[align=justify]خلال شهر رمضان يبدو الشهر الفضيل مناسباً للشباب ممن يأملون في ممارسة الطقوس الدينية بحرية، لا سيما ان النظام السابق كان يراقب بريبة الشباب الذين يؤمون المساجد في رمضان وتحديداً في مناسبة استشهاد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام التي تصادف في العشرين من رمضان. المفارقة ان الشباب العراقيين اصبحوا ابعد من شيوخ ورجال كبار في ممارسة طقوس اجتماعية كانوا يمارسونها في ليالي رمضان، عندما كانت الشوارع والمقاهي تزدان بالشباب ويتعالى بينهم من يقول (بات) التي تعني ان الخاتم مخفي لدى احدهم وقد وجده الفريق الخصم فصارت لعبة (المحيبس) (الخاتم) من معالم رمضان التي لا تفارقه. غير ان شباب اليوم مشغولون بصور تختلف عن اللعب الرمضاني البريء. انهم (محافظون) يرون في رمضان مناسبة لتكريس المزيد من الوقت للصلوات، وهو مايشير اليه الشاب مثنى طه (اداء الطقوس الدينية لهذا العام في شهر رمضان سيكون بحرية اكثر وملب لحاجة الشارع العراقي دينياً من خلال الارتباط مع المظهر العام للدين واولها الحجاب الذي نتوقع ان تكون عملية التشدد فيه اكثر بسبب خوف العائلة العراقية من نقد الشارع والخوف من الجماعات التي لا تتقبل الإنفتاح في بعض العائلات العراقية) لاضغوطات بعد الآن، وسنمارس طقوسنا بحرية كبيرة بهذه الكلمات تحدث المهندس الشاب احمد سامي حسن من ابناء محافظة العمارة(جنوب) وأضاف: الالتزام بالحجاب وعدم التبرج سيكون اكثر وضوحاً في هذه السنة احتراماً لقدسية هذا الشهر ونحن مشتاقون للامسيات الرمضانية والندوات الدينية التي تقام في هذا الشهر وابرز ما فيه تصفية الضمير مع الله. وعن اداء الفرائض والعبادات يقول محمد غازي الكناني: سيكون هناك التزام اكثر بالفرائض. اما عن استعدادات الشارع فهي عادية جداً واعتقد ان الناس لن يجمعوا ما يملأ مأدبات شهر رمضان بكامله، بل ان تبضعهم سيكون يومياً وعلى قدر حاجتهم، وذلك بسبب عدم استقرار الوضع الاقتصادي. وهناك امر لا بد من الاشارة اليه هو اننا في رمضان نرى فتيات وخصوصاً الطالبات الجامعيات وقد تبرجن الى حد يثير الدهشة في الشارع ما يزعج المواطن الملتزم. وتجد ليلى، وهي من غير المتبرجات في صوم رمضان زاداً لمواجهة الوقائع الصعبة، وتقول: نحاول ان نكون في هذا الشهر اكثر صراحة مع انفسنا لنجابه صعوبات الواقع بقوة وانا ارى ان بعض الناس لا يعرف اصلاً السبب الذي اوجب فيه هذا الشهر على المسلمين، واتمنى من كل فرد لايؤدي فريضة الصيام ان يحترم قدسية هذا الشهر واهميته. وهناك من يرى في رمضان مناسبة لإعادة اعمار الروح طالما ان الحديث في العراق اليوم منصب على اعادة اعمار البلاد. ويقول الشاب حسن سرحان جودة: الفرحة تغمرني عندما اشعر انني على ابواب شهر رمضان لكن لدي رسالة اوجهها الى اولئك الذين يشهرون تدخين السجائر في الشارع ان يتوقفوا عن ذلك اجلالاً لنزول القرآن في هذا الشهر ككتاب سماوي واتمنى ان يكون هذا الشهر هو محاولة لاعادة اعمار الروح. الجوامع والمساجد والحسينيات الشيعية تستعد لندوات وامسيات يحاضر فيها دعاة ورجال دين شباب لــن يجــدوا من سيجبرهم على تمجيد صدام ونظامه، فيما سينشط متطوعون من الشباب المسلم في تحويل المساجد الى مراكز لعمل الخير وتقديم المساعدة الى الفقراء. غائبون من شباب العراق، اولئك الذين قتلهم صدام ورجاله من الغيارى والنشامى. سيكون مكانهم خالياً على موائد افطار عائلات عراقية كثيرة، ستستعيد ذكرياتهم وتترحم عليهم من دون ان تنسى ان تدعو لمنتهك الحرمات بعاقبة الســوء بحسبــما تقول السيدة فاطمة عبـد الرحمن. وتضيف: بينما سنترحم على ولدي المغدور على يد جلاد العراق، سنخصص فطوراً في كل يوم من ايام رمضان نوزعه على المحتاجين، طلباً للرحمة، ودعاء منا لله في ان يصيب منتهك حرمات العراقيين بعاقبة السوء. أما غير المسلمين من العراقيين فينظرون الى رمضان باحترام كبير كنوع من المشاركة بين المسيحيين والمسلمين. ويقول الشاب مؤيد حنا: نحن المسيحيون في العراق نشارك المسلمين تراث هذا الوطن وتقاليده، لذلك ننظر باحترام الى اجواء رمضان ونحاول تجنب ما يعتبرونه حراماً في هذا الشهر الكريم، بل اننا غالبا ما نتقبل هدايا من جيراننا المسلمين، هي من فضائل رمضان وخيراته.[/align]