[align=justify]المثنى (اصوات) تقرير من مصطفى احمد


تمضي في مدينة السماوة (200كلم جنوب بغداد)نحو شعور مطمئن ،وبعيدا عن الرتابة والتعب البيوت امنة ،و تعج اسواق المدينة بالمارة حتى وقت متأخر من الليل ،وذلك بعامل بسط الامن الذي اصطبغت بها المدينة الصغيرة ،المقاهي ازداد جمالها مع ضحكات كبار السن واحاديثهم .والكازينات التي افترشت وطأتها على ضفاف نهر الفرات والذي هو الاخر بدا مستمتعا مع مزاح الصبية وهم منهمكين بلعبة الدومينو ،ولقد اعتادت السماوة بليل خلاب، لكن حدث ما ،عكر ذلك الصفو الذي يعود تاريخه لعشرات السنين ،حادث غريب من نوعه ،الضجة التي احدثتها كانت كافية لتمحي اثار السرور وتبدد مساءات المدينة الهادئة ،امرأة مسنة وزوجة ابنها وطفلة كانوا ضحية جريمة غامضة طريقة القتل هو اقتحام المنزل من قبل شخص حسب رواية الشهود قام بقتل العائلة الامنة مستغلا غياب رب البيت وولديه ،ماان تعالت اصوات هذه القضية في جوف سكون المدينة حتى ازيلت تلك المشاهد الرائعة الممتدة لتاريخ يعود لاهالي المدينة ،حيث كثف رجال الامن من عمليات التفتيش ووضع نقاط السيطرة ،الاهالي اعتقدوا ان هناك مجموعة ارهابية قامت بهذه الجريمة وانها سوف تتكرر مرات عدة اذا ماوضع حل ما الاسواق اغلقت ابوابها قبل اذان المغرب ببضع دقائق وامتنع اصحاب المحلات من فتح محلاتهم بعد العصر كذلك المقاهي القديمة وكازينوهات الفرات الذي حزن لفقدان مريديه ،مشهد المدينة اصبح شبحيا الظلام انتصر للمرة الاولى يرافقه السكون المرعب ،الكلام حول الحادثة اصبح هو السائد في جميع المناطق والامكنة حتى عندما تراجع لاجل معاملة في احدى الدوائر الحكومية تجد الموظفين والمراجعين لايشغلهم شئ سوى الحديث عن هذه القضية ،الاتهامات تعددت لكن غالبية الاتهامات كانت تدور حول مجموعة ارهابية اخترقت امن المدينة ،الشرطة لم تعلن عن شئ واكتفت بالصمت ،معلومات صحفية اكدت وجود خيط عثرت عليه شرطة المدينة لكنها لاتريد الاعلا ن عنه ،الساعات تمضي بثقل وبعبء هائل اهالي المدينة يزداد خوفهم يوما بعد يوم ، المفأجاة كانت اثقل من حجم الجريمة لقد نجحت الشرطة بالامساك بالفاعل لم يكن هناك مجموعة ارهابية او ماشابه ، رجال الاستخبارات الجنائية اوقعوا بالفاعل خلال ثلاثة ايام فقط ، الابن الصغير للعائلة ارتكب جريمة شنعاء ضد عائلته اذن مالاسباب؟ .احد اقرباء العائلة رفض الكشف عن اسمه لمرسل (اصوات) في المدينة قال: لقد كان السبب غير قوي لقد طلب الفتى ويدعى كرار من عائلته شراء دراجة نارية بمبلغ مليون دينار عراقي لكن العائلة لم يكن لديها ذلك المبلغ لدخلهم المحدود فثارت ثائرته فقام بطلب بندقية كلاشنكوف من احد اصدقاءه بطلب انه يريد العمل كحارس في احدى الاماكن فقام بارتداء زيا اسود وقام بطرق الباب على اهله وعندما قامت زوجة اخيه بفتح الباب اطلق رصاصتين اخترقت منطقة الخاصرة فهوت في الحال وعندها دخل الى والدته ليطلق عليها رصاصة واحدة في ظهرها ،اما الطفلة ابنة اخيه اجهشت بالبكاء بسبب الخوف فاطلق عليها رصاصة واحدة ،وعندما كان يروم بالخروج احس ان والدته لاتزال على قيد الحياة فعاد وطعنها بسكين في رأسها فتوفيت في الحال ،ومن ثم لاذ بالفرار لكي يوهم انه كان خارج المنزل لحظة وقوع الجريمة.

