النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    82

    افتراضي السعودية واسرائيل: التقارب بين دول الجوار والجدار

    [align=center]السعودية واسرائيل: التقارب بين دول الجوار والجدار[/align]

    الدكتورة مضاوي الرشيد * - « صحيفة القدس العربي » - 27 / 11 / 2006م - 11:49 ص
    ليست المصالح السياسية الآنية فقط التي تجعل التقارب السعودي ـ الاسرائيلي امرا حتميا ظهرت ملامحه في الاشهر السابقة ندما توافق الطرفان في رؤيتهما السياسية خلال حرب لبنان الاخيرة واشادت القيادة الاسرائيلية بالمواقف السعودية وتحولت لفتاوي السعودية الي مادة دسمة تستهلكها الصحافة الاسرائيلية وتم الاعلان عن لقاءات سرية بين القيادات في الدولتين تحت مظلة وسيط عربي.

    لهذا التقارب جذور وقواسم مشتركة تؤلف قلوب القيادات في كل من اسرائيل والسعودية. وليس قرار النظام السعودي انشاء جدار عازل بين السعودية والعراق الا رمزا لحالة التقارب الفكرية بين دولة صهيونية عنصرية واخري عربية تشاركها بعض البنية الفكرية والخلفية التاريخية.

    هذا التقارب نابع من مشتركات تجعل الكيان الاسرائيلي اكثر تشابها مع نظيره السعودي. لهذا التقارب عدة وجوه:

    اولا: قامت دولة اسرائيل والدولة السعودية علي علاقة متشنجة مع الدين. الاولي استغلت نصوصا قديمة دينية في سبيل مشروع حديث طعم بالفكر القومي الاوروبي وخاصة المتصل بمفهوم الدولة القومية وجمعها لشتات اليهود المنتشرين في العالم. وتصدرت اسرائيل تمثيل هؤلاء في المركز الجغرافي والذي يحمل الرمزية الدينية وبذلك يستطيع توحيد الصفوف. كذلك السعودية والتي قامت هي ايضا علي تفعيل الخطاب الديني في مشروع سياسي بحت مستغلة بذلك رمزية الموقع الجغرافي وثقله عند المسلمين لتكسب شرعية ولو آنية حتي يتم تثبيت الدولة وهيمنتها.

    وبعد استتباب وتوطيد المشروعين السعودي والاسرائيلي نجد ان الدولتين ابتعدتا عن الخطاب التأسيسي الديني، مما ادي الي بروز اصوات منشقة تحاول اعادة المشروع الي جذوره الدينية واخري ترفض المشروع ذاته. في اسرائيل تظل المجموعات الدينية متململة من علمانية دولة اعتبرتها سابقا مثالا حيا للمشروع اليهودي الاصل وكذلك السعودية حيث نجد ان بدايتها تزامنت مع تعالي الاصوات المنددة بتحول المشروع من مشروع ديني الي مشروع سياسي بحت انفصل عن خطابه التأسيسي الاول.

    ثانيا: قامت الدولتان السعودية والاسرائيلية علي تفعيل الخلاف بين جغرافيتين الاولي جغرافية الداخل النقي الطاهر الذي يمثل روح المجموعة والخارج المعادي والاخر المتربص. ديمومة المشروعين الاسرائيلي والسعودي تعتمد علي هذا الانفصال حيث تتكون نظرة للعالم وكأنه جاهز للانقضاض علي الداخل الصافي.

    حدد صفاء الداخل بمصطلحات تعتمد علي انتقائية النصوص الدينية وتفعيل نظرية الاختيار الرباني لمجموعة خارجة عن السياق التاريخي ومختارة من قبل الارادة الالهية لتفعل دورها في العالم. النخبة اليهودية المسؤولة عن تحقيق الاختيار الرباني تجد نظيرتها في السعودية حيث ان المشروع السعودي اعتمد علي مفهوم الاختيار من اجل تحقيق بلورة الرسالة السماوية علي الارض وتطهيرها من الشوائب والكفر والشرك.

