هادلي يطلب من المالكي ضمانات بعدم تقسيم العراق
مستشار بوش يستوضح من الحكومة العراقية أسباب تأخر إصدار عفو عن المسلحين ويقترح خطة لتوزيع عائدات النفط

لندن ـ نضال الليثي
واشنطن ـ مرسي ابو طوق
طلب ستيفن هادلي مستشار الرئيس الامريكي جورج بوش خلال مباحثات اجراها امس في بغداد ضمانات من رئس الورراء العراقي نوري المالكي بعدم تقسيم العراق والالتزام بوحدته في اقوي دليل جديد علي معارضة الادارة الامريكية لتنفيذ قانون الاقاليم الذي اقره البرلمان العراقي في وقت سابق.
وتعارض الادارة الامريكية توسيع صلاحيات الاقاليم في العراق خوفا من ان يؤدي ذلك الي تقسيم العراق واطلاق موجة جديدة من العنف الطائفي يمكن ان تشمل دولا اخري في الشرق الاوسط في وقت لا يزال تشكيل حكومة انقاذ وطني في العراق علي طاولة الرئيس الامريكي جورج بوش فيما اقترح اليوت كوهين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة جون هويكنز علي ادارة بوش التخلي عن اقامة نظام ديمقراطي علي النسق الغربي في العراق ووضع ثقلها لتأييد حكومة قوية من العسكريين، في اول دعوة من نوعها في واشنطن بعد فشل الحكومة العراقية في تقرير امن بغداد وباقي المدن واستمرار موجة العنف الطائفي.
من جانبها كشفت مصادر امريكية وعراقية مقربة من مباحثات هادلي مع المسؤولين العراقيين لـ الزمان ان مستشار الامن القومي الامريكي طلب خلال المباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تفسيرا لاسباب تأخر الحكومة في تنفيذ قراراتها المتعلقة بالمصالحة الوطنية وعدم اصدار عفو عام عن البعثيين السابقين والمتهمين بتنفيذ هجمات ضد القوات العراقية والمتعددة الجنسية.
من جانبها ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الخيارات التي يجري بحثها تتضمن "زيادة
مهمة" في عدد القوات الأميركية والعراقية التي تنتشر في العاصمة بغداد، ووضع أسس واضحة لتقاسم عائدات النفط بين الأقاليم والعفو عن المطلوبين، ومن ضمنهم الذين شنوا هجمات علي القوات الأميركية والعراقية.
من جانبه نفي البيت الابيض وجود اي علاقة بين المحادثات والحديث المبالغ فيه عن التوتر بين واشنطن وحكومة المالكي.
وناقش هادلي وموفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي مسألة تسريع تدريب القوات العراقية ومنحها دورا أوسع في العراق، حسب بيان من الحكومة العراقية.
وكان خلاف كلامي قد ظهر بين المالكي ومسؤولين اميركيين حول التقدم في المسائل الامنية والسياسية في العراق التي قتل فيه 103 جنود اميركيين خلال الشهر الماضي.
وجاءت زيارة هادلي بعد اجتماع عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بين بوش والمالكي السبت لتسوية الخلافات حول كيفية تحسين الوضع الامني في العراق واتفقا خلاله علي تشكيل لجنة امنية اميركية عراقية جديدة.
وقالت جانا بيرينو المتحدثة باسم بوش اعتقد ان المعلومات الصحافية التي تفيد ان العلاقة بين بوش والمالكي اصبحت حساسة مبالغ فيها.
وجاءت تصريحاتها اثناء مرافقتها الرئيس الاميركي في حملته الانتخابية التي توقف خلالها في جورجيا وتكساس حيث يامل في حشد دعم مؤيدي حزبه الجمهوري وتحدي التكهنات بان المعارضة الديمقراطية ستستفيد من الغضب حول الحرب في العراق للفوز في الانتخابات التشريعية.
ويحتاج الديمقراطيون الي انتزاع 15 مقعدا من الجمهوريين للسيطرة علي مجلس النواب البالغة مقاعده 354 مقعدا وستة مقاعد للسيطرة علي مجلس الشيوخ البالغة مقاعده 100 مقعد. واظهرت استطلاعات الرأي التي اجريت مؤخرا تفوق الديمقراطيين علي الجمهوريين.
ويامل الجمهوريون الذي ينأي عدد كبير منهم بأنفسهم علنا عن الرئيس وحزبه، في أن يحققوا فوزا في الانتخابات.
ودافع بوش اثناء توقفه في جورجيا عن قراره شن الحرب علي العراق وحث النشطاء الجمهوريين علي التمسك بالامل معلنا ان الانتخابات لم تنته بعد.
واقر بوش بصعوبة القتال في العراق حيث شارك الجنود الامريكيون في عدد من المعارك الدامية منذ غزو العراق في اذار/مارس 2003 للاطاحة بنظام صدام حسين بحجة انه يمتلك اسلحة دمار شامل.