المشكلة العراقية بين الداخل والخارج
غالب حسن الشابندر


مشكلة العراق ليست داخلية صرفة ، بل هي بكل وضوح مشكلة داخلية / خارجية ، وقد يرى بعضهم ليس في هذه المعادلة الوصفية جديدا ، فإن اي مشكلة سياسية من مشا كل العالم اليوم هي كذلك ، أي نتيجة تفاعل جدلي بين الخارج والداخل حتى لو كانت مشكلة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، أو داخل جمهورية الصين الشعبية ، ليس هناك مشكلة سياسية في أي بلد من بلدان العالم ذات طابع داخلي خالص ، لتداخل العالم ، وتحوله إلى قرية صغيرة كما يقولون .

وهذا صحيح بطبيعة الحال بشكل عام ، ولكن هذه المعادلة شديدة الحضور في المشكلة العراقية . بل تدخل في كل شأن من شؤون هذا البلد الجريح ، في السياسة وا لاقتصاد والتربية والحدود والمياه !


نقطة جديرة بالإنتباه هنا ، أن حضور الخارج أ قوى من حضور الداخل في المشكلة العراقية، فإن حضور القوات المتعددة الجنسيات في العراق أقوى من حضور حكومته المنتخبة ، وحضور إيران في العراق أكبر من حضور شيعته ، وحضور تركيا في العراق أمضى من حضور تركمانه ، وحضور السعودية والدول ( السنية ) المحيطة في العراق أكثر حضور سنته ...


حضور الخارج أقوى وأمضى وأقدر وأ كبر من حضور الداخل فيما يخص المشكلة العراقية يعقِّد هذه المشكلة كثيرا ، بل يجعلها من أصعب العقد السياسية وأخطرها ، ليس على العراق وحده ، بل كل الاطراف الخارجية المتورطة في المشكلة بشكل وآخر .


هل هناك بوادر تفيد أن الشعب العراق ملتفت إلى هذه الحقيقة المرة ؟


ربما
ولكن دون المستوى الذي يؤهله لطرد أوإزاحة أو تقليص دور الحضور الخارجي !


هل يعني ذلك إن الحل إقليمي وليس وطنيا ؟


في هذا الجواب شي من الصحة !


وهل تجر فكرة الحل الأقليمي حلا دوليا بشكل وآخر ؟


ربما ...


أقول ذلك ، بمناسبة بعض الطروحات الأوربية التي بدأت تصرح بضرورة عودة الرباعية لحل مشاكل الشرق الأ وسط ، أي أمريكا وبريطانيا زائدا الإتحاد الاوربي ، زائدا روسيا وأخيرا الصين .


أين سوف ترسو سفينة المشكلة العراقية ؟


حقيقة لا أعرف .