    رسالة الدولة الاسرائيلية والسعودية تصبح مشروعا الهيا يعتمد في تحقيقه علي مجموعة صغيرة مكلفة ومنتقاة من بين البشر. الحلم اليهودي بالعودة الي ارض الميعاد يقابله الحلم السعودي بتنقية الاسلام من شوائب وصفت وكأنها طغت علي ممارسته. مفهوم العودة الي الارض ومفهوم العودة الي اسلام صائب يجعلان من الدولة الاسرائيلية مرآة لنظيرتها السعودية والعكس صحيح. العودة ترتبط بحالة تشنج دائمة ضد مخاطر وهمية ترسمها الدولتان ولا تستطيعان ان تتخلصا من نظرية الخطر المفترض والحتمي.

    ثالثا: تقسيم الجغرافيا الي مناطق يقطنها الطاهر واخري يقطنها المدنس تجد تكريسا صريحا في فكرة الجدار العازل الذي يفصل بين الجغرافيتين. اسرائيل تبني جدارا يفصل بين الداخل والذي يصور علي انه تحت التهديد والخطر والخارج الفلسطيني مصدر الخطر. كذلك السعودية بجدارها ذي الكلفة المرتفعة يفصل ما يصور علي انه الداخل السعودي الآمن والخارج العراقي الملتهب. يقلب الجداران المعادلة وبينما اسرائيل هي المعتدية علي الفلسطيني ومصدر الخطر الاول والاخير.

    كذلك السعودية فهي تاريخيا من امتد وتوسع في العراق عن طريق هجرات متتالية من الوسط السعودي الي الطرف العراقي تعود جذورها الي مئات السنين ارتبطت هذه الهجرات بعوامل اقتصادية تارة وعوامل تاريخية دينية. وان كان هناك خطر ما فهو كان يأتي من الداخل السعودي وليس من العراق تماما كما هي الحال في فلسطين حيث ان اليهود اتوا من الخارج الي الداخل الفلسطيني ليشكلوا خطرا عليه. دول الجوار هي عادة مصدر هذا الخطر وليس المجموعات القاطنة خارج الجدار. تعزل اسرائيل الفلسطيني الاعزل وهي التي تقصفه يوميا والسعودية تعزل العراق وشعبه بينما نجد ان السعودي هو الذي هاجر الي العراق حاليا طلبا للجهاد.

    هذا المهاجر ليس الا امتدادا تاريخيا لحالات هجرة سابقة استوطنت العراق وبعضها غزاه طلبا لغنيمة يفتقرها في موطنه الاصل. تاريخيا غزت قبائل نجد العراق واستقرت به ولم يأت العراقي الي السعودية يوما ما وان اتي نراه وجد نفسه لاجئا في مخيمات صحراوية نائية يترقب عودته الي بلاده بعد صفقة سياسية تتم بين قيادات العراق السابق ونظيرتها السعودية.

    رابعا: يتميز الكيانان الاسرائيلي والسعودي بالعنصرية اولا تجاه اطراف في داخل الكيانين وبين الكيان نفسه ومن هو خارجه. نجد ان في الداخل الاسرائيلي تمايزا بين اليهود انفسهم حيث يتصدر يهود اوروبا المقام الاول لانهم اصحاب المشروع منذ بدايته ويأتي اليهود الشرقيون والفلاشا وحتي الروس القادمون بعد اتمام المشروع في مراتب متدنية ويشكل هؤلاء حلقات بعضها يعاني من التمييز والدونية التي تعبر عن ذاتها في الاقصاء والابتعاد عن مركز القرار السياسي والاقتصادي ورغم محاولات اسرائيلية لدمج هؤلاء الا ان التمايز والاقصائية لم يقض عليهما بعد بشكل تام. وفي الداخل السعودي نجد ايضا ان العنصرية والتمايز يلازمان تطور الدولة وتكريس هويتها الضيقة حيث تستثني وتستبعد هويات هامشية اخري لم تكن ضمن الجوقة والتي يعتقد انها اختيرت وانتخبت الهيا لبلورة المشروع الديني الازلي.