الحياة تعود للمدينة

بعد اشاعة القاء القبض على الجاني عادت عجلة الحياة الى المدينة بسرعة وعادت الليالي الساحرة الى اجواء المدينة ويحتضن الفرات صبيته ومزاحهم وتكتض المقاهي بشيخوخة رجال المدينة لقد انفض الغبار عن الجريمة وازيلت تلك التراجيديا المحزنة.

مصدر مسؤول في مكتب التحقيقات الجنائية اوضح ل (اصوات)" ان الخيط الذي تم العثور عليه كان قريبا جدا من الجاني لم نتهم احد عشوائيا بل كثفنا تحقيقاتنا حول الجريمة ومتابعتنا لهم الى ان تم العثور على القاتل بسرعة حيث قام المدعو حسين وهو صديق المتهم كرار بالابلاغ عنه عندما قام بطلب البندقية منه" .

وعبر مواطنون عن سعادتهم لانفراج الازمة واعادة مسرح الامان على ربوع المدينة ويقول المواطن سامي مطير :لقد كنا في عتمة مخيفة حقا لم استطع النوم ليلا اتصور ان احدا سوف يطرق الباب ليقتل عائلتي بهذه الطريقة البشعة الحمد لله على كل شي.

اما الحاج ابو رسول قال: لم تشهد المدينة جريمة مماثلة ابدا الرعب استحوذنا خوفا على عوائلنا كانت ايام عصيبة شكرا لرجال الشرطة والتحقيقات الجنائية لقد اثبتوا دوما انهم الاعين الساهرة للمدينة .

اما المواطنة عبير خالد قالت: لقد غبت عن الدوام لعدة ايام خوفا على حياتي وحياة ابنائي والذين منعتهم من الذهاب الى المدرسة خوفا من ان يتربص احدا بهم ويقوم بملاحقتهم ماان اعلنت الشرطة عن القاء القبض ارتاحت قلوبنا وزال عنا الذعر .

التلفزيون المحلي يعرض اعترافات الجاني

واكتملت الانفراجة فعليا عندما عرض التلفزيون المحلي في السماوة صور المتهم واعترافاته التي لم تكن مبررة ،انظار المواطنين كانت مشرئبة حول الشاشات الصغيرة عيون لاتستطيع ان تطبق اجفانها من شدة الهول والمفأجاة ،قلوب متهجسة كثيرا الحقيقة تتضح للعيان وبواعث الخوف تتلاشى لتلامس المدينة افق الامان مرة اخرى . وفي هذا الصدد يقول الطبيب النفسي محمد عبد الكاظم في حديث للحياة ان هذا الموقف جاء كرد فعل طبيعي ،ان تراكمات الاحتياج والعوز كونت كتلة عدائية قاتلة من المستحيل ايقاف زحفها الجامح لكن يبقى الدور التربوي والتثقيفي هو سيد الموقف لتجنب الكثير من هذه الحالات الشاذة والاجرامية . ان دور المنزل هو الجوهرة المصوغة في تنشئة التركيبة التربوية وبناءها بناء مستقيم لايمسه من الاعوجاج شئ ،وايضا يبقى عامل الظرف الراهن وتوتر الاوضاع في جميع قطاعاتها هو مااعطى للجريمة الاستباحة على قدم وساق .[/align]