في انغولا وناميبيا.

ان عمليات الجس البطيئة والثابتة لا تمثل الوسيلة الوحيدة للتعامل مع حقل الغام معروف او مشكوك فيه ان حقلا من هذا النوع يمكن ان يتم حراثته او تجريفه بواسطة معدات ثقيلة وعلى سبيل المثال فان برامج مكافحة الالغام بما فيها تلك التي تم اعتمادها في كرواتيا استخدمت وسائل خاصة بمكافحة الالغام تعتمد على جرافات مدرعة ذات اذرع قوية وطويلة لتقوم بتحريك التربة من اجل تفجير تلك الالغام لكن هذه التقنية تكلف ما بين 100000 و1500000 دولار.

ورغم كل الجهود والتقنيات المعتمدة بهذه الوسائل فانه لا يمكن ايجاد كل الالغام الارضية عند البحث عنها لاسيما ان الهدف الخاص من وراء هذا العمل يتمثل في تحقيق نسبة الـ 100% بالنسبة للالغام المضادة للبشر اما المعدات والمكائن الكبيرة المصممة لهذا الغرض فهي غير بارعة نسبيا ولا يزال يتطلب تشغيلها من قبل افراد متخصصين لتحقيق عملية بحث نوعية وبحث اعمق وافضل.

وفي سياق متصل يعلق السيد مولتور من مكتب الامم المتحدة لمكافحة الالغام قائلا ان لا احد سعيد الى الان بما تحرزه المكائن من انجازات في عمليات تنظيف الاراضي من الالغام واضاف كذلك ان المكائن الخاصة بهذا الغرض تستخدم بسبب قلة التهديد في المناطق ولم يتم استخدامها في عمليات بحث رئيسية قط الى الان.

في الوقت ذاته فان فرق مكافحة الالغام التي تعمل في الميدان تعمل بجد للحصول على معدات تعمل بنظام الـ GPS فضلا عن الانظمة الخاصة بالمعلومات الجغرافية وانظمة المراقبة والتصوير عبر الاقمار الاصطناعية لمراقبة وتحديد المواقع وتسجيل المعلومات والتفاصيل الخاصة بها.

وحسب السيد سميث الذي قال لقد استخدمت نظامEARTH GOOGLE للاطلاع على صور جوية للمناطق التي تضم الغاما في الصحراء تمت زراعتها مؤخرا حيث بدا واضحا ان بعض تلك الالغام تسببت بحرق سيارات الامر الذي يشدد على استخدام مكائن ثقيلة لتحريك هذه الاكوام الحديدية المحترقة واعتماد خبرات ومهارات جديدة من اجل التعامل مع الذخيرة المدمرة التي يمكن ان تغطي هذه الالغام.

لكن كل هذا الكلام لا يعطي سوى لمحة اجمالية لما يمكن ان يكون موجودا في منطقة ما وهذا بالنتيجة لا يعني بداية التخلص عمليا من الالغام الارضية الامر الذي يعيدنا مرة اخرى الى ضرورة استخدام اجهزة كشف المعادن وجهاز HSTAMIDS.

وهنا يعلق السيد كاروترز قائلا ان الكلمة المفتاح لكل هذا الموضوع تتمثل في الكشف .

وفي عالم مكافحة الالغام والتخلص منها فان الامر يعتمد على ايجادها كشرط اساسي اولا من اجل التعامل معها لاحقا وبدون تحقق الشرط الاول فلن يكون ممكنا فعل شيء واضاف كذلك اعتقد ان لا شيء سيحدث خلال السنوات القادمة سوى تطوير وابتكار اجهزة ومعدات ذات تكنولوجيا ثنائية التحسس وحسب دون اي اقتراحات اخرى في تقديري.[/align]