خسرو غوران: الموصل مدينة كردية

ننشر هذا اللقاء ليتبين للجميع مدى حقد قادة الاكراد على التركمان بصورة خاصة وعلى القوميات الاخرى بصورة عامة

قال خسرو غوران نائب محافظ الموصل ، ان الاكراد سيلحقون هذه المدينة العربية بـ"كردستان"، جاء ذلك خلال لقاء اجرتها معه اسبوعية (ميديا ) الصادرة في شمال العراق في 3 تشرين الاول من الشهر الحالي.

يشغل خسرو غوران منصب نائب محافظ الموصل ،ورغم كون المحافظ من القومية العربية، لكن في الحقيقة يعد غوران الرجل الاول في ادارة هذه المدينة العراقية العربية،حيث يتم استشارته في كل امر، ويذكر ان محافظ المدينة وليد كشمولة قد اختير لهذا المنصب عن قائمة التحالف الكردستاني. ويدعي غوران ،العضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني ان الاكراد سيلحقون مناطق سنجار و زمار و مخمور ومناطق عدة تحيط بالموصل الى "كردستان" بنهاية عام 2007،وحتى اذا ماجري استفتاء في المدينة لمرتين فان القاطنين في الضفة الشرقية من نهر دجلة سيطالبون الانضمام الى "كردستان" حسب زعمه.


اسبوعية ميديا: بعد سقوط صدام ما هي التغييرات التي حصلت في الموصل وجوارها ؟
خسرو غوران: عندما تم القضاء على صدام ، سقطت جميع الدوائر الرسمية في العراق ، وعند دخولنا الى الموصل فأول عمل قمنا به هو طرد العرب من المدن الكردية، وخرج الكثير منهم برغبتهم، كما اضطررنا الى طرد البقية الباقية، اما العمل الثاني الذي قمنا به فهو تشكيل مجلس في الموصل و تعيين المحافظ ونائبه، وفي المرحلة الاخيرة تعيين مدراء الاقضية والنواحي ، حيث عينّا الاكراد في المناطق ذات الاغلبية الكردية ، والعرب في المناطق ذات الاغلبية العربية.
كان الوضع في المدينة حتى 2004 هادئ وطبيعي ، لكن بعد قيام الامريكيين بترتيب سلك الشرطة من جديد بدأت المشاكل، لانهم اختاروا اي شخص يريد العمل كشرطي، مما ادى بانضمام البعثيين ايضا الى هذا السلك، وفي حينه اكدت للامريكيين خطأ ما يقومون به، لان العديد من السيئين دخلوا هذا السلك. ففي شهر تشرين الثاني من عام 2004 حاول مدير شرطة الموصل السيطرة على جميع مراكز الشرطة في المدينة وجوارها، وقد استطاع احتلال العديد منها. لقد قدم رئيس اقليم "كردستان" مسعود البارزاني الدعم اللازم للحيلولة دون سيطرة البعثيين العرب على المدينة، بإرساله قوات من اربيل ودهوك ، حيث استطعنا السيطرة مجددا على الموصل، ووضع هيكلية جديدة لسلك الشرطة وتحريك لواءين من الجيش العراقي الى المدينة حيث يتمركز الان لواء في الموصل و اللواء الثاني في تلعفر.

اسبوعية ميديا: ممن يتشكل هذين اللواءين؟
خسرو غوران: قائدي اللوائين هم من الاكراد، ويبلغ نسبة الجنود الاكراد فيهما بين خمسين وستين بالمائة، اما البقية الباقية فيتكون من العرب والتركمان والمسيحيين. في انتخابات مجلس المحافظة نجحنا في تعيين محافظ مناسب وهو من القومية العربية لكنه ورئيس مجلس المحافظة من قائمة التحالف الكردستاني. كذلك ان زمام الامور في مجلس المحافظة بايدينا نحن.
اسبوعية ميديا: تطرقتم الى الشرطة، رغم كون الاكراد يشكلون الاغلبية في سنجار ، لكن اكثرية الشرطة من العرب؟
خسرو غوران: مدير شرطة سنجار من القومية العربية، لكن لا يعرف عدد سكان العرب في القضاء ، وبامكانهم تعيين جميع الشرطة من الاكراد، حيث لا توجد اية عوائق في هذ الصدد، بامكاننا تغيير رجال الشرطة هناك بالاكراد وارسال العرب الى الموصل، لكن اغلبيتهم لا يريدون العمل هنا، حيث و لاسباب امنية يرجحون العمل في القرى والاقضية ، وهذا بحد ذاته لا يشكل مشكلة حيث قائمقام القضاء ورئيس البلدية من الاكراد.