    وكما في اسرائيل يبقي الجدل حاميا بخصوص من هو اليهودي الحقيقي الاصلي نجد ان في السعودية ايضا لا يصمت الجدل لمختص بتعريف من هو المسلم الحقيقي مع الاستنتاج المسبق ان رعية الدولة الضيقة هي صاحبة الحق والكلمة الفصل في تحديد مواصفات هذا المسلم وخصائصه وصفاته.

    خامسا: التقارب في الخصائص بين السعودية واسرائيل ينطلق من كون الكيانين نتجا عن العنف ضد الغير. قامت دولة اسرائيل لي عنف منظم تحت مظلة ومباركة خارجية «بريطانيا» حتي نتجت عن هذا العنف حركة توسعية تستمد شرعيتها من الدين وجنودها من المستوعبين للخطاب الديني او الانتهازيين الذين يقتنصون الفرص التاريخية وكذلك كانت السعودية منذ بدايتها دولة اعتمدت علي الدعم الخارجي البريطاني والعنف المحلي لتثبيت مشروع متلبس بالدين ولكنه سياسيا بالدرجة الاولي.

    لم ينشأ الكيانان عن عقد اجتماعي او تكافؤ اقتصادي بين اطراف جغرافية متفرقة او وحدة ثقافية بين هذه الاطراف بل قام الكيانان علي العنف التوسعي وبسط الهيمنة بحد السيف وشرعية النص الديني المستغل للمشروع السياسي الآني. اسقطت ازلية النص علي محركين آنيين من اجل الامتداد. ادي هذا العنف الي دول بلا حدود وحتي هذه اللحظة تظل حدود الدولة العبرية معلقة ومبهمة وكذلك حدود المد السعودي والذي انحصر جغرافيا علي الارض الا ان مشروع الهيمنة السعودية يبقي عالميا لا يعرف مفهوم الحدود. التوسع السعودي والتغلغل في العالم العربي والاسلامي وحتي الغربي يجعل هذا الكيان مملكة بلا حدود والتوسع الاسرائيلي الجغرافي يظل عالقا علي مقدرة الدولة دون تحديد لمساره المستقبلي لان ذلك يظل رهينة القدرة علي استعمال العنف ضد الغير.

    سادسا: يعتمد الكيان السعودي والاسرائيلي علي العنصر الخارجي ليس فقط في بداية المشروع بل من اجل استمرارية هذا لمشروع. حتي هذه اللحظة لا تستطيع السعودية او اسرائيل ان تقف علي قدمين صلبين دون الدعم والمساندة من الخارج. هشاشة لكيانين تتطلب العنصر الخارجي لانهما مشروعان يتصفان بهشاشة الشرعية وتزويرها. تنبع هذه الهشاشة من تجنيد الخطاب القديم الديني في سبيل مشروع حديث لا يمت بصلة الي هذا الخطاب القديم وتنبع ايضا من تزوير الحقائق التاريخية وربطها بمحاولات لشرعنة العنف الموجه ضد الآخر.

    وبـــدون الدعم الخارجي المعنوي والمادي والعسكري تسقط المنظومة الاسرائيلية ونظيرتها السعودية ولا يبقي سوي كيانات رتجفة تعتاش علي تصوير نفسها وكأنها تكثيف لمعني الطهر والنقاء الذي يعاني من مخاطر ازلية وقوي شريرة تحاول النيل منه وتقويض دعائمه.

    التقارب السعودي الاسرائيلي الحالي ما هو الا تقارب لكيانات تشترك في خصائص معينة تجعل من دول الجوار والجدار منظومة شاذة عن تاريخ الامم وتطورها الطبيعي.

    كاتبة ومحاضرة سعودية في الأنثروبولوجيا الاجتماعية
    بكلية كينغز، جامعة لندن

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    000
    المشاركات
    1,930

    افتراضي

    قد يكون هذا شكل الصورة الخارجي ولكن إسرائيل تعرف تمامأ ما تخفيه ال سعود وخداعهم وغدر البدو الذين فتكوا باهليهم فماذا لو أتيحت لهم الفرصة من مجتمع يهودي حذر لانه متماسك مع نفسه بينما قادة العرب يحسنون الذلة والنذالة والتابع والعميل حتى صورتهم عند أسيادهم حقيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني