[align=justify]" شمس وراء السحاب"

شعر: فريد النمر

يمم الدرب وانطلق يا براق *** كيف تنسى قلوَبنا الاشواق

يمم الدرب فالسباق المرجى *** في عتاق الصباح فيه انطلاق

والشعور الذي يعانق منتهى البوح لا يفت عزمه الإطراق

فالأماني التى تراود الروح تستقيها مع الندى الآماق

هي ازكى من القداسة غصنا *** هي اسمى ما تعرف العشاق

نبتت بين روحنا فارتوينا *** من ضفاف لها لدينا استباق

فاغترفنا منابع الحب حتى *** لا بديل يلذّ فيه مذاق

فانتشى خاطر يعاود للشوق تغذي سمائه الأحداق

اريحي الجنان ما رفّ الا *** هدرت فوق بوحه أعماق

مرحبا هذه بداية الحب *** فتعالوا.. فكلنا عشاق

مرحبا قد بلغتم قمة الصدق *** واكتشاف الطريق حقا سباق

فهنيئا لنا السباق المعنى *** له في كل مقلة إشراق

شبّ فيها طيف اللقاء فذابت *** بين كفيه دمعها الرقراق

وانتظرنا وكلنا بانتظار *** رافداه الولاء والأخلاق

ثم ذبنا مع الولاء بقلب *** جال في كل نبضة ميثاق

غرقت في فم البيان بحرف *** وبليغ المعان منها استباق

وعلى افقنا الى الطلعة السمحاء شوق بوده خفاق

لم يزل في الذرى دليل الحيارى *** كل درب اليه فيه إئتلاق

ايها القائم المعد الى النصر*** جدير يكون ذاك العناق

ايها القائم المعد الى النصر *** حري بالإنتظار العتاق

ان يوما ولدت فيه سيصحو*** منه فجر يقوده الاشراق

ان يوما ولدت فيه ليوم *** لم يعد فيه للقيود انطباق

ايها القائم المعد الى العدل *** هنا كأس محنة مهراق

اذ بلينا بمنتهى السخف حتى *** ظن جهالها غرورا نساق

و رمينا بما ينافي الغيارى *** في عتاب طغى به الإختلاق

قد شبعنا من النعوت وضعنا *** في رماد يهش فيه النفاق

عبؤا الجو بالضلال وقالوا: *** ذا كلام عفى عليه الشقاق

ودعونا الى مساحته الحَرّى *** عليها من جّونا اشفاق

نتخطى بها جناية تاريخ *** ذوت في متونه الأوراق

إذ تلوّت على رواية الألفاظ *** متونُ المزاج وهي اشتقاق

كيف ُيخفى أمير هذا الزمان *** بالسراديب طال صاحِ- الفراق

اتركوا هذه الأباطيل وجدا *** لتطيب الرؤى ويصحو العناق

وتناسوا بأننا من رعيل *** لفصيح القرآن فيه انطلاق

وحديث الكتاب من آل طه *** لشفيع الحق نبعه الخلآق

ونسوا اننا لنا الحجة الكبرى وما كان غورَه إخفاق

ايها الفاقدون نور المعاني *** لجزافا ما تنعق الأبواق

لسن ممن تهزنا اللحمة الخرسى ** ولو شدنا بها الميثاق

دعوة القرب لا تلوك اليقين *** الحق مهما تقادم الإرباق

انما ندعي حقيق بيان ودليل البيان فيه انطباق

ولنا في الكتاب موروثة الأرض وان ظن أهلها الإطلاق

فسيأتي يوم به ينطق الحق بليغا ويخرس الاملاق

وخريف يودع الزهر يوما *** تحي في جذوره الاعراق

لجدير تخضر منه الاغصان وتورق الاوراق

وسترتد كل شامخة خجلى وقريب نميره الدفاق

ان قلبا بنبته العز و الطهر محال يعوقه الارهاق

ما دعاه الأنام للخطب الا *** كان قلبا لمن دعاه يطاق

يا غياث الأنام كل صباح *** يمتطي الكون قلبه توّاق

ُحمد الندب في نداك مناخا *** لبني الدهر من يغيث- فضاقوا

ألِفَ الحلمَ واصطفاك هديرا *** هدّأت وهج مهجتيه الرفاق

يا ابا الباقيات كم من صريخ *** في هواك الميمم العملاق

باسطا بالندى بنان إباء *** ضاق فيه مدى الزمان الخناق

كم تعاصى عليه مدُّ طريق *** كم يعيد الوراء فيه احتراق

رق بشرا الى لقاك محقا *** فلماذا الجفاء والإطراق؟

أم خفاء لمقتني السبق حتى *** تنتهي عند كفه الأوراق

ضرب الله حاجزا في مداه *** يختبي خلفه المدى المشتاق

فأقم في علا يرى كل آن *** مقصدا للهدى عليه انطلاق

به نهج لاحمد منك باق *** ليس ينفك طيبه العباق

كلما غيب الشذا فاح عطرا *** هو نشر لاحمد دفاق

يا أمان الزمان عزما وحزما *** ومنى المجد ترجه الأعماق

منك قد اسكت اللسان حديث *** بين كفيك دائما تواق

وانتظار لنا به الف ظل *** لغدا يستظل فيه البراق

فوراء السحاب شمس ستاتي *** يرهب الليلَ ضوءُها السبّاق[/align]