عندما تتعرى الرجولة أمام المرايا الضريرة.. فليس لتاء التأنيث أو نون النسوة حق الاعتراض اذا انقلبت همزة التأنيث الى خاء 000 وظهر (الرجمرة) اي الرجل الإمرأة على شاشات العري الفضائي وهو يصقل السيف الاموي ليذبح الحياة باسم الحياة.00
ففضائيات القصور الملكية والأميرية والبنتاغونية تعج بالوجوه الغجرية والضمائر الزئبقية .. والكل ممتطون سفينة الليل المثقوبة يريدون اقتحام طوفان الضوء الذي فار من تنور (شارع الرسول) وهطل من سماء النجف.
لقد ظهرت الوجوه القرمطية التي اخجلت القرود بتقليدها وابتسامة اليأس على شفاهها المتدلية كشفاه بعير و في صحراء الخيبة وهم يتحللون اخلاقياً وسياسياً .. ويستديرون من اقصى اليمين الى اقصى الشمال حسب مقتضيات المصلحة الدموية لأنهم لا يفهمون جغرافية العقيدة عندنا وأن النهر لا يرجع الى منبعه و(إن الدماء هي الآخرة).
فجروحنا ليست من البلاهة حتى تصافح السكين مرة أخرى فلغة المصافحة والمصالحة ترفضها تفعيلات الفراهيدي والمقتول لا ينسى تفاصيل الجريمة إن كان التأريخ بلا ذاكرة، وسفننا تجري بمشيئتنا لا كما تشتهي الرياح النفطية او التيارات المغولية.
فجراحنا نبيلة كجراح كربلاء ، وأرضنا مليئة بالدماء والدعاء والثوار والعشاق. ونبتت الخلود التي حصل عليها كلكامش من حقول أرضنا وليس من صالات عرض البترول او القاعات الدولية لمزاد الشعوب المستضعفة ، ولا في زوايا التكايا المليئة بالعفن العنصري ، ولا تحت اللحى الاصطناعية كذيول الخيول التي تهتز بايقاع منسجم مع كل رأس يقطع أو طفل يشوى جسده على نارالزرقاويين.
لماذا تريد الغيوم السوداء ان تخنق أنفاس النجوم الفضية؟.00 ولماذا يغرز شيطان المذهبية قرنيه في صدور العذارى ؟ 00 ولماذا الموت عندهم هو الحياة ؟ والهدم هو البناء ؟.00 ولماذا الالغاء لهوية اصدرها الرسول محمد ( ص ) منذ حديث الطائر المشوي واعطاها علي ( عليه السلام ) لشيعته منذ غدير خم وضمخها الحسين ( عليه السلام ) بدمه؟.00
أما علموا بأنه في الامس عُقد مؤتمر دموي في كربلاء واجتمع على طاولة الالغاء يزيد الخنا والدعي ابن مرجانة وأماني ابن سعد وحجر ابو الحتوف وسيف الشمر وكان القرار لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية .
وعندها قال الدم قولته.
لقد حقق الحسين ( عليه السلام ) كل الاهداف التي رسمتها له السماء ، وأعطى أكثر مما طُلب منه وأمام هدير جراحه تلاشت عربدة السيوف والخيول والافواه الأموية.
فالحسين ( ع ) جوهرة الوجود وأراد اللصوص الامويون اقتسامها فيما بينهم ، فالذي اقتطع الرأس الشريف لا يعلم بأن الرأس سيبقى يرتل:
بسم الله الرحمن الرحيم
((أم حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا)).
والذي سلب ثوباً منه لا يدري بان راية الدماء ترسل القلق الى كل الطغاة ..
والذي هشّم صدراً طاهراً لم يحسب بأن اضلاعه ستبقى منائر شهادة تنشر الضوء وإن كانت مخضبة بالدم.
لقد رحلوا وبقى الحسين 00 ولقد ماتوا وعاش الحسين وسيرحل ابناء التتر وتبقى مبادئ الحسين إلا أن تتبدل الارض وما عليها.
أما الذين ارعبهم هلال النصر الشيعي فان هذا الهلال سيبقى سيفاً يقطع شرايين آمالهم التي رسمتها لهم نتوءات نجمة داود السداسية.
ولتتقيأ الفضائيات خيبتها على وجوه أمرائها ولتضج بالنهيق طبقاً لقاعدة اذا قلَّ الشعير في زمن الحمير فلا تسمع سوى صوت الضجيج في الاسطبلات.
اما القوانين التي وضعها ابو سفيان لسلالته فلا تستطيع ان تفصل الشمس عن ضوئها.00 والسيف الأموي الذي يجول في التاريخ سيبقى صدئاً لا تصقله التكنولوجيا الغربية ولا النفوط الشرقية
ومهما اتسع قطر دوائر الماء فانها تتلاشى.