الحكم بإعدام صدام حسين: ياه هَسّة طَخّت؟

أمس 5/11/2006 صدر الحكم بإعدام صدام حسين شنقا حتى الموت! لم أملك سوى التعقيب بالمقولة العراقية، على الأمور التي تتباطأ وتتأخر ثم تأتيك وقد فقدت معها الأمل فتخرج صيحة التهكم: «هااااه هسة طخت؟!».

على مدى ثلاث سنوات، منذ القبض عليه بعد أن ولى قوات الغزو الأدبار، فرارا ساعة الزحف، وساعد قوات الاحتلال على التغلغل لإحكام القبضة على بلاد الرافدين، ولم يكن له هم ساعتها سوى أن يرسل من يبلغ أهله بالهرب بينما يصدر الأمر لأهل بغداد بألا يبرحوا منازلهم وإلا...، (راجعوا تسجيلات ذلك الوقت)، حتى لا يمكّن المواطن العراقي، من شرف الدفاع عن مدينته، التي كان الأعداء يستبيحونها في سلاسة لم يعرفها تاريخ المعارك الحربية. وتمنى، وتحقق مطلبه، أن يكون أسيرا للأمريكيين، ولا يتم تسليمه لشعبه العراقي، حتى ينال ما كان يجب أن يناله.

دارت تلك المحاكمة البطيئة لطاغية، كانت طلقات رصاصه تستقر في الأدمغة والجباه والقلوب قبل أن يرتد إليه طرفه. لو لم يكن لصدام حسين على مدار سنوات حكمه للعراق جريمة سوى تسهيله احتلال العراق، لكفته عارا وشنارا إلى الأبد.

لن أعلق كثيرا على الرطانة القانونية التي تناثرت بوجهي، معددة ثغرات الحكم، وأنا أتابع على الفضائيات الأخبار وردود الأفعال حتى كاد يضيع مني وقت صلاة الظهر، والتي بدت لي مثل الدعابات الثقيلة، وكان منها قول بعضهم أن النطق بالحكم كان يوم الأحد وهو يوم عطلة!

لقد لخص عبد الرحمن الراشد، في عموده بجريدة «الشرق الأوسط» (5/11/2006) تحت عنوان «روح صدام لا رقبته»، معظم ما أود قوله، ولذلك فلن أكرره، فقط أتمنى ألا يتم القصاص من صدام حسين في هذه الدنيا: يجب أن يلقى الله سبحانه وتعالى بملف جرائمه كاملا، فلا توجد عقوبة أرضية بشرية كافية توقع عليه تشفي صدور المجروحين وتذهب غيظ قلوبهم.




التعليــقــــات
احمد العراقي، «العراق»، 06/11/2006
والله لو كان ربع الكتاب العرب بمثل صراحتك وقولك للحقيقة لتغير حالنا. هؤلاء الذين يتباكون على بطل الأمة المفدى وهو من باع العراق يبكون على أموال العراقيين التي كانت تملأ جيوبهم ولا يبكون على صدام وكما يقول المثل العراقي مخايف على الحسين خايف على التمن والقيمة.