في انتظار هروب الطاغية الأرعن ؟! - مهدي قاسم
بتاريخ 5-12-1427 هـ الموضوع: مقالات
ومضات خاطفة : نحن في انتظار هروب صدام !! ــ مهدي قاسم
بعد هروب أيمن السبعاوي بمساعدة أنصار النظام السابق المندسين في الأجهزة الأمنية ، و من ثم هروب ايهم إبراهيم السمارائي من سجنه الحصين في المنطقة الخضراء ، بترتيب و تخطيط من بعض الجهات الأمنية الأمريكية العاملة في العراق ، نقول بعد كل هذه الهروبات المتتالية ، يجب علينا أن لا نستغرب أو نندهش إذا ما استيقظنا ذات صباح هادئ ، و إذا بأجهزة الراديو و كذلك الفضائيات تضج بنبأ هروب صدام من سجنه الحصين ، على طريقة الأفلام الأمريكية المألوفة و المعروفة على هذا الصعيد ..
مع العلم أن التواطؤ الأمريكي القذر في عملية هرب أيهم السمارائي من سجنه في المنطقة الخضراء المحروسة جيدا ، يعتبر سابقة جديدة في السياسة الأمريكية المعروفة بكونها عادة تضحي بكل عملائها و بيادقها من الأجانب ، و خاصة إذا كانت مصالحها الآنية تتطلب مثل تلك التضحية !! ..
إلا أننا نظن بأن الموقف الأمريكي من هذه المسألة ليس مبدئيا أو أخلاقيا ، و إنما يعتبر هدفا ماليا ، هو الذي كان دافعا و قائما وراء ترتيب و تنظيم عملية هروب أيهم السمارائي الذي يُقال بأنه اختلس ــ شأنه بذلك شأن الكثير من الساسة العراقيين الفرهوديين الجدد ــ أموالا طائلة من المال العام ، و بالتالي فقد كان بإمكانه أن يدفع بضعة ملايين من الدولارات لجهات أمنية أمريكية معينة لتنظم عملية هروبه الهوليودية ! ..
وبالرغم من مدى خطورة هذا الأمرــ أي أمر عملية ترتيب هذا الهروب ــ و التجاوز الوقح حتى على أبسط الشكليات "الاستقلالية " للحكومة العراقية ، من قبل هذه الجهات الأمنية الأمريكية ، فان الحكومة العراقية المتخاذلة و البائسة ، هي الأخرى أيضا قد داست على أبسط الشكليات المحافظة على بقايا قطرات ماء الوجه من ناحية عدم الخضوع الفاضح و الصارخ للتبعية و للذيلية الاختلالية، فأنها حتى لم تحتج على التواطؤ الأمريكي في عملية الهروب ، و ولم تطلب تفسيرا أو شرحا لهذا التواطؤ ، و تصرفت و كان الأمر لا يعنيها كثيرا ؟! ، حتى يبدو الأمر و كأن الجهات الأمنية العراقية ، هي الأخرى أيضا مساهمة و ضالعة في عملية الهروب الفاضحة تلك !! ..لربما السبب في ذلك ، حسب ظننا ، يرجع إلى أن الأغلب ، أن لم يكن جميع الذين غاصت أيديهم في " الدهن و الدبس ) العراقي ، متورطون حتى النخاع في عملية السرقات و اللصوصية ، و يخشون ذلك اليوم الذي سيرون أنفسهم خلف قضبان السجن ، مثلما كان أيهم السمارائي قبل هروبه !..
و بالمناسبة ، فأن الإنصاف يقتضي منا أن نتساءل : هل أيهم السمارائي هو الوحيد الذي قد اختلس من المال العام ، من بين عشرات من الوزراء و الساسة المتنفذين السابقين و الراهنين ؟؟! ..
بالطبع لا !!..
فلماذا إذن وهو وحده فقط قد دخل الحبس دون غيره ــ بينما أن ثمة عشرات مليارات من الدولارات قد نُهبت و سرقت و أُختُلست من المال العام في غضون السنوات الثلاث الماضية ، في حين أن هؤلاء المختلسين و اللصوص سواء كانوا من وزراء و زعماء أحزاب و تنظيمات و حركات أو سياسيين آخرين معروفين وأحرار يتنعمون مع ملايينهم بدون أية ملاحقة أو معاقبة !! ..
أم أن العدالة نفسها قد باتت طائفية في العراق مثلما الأمر لكل شيء أخر في العراق ؟؟! ..
على أية حال و رجوعا إلى موضوعنا الأساسي ، فأننا يجب أن نتهيأ ، حتى لا نُصاب بدهشة أو بذهول إذا ما سمعنا ذات يوم قريب ، بأن الطاغية الأرعن صدام حسين هو الأخر قد هرب من سجنه الأمريكي ، و بتواطؤ أمريكي ، لترتيب البيت العراقي حسب مزاج أمريكي جديد ..
[email protected]