النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    3,507

    محمد الصدر.. الفارس المكفن .. فقيه الجماهير

    محمد الصدر.. الفارس المكفن .. فقيه الجماهير



    كتابات - علي القطبي



    ذكرى استشهاد الامام المرجع الديني محمد محمد صادق الصدر ( طيب الله ثراه )



    استشهد في الميدان وهو راجع إلى عرينه في النجف لأشرف من الكوفة بعد إقامة صلاة الجمعة الحاشدة التأريخية في المسجد التأريخي مسجد الكوفة العلوي العظيم .



    هذاالمرجع لم ’يسحب من بين عائلته وأطفاله ليساق إلى حتفه طائعاً مستسلماً , بل سار بنفسه إلى محل مصرعه راضياً واثقاً من خطاه محتسباً أجره عند الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه ..



    كانت الإتهامات قبل نهضة المرجع الصدر على العراقيين تطلق غزيرة :



    لماذا لا تثورون على الطاغوت ؟؟؟



    وكنا نشعر بالإهانة ...



    بعد نهضة السيد الشهيد محمد صادق الصدر اندثرت تلك التساؤلات ... ..



    بل على العكس انقلب السحر على الساحر فأصبحنا نحن نسأل من كان يسألنا ويشمت بنا :



    لماذا خذلتم السيد الصدر ؟؟ لماذا لم استعملتم سلاح التعتيم ..؟



    أين قنواتكم الفضائية؟؟



    لماذا أصابكم الصمم والبكم وخرست ألسنتكم ؟؟







    وهذه النهضة الوطنية مما يجب ان لا ينساها العراقيون للراحل الصدر .





    المرجع المجدد



    كثيراً ما نسمع أو نقرأ لفظ المجدد على أحد المراجع أو المفكرين , وقد تـنـطبـق بشكل ما على من ’تطـلـق عليه ولكن هذا الصفة عندما تطلق على المرجع الفارس المكفن محمد صادق الصدر فإنها تصيب الهدف بنقطة المرتكز لا تحيد عن الهدف .



    أضاف إلى الفقاهة والعلمية والذكاء العالي ... خصال المناورة السياسية البارعة والقيادة والإقدام والخطاب الهادر . نزل إلى الجماهير في أشد وأخطر مراحل المحنة ... وناور وجاهد وصبر ولم يمدح الطاغوت بكلمة , أو حتى بحرف واحد ...







    كاريزما تتألق لا تنتهي .



    الكاريزما والهيبة والسلطة الروحية للفرد على الناس وعلى التأريخ والزمان والمكان ..



    لا تنتهي بموت الشخص , بل تبقى وربما تزداد تألقاًَ وإشراقاً..



    ما زال النفوذ الروحي للأنبياء لم يقل ولم يخبوا نوره ..



    ما زالت المليارات من البشر تتبع الرسول النبي محمد ( ص) وما زالت المليارات من البشر تتبع الرسول النبي المسيح بن مريم (ع) وكأنهم بيننا يعـظـون ويربون ويعلمون البشرية ..



    وليس هذا قصراً على الانبياء..



    ما زال النفوذ الروحي للمصلحين العظماء من مختلف الأفكار والعقائد على حاله..



    فـإذا قلت قال أفلاطون , أو أرسطوا , أو المهاتما غاندي , أو حتى العلماء الطبيعـييـن من امثال نيوتن وداريون وأديسون فكأنك تتكلم عن حاضر متجدد لا يبلى ثوبه ولا يعلوه الغبار ..



    الفارس المكفن ..



    رحم الله ذلك الفارس الملثم وهو يلبس الكفن في محله وفي وقته وفي زمانه..



    الكفن ليس مودة كما أصبح هذه الأيام ..



    كان الكفن في حينه شجاعة وبطولة اسطورية ومشروع استشهاد .. وأما الآن فاختلف الأمر ..



    إلى الآن ما زال صوته يهدر في جنبات المسجد العلوي الخالد وهو يصيح ... نعم نعم.. للإسلام ...



    لا زلت أذكر الدموع تسيل غزيرة من الجماهير المصلية وهو يقول : إن قتلوا المجتهد الغروي والمجتهد البروجردي ... فإن الله باق لا يزول ...