اسبوعية ميديا: هناك شريط سكاني عربي بين سنجار و"كردستان" في منطقة ربيعة، عند انضمام سنجار الى اقليم "كردستان" كيف سيكون الوضع الجغرافي وشكل العلاقة؟
خسرو غوران: منطقة ربيعة كانت ضمن المنطقة الكردية في السابق، فقبل 70 عام كانت المنطقة يسكنها الاكراد، ومازال العديد من القرى هناك تحمل اسماء كردية، وعندما تأسست الدولة العراقية في العشرينيات من القرن الماضي تم اسكان العرب فيها، وغُيّر اسمها من تل كوجك الى ربيعة.
اسبوعية ميديا: وكيف سيكون تعامل الاكراد مع العرب ، هل سيتم طردهم ام سيتم الحاقهم باقليم "كردستان" ؟
خسرو غوران: من الصعب اخراج العرب الموجودين في المنطقة، حيث يعيشون هناك منذ 70 عاما، هناك ثلاثة طرق للتعامل معهم اولها ان تكون ربيعة جزء من "كردستان" او ستبقى كجزء من العراق وتكون سنجار جزء من "كردستان" من الخارج مثلها مثل قطاع غزة في فلسطين او سنمتد الى منطقة غرغريان ثم الالتحاق بسنجار، وتوجد على هذا الخط بعض القرى العربية التي سنزيلها من طريقنا.
اسبوعية ميديا: هل الاكراد يطالبون بتلعفر ايضا؟
خسرو غوران : نعم، فقد طالبنا بتلعفر في دستور "كردستان" ، قد لا يكون جميع سكان هذا القضاء من الاكراد، لكننا متأكدون من ان الشيعة في المدينة سيطالبون ايضا بانضمامها الى "كردستان". فلو اجري استفتاء هناك سيثبت ادعائنا هذا.
اسبوعية ميديا: لنعود الى الوضع في الموصل، فلو قرأنا تاريخ العهد العثماني فسنرى ان المدينة كانت عاصمة لـ"كردستان" ، يا ترى كيف سيتعامل الاكراد مع هذه المدينة؟
خسرو غوران: في العشرينيات من القرن الماضي عندما حصل خلاف حول وضع المدينة كان هناك احتمالين اما ان تكون الموصل ضمن الدولة الكردية المستقلة او ضمن الاراضي التركية ، لكنها مثلها مثل دياربكر او رُها ضلت كمدينة "كردستانية" لكن تم تعزيز قوة العرب واللغة العربية فيها رويدا رويدا، لكن حسب الوثائق التاريخية فمدينة الموصل كردية، وكانت عاصمة لكل الشمال،بمعنى اخر كانت عاصمة لاربيل ودهوك وكركوك والسليمانية، لكن في تلك الفترة ايضا كان العرب يعيشون فيها.
اسبوعية ميديا: هل احتمال تقسيم المدينة الى كردية وعربية وارد، كأن يعطى شرق المدينة الى الاكراد وغربها الى العرب؟
خسرو غوران:كل شىء ممكن، لكنني لا اعلم ماذا سيحصل حسب المادة 140 من الدستور، فلو اجري استفتاء شمل الموصل اجمع فلا تكون جزء من "كردستان" ،لكن لو جرى الاستفتاء في كل منطقة على حدى فستصوت الاغلبية القاطنة في الجزء الشرقي من الميدنة لصالح انضمام المدينة الى "كردستان" . مما يؤسف له ان 70 % من سكان المدينة تركوها بسبب الهجمات الارهابية، اعتقد حتى لو لم تنضم الموصل الى "كردستان"، فستنضم سنجار وشمال وشرق المدينة الى الاقليم الكردي.
اسبوعية ميديا: عندما يتم الحديث عن الاكراد ، فأول ما يخطر في البال بطولة هذا الشعب وروحهم القتالية، هذا الامر يدركه العرب ايضا، لكن لماذا يقوم الاكراد بترك المدينة خوفا من العرب؟
خسرو غوران: الاكراد لم يفروا خوفا من العرب، لان هذه الحرب هي ليست بحرب كردية- عربية، ثم بين العرب ايضا يوجد رجال شجعان و بين الاكراد رجال جبناء، الحرب في المدينة هي مع منظمات ارهابية مثل منظمة القاعدة، وانصار السنة و جيش المجاهدين و التوحيد والجهاد و جيش محمد و حزب البعث. هذه الحرب هي مع الذين جاءوا في عهد ما الى "كردستان" بهدف تعريبها. كما تتواجد هنا عناصر امن و عملاء الاستخبارات التركية والسورية ومن دول الجوار، فالكثير من العرب يريدون الحاق الموصل بـ"كردستان" بهدف ضمان الامن و الامان، فلو وقعت حرب بين العرب والاكراد فسنقوم نحن العشائر الكردية المحيطة بالموصل بنهب المدينة ، لكن الامور لم تصل بعد الى هذا الحد،فلو وصلت فسنعرف ما سوف نفعله.
