طارق عزيز يروي من سجنه الدقائق الأخيرة في حياة برزان

القراءة : 4187
التعليقات : 0
تاريخ النشر : Tuesday, 16 January 2007







غزة-دنيا الوطن
اتهمت عائلة برزان التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس الراحل صدام حسين، الحكومة العراقية بـ"قطع رأس برزان قطعا حدا" ، لافتة إلى انها تحتفظ بشريط فيديو سيوزع قريبا ويظهر "القطع الحاد". ومقابل ذلك، قال الناطق باسم الحكومة العراقية إن حكومته " لم تستخدم العنف ولا الطرائق البدائية مع برزان" متمسكا برواية حكومته حول انفصال رأس برزان بحبل الاعدام.

وبالتزامن مع تنفيذ الإعدام ببرزان التكريتي ورئيس المحكمة الثورية السابق عواد البندر، علمت "العربية.نت" أن صحة طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء العراقي السابق المعتقل لدى القوات الأمريكية، آخذة بالتدهور.

ونقل محاميه عنه في سجنه روايته للدقائق الأخيرة في حياة برزان التكريتي والتي تتناقض في بعض تفاصيلها مع رواية الحكومة. وكان برزان في سجن المطار بالرضوانية مع نجله محمد وكل من طارق عزيز وسبعاوي الأخ غير الشقيق لصدام.

"قطع حاد "..

وبخصوص انفصال رأس برزان بعد إعدامه شنقا، اتهمت مصادر في عائلته في بلدة العوجة قرب مدينة تكريت، الحكومة العراقية بقطع رأسه قطعا حدا بمؤثرات خارجية غير حبل الاعدام.

وأضافت المصادر في حديث للعربية.نت، فضلت عدم نشر ذكر اسمها لدواع أمنية، " تم إحضار جثمان برزان واتخذت إجراءات الغسل الدينية وخلال ذلك شوهد القطع بالتفصيل وصُوّر من قبل العائلة ومن قبل أخصائيين من رجال دين وأطباء".

ثم قالت: أكد الأطباء الذين شاهدوا الجثمان حصول قطع حاد لرأسه عن جسده، وظهر آثران الأول هو اثر الحبل وهو اللون الأزرق، والآخر هو أثر القطع الحاد الذي دفعنا للتشكيك برواية الحكومة مما يعني أنهم أعدموه وبعد ذلك نكلوا بجسده وفصلوا رأسه عن جسده.

كما أشارت إلى أنه لم توجد أثار أخرى على جسد برزان، وقالت " التفسير الموجود أن عملية الانتقام والفصل صارت خارج عملية تنفيذ الإعدام ، حيث أقدموا على فصل الرأس بعد شنقه، وهذه قناعة العائلة والأخرين الذين شاهدوا مكان القطع".

الحكومة العراقية تنفي

وكانت الحكومة العراقية عرضت على عدد من الصحفيين شريط فيديو لعملية الاعدام لبرزان والبندر لدحض اية ادعاءات بتعرض جسد برزان للاساءة او للتمثيل به بعد عملية الاعدام.
وصرح الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بانه "لن ننشر شريط فيديو عملية اعدام برزان والبندر لكننا نريد اظهار الحقيقة وهي ان الحكومة العراقية قد تصرفت بحيادية".
وقال د. علي الدباغ لـ"العربية.نت": نحن عرضنا ما جرى على الصحفيين، والحكومة العراقية لم تستخدم العنف أو الطرائق البدائية أبدا مع برزان وعواد.

وأضاف " احمل الآن بيدي مجلة علمية أمريكية ذات مصداقية تشير إلى إمكانية انفصال الرأس عن الجسد في بعض حالات الاعدام شنقا، كما أن رئيس مصلحة الطب الشرعي بمصر سابقا سمعته على إحدى الفضائيات العربية يؤكد هذه النظرية".

وعلى صعيد آخر، قال المحامي العراقي بديع عارف عزت إن صحة موكله نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق طارق عزيز أخذة بالتدهور.

وصرح عزت لـ"العربية.نت"، فور عودته من زيارة موكله في سجن أمريكي ( سجن المطار بالرضوانية)، أن عزيز يعاني من الجبوب الأنفية واشتد عليه المرض مؤخرا فطالب بقدوم الطبيب العراقي مزهر الدوري لمعاينته تحضيرا لإجراء عملية جراحية له لأن القدرات الطبية في السجن غير مؤهلة للقيام بهذه العملية.

دقائق أخيرة في حياة برزان

وروى طارق عزيز لمحاميه الدقائق الأخيرة في حياة برزان الذي كان معتقلا في نفس السجن، وقال عارف نقلا عن عزيز: أخبرني أن برزان كان متماسكا ولم يكن متخاذلا عندما سمع باعدام صدام وكانت معنوياته عالية جدا على عكس ما نشرت بعض وسائل الاعلام.

واضاف : قال لي طارق عزيز إن غرفة برزان كانت مجاورة لغرفته، وأخبرني أن ما قالته الحكومة عن أنه أعدم الساعة الثالثة إلا ربع صباحا غير صحيح. وما جرى أنه في الخامسة صباحا قبل طلوع الفجر أطفئت الأضواء في السجن فسأل عن الموضوع فقالوا هذا خلل في الكهرباء ، ثم أتى الحراس في الساعة السادسة إلا عشر دقائق، وأخذوا برزان إلى مكان آخر في المعسكر اسمه القاطع الخامس وهو مكان خال ومعزول، وأخذوا معه ابنه محمد المسجون معه وسبعاوي الأخ غير الشقيق لصدام. وكان طبيعيا وشجاعا، ثم نقلوه في السادسة والنصف صباحا إلى مكان أخر وأعيد ابنه وسبعاوي إلى غرفتيهما.

واشار بديع عزت إلى أن موكله طارق عزيز يعتقد أن "يكون برزان قد ذبح ذبحا"، وقال " لقد سخر من ترديد مسؤولين رواية شنق أحد الشبان الفرنسين لنفسه مما أدى قطع رأسه ، وتساءل ما هذه الصدفة التي يتذكرون فيها هذه القصة الفرنسية القديمة بالتوافق مع اعدام برزان".