    الإيثار ونكران الذات لأجل المبادئ النبيلة ..



    لا زلت صورته وصوته في شرائط التسجيل وهويستحث المراجع الآخرين : تعالوا صلوا معنا وأنا المأموم وانتم أئمة الصلاة ...



    فياله من إيثار وتقديم لمصلحة الدين والوطن على مصلحة الذات ..



    هذه الملايين التي تتبعك تأتي وتقول لمن يخاصمك تعال تفضل شاركني قيادتها أو احمل الراية أنت وأنا من خلفك ..



    أي قائد وأي زعيم يفعل هذا ؟؟؟



    رأينا الأحزاب والساسة وهي تتحايل وتتصارع على كسب فرد واحد .



    التسامح لأجل المبادئ العليا.



    وما زالت تلك اللقطات من فلم الفيديو في ذهني وهو يطلب بكل لطف ممن اشتكى عليه عند السلطة الصدامية الجائرة بالعودة إلى المؤمنين والشد من أزرهم والتكاتف بوجه الطاغوت ,, فأبت تلك الأطراف إلا جفاءاً وغيظاً تأريخياً..



    لأجل أمتار محدودة كانت وقفاً لمدرسة دينية .. ويا للأسى كان ذلك الوقف معطلاً ومغلقاً فأحياه محمد صادق الصدر ( طيب الله ثراه ) ..



    فلماذا أضعفوا موقف الطائفة أمام الطاغوت وقد’منعوا ان يحتكموا إلى الطاغوت..



    لا زلت أذكره وهو يقول : أو ما إن الوديعة قد عادت أفلا يعود الود الذي كان بيننا..



    هكذا وبكل بساطة وقلب كبير خال من الحقد والقطيعة يقابل الإساءة بالإحسان..



    وبعد كل هذا التنازل وروح التسامح العالية وبدل المقابلة بالمثل من الجميل .. اتهموه بأنه عميل للسلطة ..



    اتهام جائر ..



    قالوا : أن الدولة سلمت محمد صادق الصدر صلاحيات إعطاء الإقامة وتجديد الجواز أو ما شابه ..



    عجباً ألم تكن هذه الصلاحيات الطبيعية في يد غيره من الفقهاء فلماذا لم ينبس أحدكم ببنت شفة ؟؟



    أم إن العراقي متهم بالغدر وإن تشحط بدمه وذبحت عياله وأهله , وغيره متوسم بالصدق والأمانة , وإن لم يتعرض حتى لكلمة جارحة , إن لم يرفع حجراً على حجر ..



    إتهام آخر ..



    لماذا قال أنه يمثل الحوزة الناطقة ؟؟؟



    أليس من حق للإنسان أن يبدي رأيه ؟؟



    في إيران كانت الجماهير تهتف ليل نهار : الموت لأعداء ولاية الفقيه ... فليسقط اعداء ولاية الفقيه.. إلى آخرها من الشعارات الثورية الصاخبة ..



    السؤال : ..



    لماذا لا يعترض أحد على النظام الإيراني ويقول لهم أن تسعة وتسعين بالمئة من الفقهاء والمراجع العدول لا يؤمنون بولاية الفقيه ... فماذا تطالبون بالموت لهم ..



    قلنا : هذا راي وهذا شعار نتفق معه أو نختلف لكل وجهة نظر .



    ولكن إذا تعلق الأمر بشخصية عراقية تتصيدون حتى الحرف الواحد لتعتبروه جريمة وانحراف وأعظم الكبائر ....



    العراقييون يسقطون رموزهم أولاً ..



    وفي كل مرة أول الناس الذين يسقطون الرمز العراقية هم العراقييون نيابة عن الآخرين بكل رخص ومهانة ..



    أنا هنا لاأتهم أحداًَ والعياذ بالله , بل وأكن لفقهاء الدين والطائفة (( سيما مراجع النجف الأربعة الكبار)) بالغ الاحترام وأعترف وأقر أن لكل مرجع وفقيه طريقته وإجتهاده ونظريته الخاصة في التعامل مع الأمور .. وأدعوا وأقول:



    (( حفظهم الله تعالى الأحياء منهم وزاد في تأييداته وتوفيقاته لهم ورحم الله الماضين منهم ))



    وأقول ايضاً : حتى أئمة أهل البيت عليهم السلام اختلفت أساليب عملهم ..