اسبوعية ميديا: تحدثتم عن العرب الشجعان و الاكراد الجبناء، يا ترى هل من الممكن ان نعد جميع الاكراد الذين فروا من الموصل وعددهم 70 الف جبناء ؟
خسرو غوران: لا ليس جميع الفارين جبناء، لكن من غير الممكن ان نقول لهم لا تذهبوا، ولم نساعدهم في الهرب، ولم نوجه لهم رسائل لكي يتركوا المدينة، فالجميع فروا بامكاناتهم الذاتية وبشكل سري، ففي نقاط التفتيش يسألون عن سبب الفرار وهم يقدمون الحجج اللازمة.
اسبوعية ميديا: كيف هو التأثير التركي على تركمان تلعفر والعمليات الارهابية الجارية هناك ؟
خسرو غوران:لايوجد تأثير تركي يذكر على التركمان الشيعة ، لكن لها تأثير على التركمان السنة بواسطة الجبهة التركمانية.
اسبوعية ميديا: وماذا تفعل تركيا بواسطة الجبهة التركمانية ؟
خسرو غوران: الجبهة التركمانية تمارس التخريب، ولا تريد تقدم العملية السياسية، وهي مؤيدة لمنظمة القاعدة، وتعمل على وقوع الحرب والارهاب هنا. الجبهة التركمانية تريد اندلاع الحرب بين الشيعة والسنة والتركمان والاكراد، والكثير من اعضاءها ارهابيين ولدينا الوثائق التي تثبت هذا.
اسبوعية ميديا: هل تمتلكون اية دلائل على قيام تركيا بدعم الارهاب في الموصل وجوارها؟
خسرو غوران: لقد افتتحت القنصلية التركية في الموصل ، وان العاملين والمترجمين هنا هم من اعضاء الجبهة التركمانية، كما يوجد ارتباط بين زعماء الجبهة ومسؤولي القنصلية، نحن نعرفهم واحدا واحدا. يدعى احدهم ابراهيم عرفات (نائب محافظ الموصل سابقا) والاخر يدعى يشار (مسؤول مكتب الجبهة في تلعفر) ، كما يدعى الشخص الذي القى القبض عليه في تلعفر من قبل الامريكان يشار وهو ايضا من الجبهة التركمانية.
اسبوعية ميديا: هل القى الاكراد او الامريكان لحد الان على جاسوس تركي يقوم بالتخريب او الارهاب ؟
خسرو غوران: الاتراك انفسهم لا يقومون بالتجسس، بل الجبهة التركمانية تقوم بهذا العمل لصالح تركيا، فتركيا والاخرون يجيدون هذه الطريقة جيدا، حيث لا يستخدمون مواطنيهم في مثل هذه الاعمال، بل حتى عندما تجند تركيا احد مواطنيه لكي يقوم بالتجسس تقوم اولا بتنظيم هوية عراقية له.
اسبوعية ميديا: اذا لم يتفق العرب والاكراد ، فكم هي نسبة حظ الاكراد في الحاق الموصل بـ"كردستان" ؟
خسرو غوران: انا لا اتحدث عن الموصل نفسها، لكننا سنقوم فورا باحتلال المدن والنواحي المجاورة للمدينة ، لانها تابعة للاكراد الذين يتمتعون بقوة كبيرة في سنجار و زمار و القوش و شيخان و مخمور، الموصل مدينة كبيرة لا نريد ان تسال فيها الدماء. لا اعرف قرار القيادة الكردية في تلك الظروف لكنني على قناعة ان الاكراد الذين فروا من الموصل سيعودون اليها، قمنا بتشكيل لجنة قامت بزيارة العوائل الفارة الى زاخو و دهوك وعقرة حيث قامت بتنظيم قائمة لهم وستعود هذه العوائل الى المدينة وقت اجراء استفتاء او انتخابات.
اسبوعية ميديا: حكومة اقليم "كردستان" كيف بامكانها تقديم مساعدات الى الذين يقطنون خارج الاقليم ؟
خسرو غوران: لقد دعمتنا الحكومة كثيرا ،مثلا خصص رئيس اقليم "كردستان" قبل فترة مبلغ 4 ملايين دولار لمشروع ماء في زمار ، كما تم بناء العديد من المدارس في قرى يزيدية ، مع استخدام الالاف من المعلمين والمدرسين على نفقة حكومة الاقليم، وتقوم قوات البيشمرغة بضمان امن الطرق والنواحي في المنطقة.