رغد أقامت بيت عزاء للسيدات في عمان والفلاحات شتم احد البعثيين لإنه هتف ضد طارق الهاشمي
القراءة : 1876
التعليقات : 0
تاريخ النشر : Saturday, 06 January 2007
غزة-دنيا الوطن
تجاوبت الصحافة الأردنية الأسبوع الماضي مع الحالة العاطفية العامة في الشارع الأردني التي نددت بالإعدام الطائفي للرئيس العراقي صدام حسين فيما لم تظهر في الصحف ولا مقالة واحدة من المقالات التي كانت تنتقد بالعادة صدام ونظامه بعد ان تواري منتقدو صدام في الصحافة المحلية عن الأنظار حيث لا يسمح لهم الجو العام علي الإطلاق بأي آراء خارج سياق تمجيد الشهيد صدام او الإساءة للمقاومة العراقية.
وبعد مرور أسبوع تقريبا علي واقعة الإعدام لا زال الحديث عن صدام وإعدامه طائفيا والرقص علي جثته من قبل خصومه الطائفيين هو الحديث المركزي الوحيد بين اوساط الأردنيين جميعا وفي كل المستويات وهي مسألة لم تستطع الصحافة المحلية اليومية والأسبوعية تجاهلها علي الإطلاق حيث خصصت اسبوعية الهلال عددها الأخير كاملا للحديث عن صدام حسين وحيث نشرت العديد من الآراء والمقالات التي تعبر عن الإستياء من عدم صدور موقف رسمي واضح يندد بالإعدام او يعلق عليه.
وبشكل خاص وجهت إنتقادات لاذعة في دواوين النشطاء السياسيين والنقابيين للتلفزيون الرسمي الذي تعامل مع إعدام صدام حسين كخبر مقتضب فقط. ولوحظ ان تلفزيون الحكومة لم يفعل ما فعلته محطة الجزيرة وهي تعيد نشر وبث صور ملتقطة سابقا للرئيس صدام بمعية الملك الراحل حسين بن طلال وواحدة من هذه الصور تعرض الملك الراحل مع الرئيس في الزي العسكري عندما كانت عمان برفقة بغداد في خندق واحد إبان الحرب العراقية ـ الإيرانية.
ولم تصدر عن إبنة صدام المقيمة في عمان رغد حتي الآن اي ردود فعل علنية بعد ظهورها علنا إلي جانب أحد الوزراء في الحكومة في مسيرة جماهيرية إحتجاجية علي الإعدام نفذتها القوي النقابية لكن رغد اقامت سرادق عزاء للنساء فقط في منزلها الكائن في إحدي ضواحي العاصمة عمان ولم تفصح علنا عن خططها او مشاريعها للمستقبل.
صدام شاغل الاعلام
وتجنبت الصحف المحلية تغطية نقطة إحتكاك شكلت علامة فارقة خلال المسيرة التي شاركت بها رغد صدام حسين حيث صرح الشيخ سالم الفلاحات المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين شاتما أحد قيادات المسيرة من البعثيين بعد ان هتف الأخير ضد طارق الهاشمي ممثل جماعة الأخوان المسلمين بنسختها العراقية والعضو في مجلس الحكم الأمريكي للعراق.
وكان احد أقطاب البعث خلال المسيرة يهتف ضد أسماء معينة في الحكم العراقي الجديد وعندما وصل في الهتاف ضد الهاشمي لم يعجب الأمر الشيخ الفلاحات الذي قام بالصراخ وشتم الهاتف طالبا منه السكوت، وبطبيعة الحال لم يعجب الأمر المشاركين في المسيرة لكن حرصا عليها تم تجاهله قبل ان يتدخل الوسطاء لتقديم الإعتذار للبعثيين عن التصرف الأخواني الذي إعتبر خارج سياق المناسبة والمنطلق من دوافع تنظيمية ضيقة للغاية.
وتجاهلت الصحف ايضا جزئية أخري في المشهد حيث اعلن أبناء مدينة الكرك جنوبي البلاد انهم لا يريدون بعد الآن سياحة دينية إيرانية في مدينتهم وصدرت عن لجان نشطة في الكرك بيانات تتعهد بان لا تسمح المدينة للإيرانيين بزيارتها علما بان أفواجا من الإيرانيين والعراقيين الشيعة يزورون بالعادة مقامات دينية يقدسها الشيعة في مدينة الكرك من بينها مقام جعفر الطيار وعلم بان أول مظاهرة عفوية في المنطقة تنديدا بإعدام صدام نظمت في مدينة الكرك صباح اليوم الأول من عيد الأضحي.
ويمكن ببساطة رصد التحول الصحافي والشعبي ضد الحكومة الإيرانية في الشارع الأردني خصوصا بعدما اشارت الصحف عدة مرات الي ان طهران وتل أبيب رحبتا بنفس العبارات تقريبا بإعدام الرئيس صدام حسين، وشهدت المسيرات التي جابت الشوارع الأردنية علي مدار الأسبوع خطابات وشعارات وهتافات تندد يإيران وإسرائيل معا وبعض هذه الهتافات طالت أيضا محطة المنار اللبنانية التابعة لحزب الله لانها وصفت خلال بثها للقطات إعدام الرئيس صدام بانه طاغية وأعلن نشطاء متعددون انهم سيقاطعون محطة المنار فيما تعهد نقيب المحامين صالح العرموطي بمقاطعة اي دعوات او نشاطات مع الحكومة الإيرانية بسبب موقفها المؤيد لإعدام صدام حسين.
وتوافقت المشاعر الإنقلابية في الشارع الأردني ضد الإيرانيين بسبب موقفهم من إعدام صدام حسين مع التوجهات الرسمية عموما ورغم ان الحكومة لم تصدر اي تعليق علي واقعة الإعدام إلا انها ترحب بأي مشاعر سلبية في الشارع تجاه الدور الإيراني في العراق خصوصا بعدما شاهد الأردنيون كغيرهم كيف رقص حلفاء طهران علي جثة الرئيس صدام حسين الذي إعتبرته صحيفة الهلال سيد الشهداء كما إعتبرته كذلك عشرات الإعلانات التجارية المدفوعة التي نشرتها الصحف لأردنيين أفرادا او مؤسسات.
وكان إعدام صدام هو الحديث المركزي للغالبية الساحقة من مقالات الكتاب والمثقفين الأردنيين، ولاحظ الكاتب في صحيفة العرب اليوم فهد الخيطان ان دول العالم بإستثناء إيران وإسرائيل وبريطانيا وأمريكا إعتبرت الإعدام خطوة غير موفقة وتعكس الحقيقة المأساوية في العراق حيث عصابة من الارهابيين المقنعين ينفذون عملاً همجياً بحق رئيس سابق للدولة، وظهرت حكومة المالكي ليس مجرد دمية بيد الاحتلال الامريكي بل واداة بيد الميليشيات التابعة لايران وكأننا امام تصفية حساب مع صدام حسين من طرف ايران وامريكا في آن واحد