    بل وإني أدين بالشكر والإحترام لمواقف فقهاء النجف وكربلاء والكاظمية الحاليين في الوقت الحاضر بالعديد من المواقف الحكيمة المتزنة التي كانت عامل توازن ودعوات إلى الصبر والتكاتف في المرحلة الخطيرة الرهيبة الحالية .. وساهمت روحيتهم وحكمتهم العالية في التخفيف من التدهور المرعب والتفرقة المرفوضة بين المسلمين وبين العراقيين بكافة اديانهم ومتبنياتهم الآيدلوجية والفكرية.



    ولكني أقول في ذكرى رحيل هذا الفقيه وخاصة تجاه من يسيئؤن لذكراه ويجحفون حقه (رحمه الله) :



    على من اشتكى محمد صادق الصدر عند السلطة ؟؟؟



    أي شعيرة أو فريضة عطلها محمد صادق الصدر ؟؟؟



    أي دم سفكه محمد صادق الصدر ؟؟؟



    أي بيت هدمه محمد صادق الصدر ؟؟؟



    هل كانت اقامته لصلاة الجمعة خيانة للإسلام والمذهب ؟؟



    هل كان إعادته لزيارة الحسين (ع) عمالة للطاغوت ؟؟



    هل كان اهتمامه بكل طبقات الشعب خروج على الدين والملة ؟؟؟



    هل كان نزوله الشارع والميدان في مصلحة الصداميين والبعثيين القتلة ؟؟؟



    هل كانت اقامته المحاكم الشرعية في عهد الطاغوت هو في خدمة النظام الصدامي ؟؟



    حتى قال أحد أركان النظام السابق أن السيد الصدر أقام دولة داخل الدولة .!!!



    أنا لا علاقة لي بمن ينتسبون إلى الامام الصدر في هذا الزمن , بل إني متألم وحانق على الكثير من التصرفات التي يرتكبوها ويجترحوها من يدعي الإنتساب إلى فكره ..



    ألإنصاف والموضوعية في التعامل مع الشخصيات ...



    ليس هناك من نبي , أو رسول , أو إمام معصوم في هذا الزمن



    ومن حق أي إنسان أن يعترض على سياسات وأفكار المرجع محمد صادق الصدر , وأنا شخصياً لا أتبنى العديد من النظريات الفقهية والأفكار السياسية التي تبناها الشهيد الراحل .. لكن هذا لا يوجب الإساءة لكل تراثه ونهضته التأريخية ..



    ختاماً أقول إن من حقنا أن نكتب ونتحدث ونختلف مع افكار متبنيات الراحل الكبير بأسلوب علمي ونقدي هادف ,, على أن نحفظ للرجل إنجازاته الـتأريخية وبطولاته وعلميته وشهادته العظيمة مع ولديه البارين وفي ميدان المواجهة. وأن لا نحمل أخطاء من بعده على عاتقه ( رحمه الله )



    [email protected]



    مالمو / السويد ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    617

    افتراضي

    السيد الصدر اسطورة ، السيد الصدر ثورة ، السيد الصدر جوهرة ، السيد الصدر منارة ، ما اكدر اوصف السيد الصدر . اراد الله سبحانه وتعالى ان يختبرنا لاننا طلما رددنا كلمات "ياليتنا كنا معكم سادتي فنفوز فوزاً عظيما" حتى ان بعض الاحيان يراودني احساس واقول هل من العدل ان يحاسبنا الله على زمن غير زمننا هل من العدل اننا خلقنا في زمن بعيد عن زمن الحسين عليه السلام الذي طلب فيه النصرة ولم نكن موجودين لننصره .هاهو السيد الصدر يعبر بنا الازمان والعصور وينقل لنا واقعة الطف وكأننا موجودين في تلك الايام المشؤومة . كنت استغرب من عدم نصرة الحسين في حينها ولكن بعد الذي جرى فلا استغرب ، لانني اعترف وبكل صراحة فشلت في الاختبار الرباني ولم انصر السيد الصدر مثلما عجز السابقون .
    اُحبك يا عراق الحسين اُحبك يا عراق امير المؤمنين

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني