ليس لشماتتي حدود
فرات المحسن الأحد 31/12/2006
تمنيت أن يقتل ويدفن في ذات الحفرة التي وجد فيها وفي نفس الوقت الذي قبض عليه مهزوما مخذولا وأن يطمر مع الفضلات والنفايات التي شاركته هزيمته وخذلانه.
لا أنكر أني كنت وطيلة الوقت الذي مضى خائفا أن تكون هناك مساومات ولعبة سياسية تكون نهايتها لجوء الطاغية الى أحضان أحبابه وهم دول وحكومات ليست بالقليلة.
أقزام وعاهرات وغلمان ومخصيون يبكون اليوم حالهم بعد أن شنق هُبل عهرهم، لا بل يعدون أمر إعدام صدام إهانة للعروبة وأمتها المجيدة وهم يتوعدون الشعب العراقي بأشد العقوبات ردا على هذه الإهانة.نعم أنها إهانة لكل هؤلاء الرعاع الأجلاف ولذا أنا فرح ومنتشي بعد أن قدم شعبي الإهانة لهؤلاء الأوغاد وجز رقبة الفاشي.
شاهدت فلم لحظات إعدام الطاغية وكيف وضعت قطعة قماش حول عنقه خوفا من أن يؤذيها الحبل فتذكرت وصف اليوم الأخير من حياة صدام الذي روجته صحيفة الديلي ميرور اللندنية والذي شطت في تقريرها حد الخيال لتعتقد بأن الإعدام سوف يكون على ذات منوال منظومة أفكار البعث حيث يعلق الطاغية في ساحة الاحتفالات ليشاهده أكبر عدد من الناس. لكن الصحيفة خاب ظنها ولم ترغب حكومة العراق صناعة مثل هذه المشهد التراجيدي.وبدلا من هذا فأنها لبت جميع طلبات وتمنيات صدام في يومه الأخير وأعدم بأكثر الأساليب رحمة وشفقة وهو الذي لا يستحق منها ولو مثقال ذرة. حين شاهدت قطعة القماش التي لفت حول عنقه رحمة برقبته الجرباء ذهب خيالي بعيدا وأيقنت بأنهم أعطوه قبل ذلك مسقولة وجكليته مص نوع فكس خوفا على حنجرته من الأذى ويقال أيضا بأنه طلب صحن كيمر ومربى الخوخ ودشداشة بوبلين ولباس مضروب أوتي ليواجه دفرات جوج وماجوج شبعان وبلباس منشى ونظيف.ووردتني معلومة بأنه شعر ببعض البرد فطلب قبوط ولونه اسود ويقال أنه جن جنونه عند الساعة الثالثة ليلا وراح في موجة من الهستيريا والصراخ حين شاهد بعض الشعرات البيض فوق فوديه وعند كذلته المتدلية بإهمال فطلب صبغ شعر ومرآة ومشط مال شعر نكَرو وجلس في الحمام لمدة ساعة يغني وصبغ وسرح شعره بعناية وعند السادسة صباحا زلت قدماه وعلق رأسه الأجوف بالحبل الغليظ لتنتهي مع تدليه حياة أقذر وأعفن مجرم عرفه العراق.
تلك اللحظات أعادت في راسي شريط عذابات العراقيين ورعبهم وأجساد الأبرياء الموتى المنثورة والمبثوثة فوق أديم الأرض وجوفها عند سواتر حربه مع إيران وفي طريق الموت الممتدة بين الكويت وصفوان. تذكرت كيف كان يطلق كلابه لتمزق أجساد مخالفيه في الرأي. أو كيف يضع رجاله ووفق أوامره أصابع الديناميت حول أجساد ضحاياه ليفجرهم عن بعد.تذكرت روح الفرد المسكين حين يجبره رجال صدام على شرب البنزين ثم يطلقون الرصاص عليه.كيف يشحن الناس زرافات من كردستان ليطمروا غرباء في وحشة الصحراء الغربية. وتذكرت سرفات دباباته وهي تطأ البيوت والأزقة لتهدم البيوت فوق رؤوس سكانها في جنوب ووسط العراق.
كنت ساعة مشاهدتي فلم إعدامه شامت حد الثمالة وانتابتني حالة من الفرح الغامر بعد أن عرفت أن مكان إعدام المجرم يقع بالقرب من مرتع صباي وشبابي، والأدهى والأروع ما في ذلك أن المكان هو ذاته الذي كان صدام قد وضع فيه ماكنة رهيبة لثرم البشر كانت ترمي لحوم العراقيين المساكين في نهر دجلة لتكون طعما للأسماك وكانت أغلب تلك الأجساد لأبنائنا من الكرد الفيلية ومن الشباب المهجر الذين أحتجزهم صدام بعد أن سفر عوائلهم دون وجهة حق وتعديا على جميع الأعراف السماوية والأرضية.
أنا ورغم جميع ما أمنت به من أعراف ومثل للدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته وبقدر كرهي وبغضي لكلمة الموت والقتل والإعدام، أجدني الساعة شامت ومتشفي حد الثمالة لا بل ليس لشماتتي وفرحي حدود وهي بقدر ما تحملته أنا وعائلتي وأهلي وشعبي من مر العذاب والقتل والتغييب.
أقدم هذه الشماتة والتشفي لكل من أحب وأيد وسار خلف هذا المعتوه الفاشي القذر، وأقول الى مزبلة التأريخ قائدكم الأسود وشعره المصبوغ الذي لا يدل سوى على دونيته وبي عاريته منذ جلس على كرسي المسؤولية ولحد يوم تدلى جسده العفن بحبل المشنقة.
أنني منتشي بشماتتي وفرحي وأهدي ذلك لكل من أراد لهذا الطاغية الحياة.