( بقلم : سالم شكري )



--------------------------------------------------------------------------------
(( تبث القنــاة المــويؤة المسمــاة كفــرا وجحــودا بــالــ ( الــزرواء ) لقـــاءا مكــررا ومقطعـــا ويعــرض فقط ما يخــص اللغــو الطائفــي للراقص الغجــري مشعــان جــرى عــام 1999 على قنــاة الجــزيرة المسمومة ضمن بــرنامج الأتجــاه المعــاكس , وكــان الضيف المقــابل هــو الدكتــور موفق الربيعــي , وهنــا أدعــو الربيعــي أو تلفلــزيون العراقية ببث البرنــامج كــاملا دون تقطيــع كي تظهــر الصــورة دون ما يشتهــي هــذا المــأبون فقط . وأقــول مادمتم تعــرفون رائحــة أمثــال هكــذا وساخــة كيــف أرتضيتــم بالجلــوس معهــم تحت قبــة واحــدة ؟؟؟ ))

وتــذكيرا بهــذا الســاقط أود نقــل صــورة مــا حدث بعــد تسليــم بغــداد وتحــديدا في قــأعة فنــدق ميريديــان المقابــل لســأحة الفردوس والتي جــرت أحــداثها أمــام عينــي دون نقـــل أو تحــريف أو زيــادة . وقبــل أن يُشــكك أمثــال هــذا ( الكيولــي : الغجــري ) بأصلــي كعــادتهم التي يُسطـْـروها على كــل فــاضح لأمرهــم أقــول بأنــي أنتمــي لأعــرق عشــائر العــرب وهــي قبيلــة ( شمــر ) وسنــي الطائفــة وأحمــل رتبــة عاليــة في الجيش الســابق ) والله على مــا ســـأقول شهيــد .

أعتـــاد قضــاة المحــاكم الجنــائية كســر أقــلامهم بعــد التــوقيع على كــل حكـم بالأعــدام يصــدر ضــد مــدان لأعتبــارات إنســانية , وأتعهــد بعــد كتابتــي لهــذه السطــور بـأن أكســر قلمــي هــذا مهما عــز علي ّ لأنــه تلــوث بأســم هــذا المكنــى ظلمــا بالجبــوري ونحــن أهــل الجــزيرة في المــوصل أعــرف النــاس بأصلــه الغجــري وبمن يتشــدق بأسمــاءهم ونعــرف تفاصيـــل التهـــم المــوجهة لمن يقــول أنهــم أعــدموا على يــد النظــام الســابق , وإذا كــان أحــدا قــد أ ُعــدم عــدلا وحقـــا فهــم أقــارب هــذا الرجــل وأتحــداه أن يعـــرض لائحــة الحكــم الصــادرة بحــق أخيــه وأخ زوجتـــه , وأنـــا لا أريــد أن أتعــرض لأعــراض النــاس .

بعــد أن سلــم صــدام ونظــامه العــراق لأمريكـــا على طبــق من ذهب دون أدنــى مقــاومة تصــدر من أشحــاص يفتــرض بهــم أن يصــونوا مــا حملــوا من أمانــة شعــب وبلــد , بعــد ذلك بــأيام شــاءت الصــدف أن أتــواجد بطلـب من شخصية وطنيـة عراقية فــي أحــد قــاعتي فنــدق ميــريديان ببغــداد الذي أتخــذته القــوات الغازيــة مقــرا مؤقتــا لمقابلــة بعـض الوجهــاء العــراقيين ممن وجــهت الدعــوى لهــم وممن تطــوع شخصيــا للحضــور من دون دعــوة , كــانت قاعتي الفنــدق غاصتين بمختلــف الشخصيــات الدينيــة والعشــائرية ومن كــل جهــات العــراق دون حصــر لجهــة دون أخــرى , بينمـــا كانت الجمــوع تحتشــد في الشــارع المحيــط بالفنــدق , وكــان هنالك أشخــاص تابعين للفنــدق ( أو هكــذا يبــدون ) يجمعــون قصــاصات ورق من المحتشــدين لتقــديمها الى جهــة تستدعــي منهــم من تجــد ضــرورة لأستدعــاءه . لفــت إنتبــاهي في القــاعة التي أتــواجد فيهــا شخصـــا يدور على الحضــور ويسلــم عليهــم معــرفا نفســه بالمناضــل المعارض مشعــان الجبوري , حفظــت الأســم لأنــه مشــابها لأســم صــديق عــزيز علــي ّ , وفجــأة أزدادت الفــوضى الكــلامية داخــل القــاعة لأتــبين أن جــي كــارنر قــد دخلهــا محاطــا برجــال مسلحين أمريكان من مختلــف الــرتب , وســط هتــافات عــالية أعتــدنا عليــها ســابقا , تقــدم الرجــل - الذي عينتـــه الأدارة الأمريكيــة حــاكما عسكــريا جــديدا على العــراق - من الواقفين يحييهــم فــردا فــردا بعــد أن يُقــدم لـــه أسمــه و مــركزه الإجتمــاعي فيــرد كــارنر عليــه بلغــة عربيــة ذات لكنــة أعجميــة ( أهــلا وسهــلا ) , ومــا هــي إلا دقــائق معــدودة حتــى وقـف مشعــان مقــدما ً نفســه بكــونه شيــخ عشيــرة ومعــارض ومن وجــوه الموصــل وأن الطاغيــة قــد أعــدم نصــف عائلتـــه الى آخــرها من أوصــاف , وبعــد ســاعتين ونصــف صــدرت ( الفــرمانات ) أو وصــايا التعيين من الــوالي الجــديد , وكــانت حصــة مشعــان محــافظا لنينــوى , خــرج محاطــا بصحبــه وأخوتــه مــع إبتســامة عريضــة ذات مغــزى .

إنقطعت عنـــي رؤيــة سحنتــه البهيــة , إلا أن أخبــاره لــم تنقطــع من أجهــزة الراديــو ( لتعــذر إمتــلاك أجهــزة الستيــلايت في تــلك الفتــرة ) , وكــانت وكــالات الأخبــار تتنــاقل تصــريحاته النــارية بالقضــاء على بقــايا النظــام الســابق وتحــويل المــوصل الى جنــة وفــردوس , ولكــن لــم تمــض ســوى أشهــر حتى عــرفنا إن أهــل المــوصل الكــرام قــد حاصــروا مبنــى المحافظــة التي طوقتهــا القــوات الأمريكيــة لحمايــة المحافظ من غضــب الأهــالي , وعرفنــا إن أسبــاب الأحتجــاج على المحاقظ الجــديد هــي الرائحــة التي فاحــت من ســرقة الأمــوال العــامة وأستهتــار أتبــاعه وحصــر كــافة المناقصــات به وبعائلتـــه . ثــم عــرفت فيمــا بعــد أثنــاء زيــارتي لأهلــي في المــوصل أن الموصليــون قــد خرجــوا يرمــون مبنــى المحــافظة بما تيســر لهم من أحــذية قديمــة تعبيــرا عن مشــاعرهم إزاء هــذه الشخصيــة التي رمــاها الأمريكــان عليهــم .
أحببت أن أسجــل هــذه الحقــائق كشهــادة للتـــأريخ , فاللهــم أغفــر لنا إن نسينــا أو سهــونا , وهــذه عــادات البشــر .

ســالم شكــري / بغــداد في 23 / 11 / 2006