الجثث المشنوقة على اشجار النخيل رد شارع حيفا على «شنق صدام»
الجثث المشنوقة على اشجار النخيل رد شارع حيفا على «شنق صدام» أرسل لصديق
11 / 01 / 2007
بغداد - خلود العامري الحياة - 11/01/07//
جثة رجل قتل في الاشتباكات في شارع حيفا أول من أمس. (رويترز)
«شنق الضحايا» واحدة من الاستراتيجيات الجديدة، التي بدأت الجماعات المسلحة تطبيقها ضمن مسلسل العنف الطائفي في بغداد، على خلفية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. واقدمت مجموعات مسلحة قبل ايام على شنق 15 مواطناً وتعليقهم على اشجار النخيل وسط شارع حيفا في قلب العاصمة بغداد الذي شهد عشرات العمليات القتالية في العام 2005 حينما عجزت الدولة عن اعادته الى سيطرة القوات الامنية، الا بعد الاستعانة بالقوات الاميركية بعدما علقت الجماعات المسلحة الرايات السود على اشجار النخيل ذاتها التي شنق عليها الضحايا قبل ايام متوعدين بمنع القوات الاميركية من المرور فيه.
وشهد شارع حيفا، الذي لا يبعد عن مبنى الاذاعة والتلفزيون الرسمي العراقي اكثر من 400 متر وتقع جنوبه وزارة العدل، عدداً كبيراً من العمليات العسكرية في العامين 2004 و2005 ما اضطر القوات الاميركية الى شن هجمات على المناطق المحيطة به لا سيما انه الشارع الوحيد في بغداد الذي يضم اكبر مجمع للعمارات السكنية التي تخفي وراءها معالم لأزقة وأحياء شعبية منقسمة مذهبياً ويعود تأريخها الى بداية القرن العشرين.
وعلى رغم تأكيدات حكومة المالكي بانتهاء المناوشات المسلحة، التي اندلعت في شارع حيفا منذ الثلثاء واعتقال اكثر من 50 عنصراً من المسلحين، الا ان مهدي صبيح قائد قوات حفظ الامن والنظام اكد وجود مشكلات امنية كبيرة في الشارع ابرزها انتشار ظاهرة شنق الشيعة فوق اشجار النخيل وردود الافعال الانتقامية التي تقوم بها جماعات وميليشيات مسلحة اخرى اقدمت على قتل مجموعة من السنة انتقاماً للضحايا.
وقال صبيح لـ «الحياة» ان اعتقال مجموعة من المسلحين من حاملي الجنسيات السورية «لن يُسهم في حل المشكلات الامنية هناك لا سيما ان غالبية العمارات مسكونة اساساً من قبل السوريين والمواطنين العرب». مبيناً ان تسرب الجماعات المسلحة مجدداً الى الشارع مثل تنظيم «القاعدة» بالاضافة الى فصائل بعثية بعد مرور اكثر من عام على تطهيره، يتطلب القيام بحملات امنية واسعة لتطهير المنطقة مجدداً.
ولفت الى ان نشر القوات الامنية ونقاط التفتيش الثابتة ليس الحل الامثل لقضية شارع حيفا لا سيما انه من اقرب مناطق التوتر الامني في المنطقة الخضراء حيث لا يبعد عنها اكثر من كلم واحد. مشدداً على ضرورة ايجاد خطة مدروسة لحل المشكلات الامنية في الشارع الذي يخفي وراء بناياته الشاهقة مواقع سكنية مختلفة مذهبياً. واعرب عن خشيته ان يتحول الشارع الى اكبر بؤرة للصراع المذهبي في منطقة الكرخ.
من جانبه لفت اللواء عبدالكريم الخفاجي، الناطق باسم وزارة الداخلية، الى اهمية انهاء دور الجماعات المسلحة في هذه المنطقة الحساسة وقال لـ «الحياة» ان تركز المسلحين في الشارع «ينذر بكارثة كبيرة يتوجب علاجها قبل ان تستفتحل» مؤكداً ان القوات الامنية ستعمل على توسيع انتشارها في المنطقة لضمان انسيابية الحركة في الشارع الذي بات شبه مهجوراً منذ اكثر من شهرين.
وقال الشيخ عدنان العاني، عضو مجلس الشورى في هيئة علماء المسلمين، ان اساس المشكلة انطلقت بعدما حاولت الميليشيات الشيعية فرض سيطرتها على الشارع وتنفيذ عمليات انتقامية ضد السنة الساكنين هناك، الامر الذي ادى الى استفزاز بعض الجماعات المسلحة ودفعها الى الدخول في مواجهات مع هذه الميليشيات المسنودة بالقوات الامنية الحكومية
رد مع اقتباس
