النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,523

    افتراضي الاستعداد النفسي للمواجهات القادمة

    الاستعداد النفسي للمواجهات القادمة
    لاشك أن الاثار النفسية المدمرة المتراكمة نتيجة حكم الطاغية صدام ومن قبله الحكومات الماضية منذ تأسيس
    الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي مازالت لها مفعولها في شخصية المواطن العراقي حتى
    هذه اللحظة وستبقى أثاراها الجانبية أمدا بعيدا إن بقي الوضع على ما عليه دون علاج يُذكر…..
    فالاستضعاف الذي مارسه الطاغية في المجتمع العراقي على مستوى الفرد او على مستوى الجماعة أدى الى
    خلخلة التركيبة النفسية بشكل أو بآخر ،حتى وصل الامر الى اللامبالاة أو عدم الثقة أو عدم الاستعداد للمواجهة
    أمرا واقعا في مسيرة المجتمع.
    وقبل أن نتحدث عن شواهد تاريخية مشابهة في أثار الاستضعاف للامم والافراد فإن قولنا هذا لايلغي النماذج العظيمة التي وقفت ضد هذا الاستضعاف أمثال الشهيد محمد باقر الصدر وكوكبة شهداء الحركة الاسلامية في العقد
    السبعيني من القرن الماضي إضافة الى الالوف من الشهداء الذين قدمهم الشعب العراقي في مواجهة التيار المعاكس
    وكانت ابرزهما انتفاضة رجب وشعبان وانتفاضة محمد صادق الصدر .
    وكما قلنا ان اثار الاستضعاف تجعل الامة في حالة من الوهن ومن الشواهد التاريخية المثيرة ما ذكره القران
    الكريم في حوار أو لنقل جدال بني اسرائيل مع نبيهم موسى(ع) بعد خروجهم من مصر وهلاك فرعون
    ومشاهدة ذلك وعبورهم الى الضفة الاخرى بتلك المعجزة الربانية إلا أنهم لم يتحرروا بعد من تلك الاثار النفسية وولدت
    لديهم الخوف والرعب واشربوا بهما ولم يتحملوا أو يفكروا في دخول أي صراع لدخول الارض المقدسة التي كانت وعدا إلهيا على لسان النبي موسى (ع)لهم وكل ذلك كان نتيجة التراكم النفسي للاستضعاف الفرعوني وهاهي الايات تحدث عن حالتهم بعد كل ما رأوه من المدد الالهي والنعم التي أنزلها الله لهم ((ياقوم ادخلوا الأرض المقدسةالتي كتب الله لكم
    ولاترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين.قالوا ياموسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا
    منها فإنا داخلون.قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين.قالوا ياموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون))
    وكانت النتيجة أن قدم موسى (ع) تقريره ومن ثم دعاءه عليهم(( قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي
    فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)) وكانت النتيجة التيه لكي يدخلوا تجربة اخرى ((قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة
    يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين)) 1..وبرغم من قساوة التجربة حيث التيه لمدة اربعين سنة ووفاة النبي هارون ثم موسى عليهما السلام إلا أنهم كانوا بحاجة إليها وكانت ضرورة للخلاص بنشوء جيل بعيد عن الاستضعاف وأثاره.
    ونُقِل عن المفكر الفرنسي (جان جاك روسو) انه )انه كان يرعبه مجرد أن يتصور فرنسا بدون ملك على الرغم من كونه
    من الدعاة الكبار فكريا وفلسفيا الى تطوير الوضع السياسيالقائم وقتئذ))2
    فهذا المفكر الداعي الى تطوير الحياة السياسة عاش حالة الرعب من سقوط الامبراطور فكيف بالناس البسطاء ويقينا
    أن روسو لم يعاني عُشر ما عانه العراقيون تحت حكم الطاغية وما شعروا به (استحالة) التغيير جراء وقوف كل العالم
    ضدهم ..
    وكانت الصدمة الكبرى بسقوط (رمز) الصنم في ساحة الفردوس يوم التاسع من نيسان عام 2003 إلا أن الكثيرين
    ظلوا يتوجسون خيفة من عودته نتيجة الاشاعات المغرضة وعدم الثقة ونتيجة الاثار النفسية العالقة فيهم.
    لذلك وجدت الكثير وقد تهيأ لعودة الطاغية الى الحكم دون مبادرة تُذكر ولو على صعيد الكلام لمواجهة الامر!!!
    وبالرغم من تأكيدات يومية بإن حقبة صدام قد انتهت وأصبحت تاريخا ولا مجال لعودة عقارب الساعة الى الوراء
    إلا أن الشكوك والهواجس كانت ومازالت تتلاعب بالكثيرين.
    ولم يكد يصدق هؤلاء سقوطه من حبل المشنقة وإن كانت هذه صدمة علاجية لهم ولكنها تكاد لاتكفي بسبب الهزيمة النفسية التي تغذيها حرب إعلامية شعواء يشاركهم فيها سذاجة الكثيرين ممن اتاحت له التكنلوجيا التواصل مع العالم
    الخارجي فأصبح قناة لتمرير الاكاذيب الملفقة والمدمرة.
    ولكن يبقى الخلل في النفوس الضعيفة((مابرزت لاحد إلا وأعانني على نفسه..))3ولابد من معالجة هذا الامر الخطير
    والمعدي من خلال زرع الثقة في الجماهير لكي تسقط القلوب الخاوية وتتلاشى من ساحة المواجهة .
    ولابد من بروز القوة فمتى ما وجدت الجماهير تراخي المتصدين في مطالبة وأخذ الحقوق تدب روح اليأس عند الجماهير وتبدأ خفافيش الظلام في التحليق في فضائها،وأما إذا وجدت الجماهير قوة المتصدين وروح التحدي فإنه قد يزيل بعض الاثار النفسية ويغلف الامراض المتراكمة التي بحاجة الى صدمات علاجية ووقائية في آن واحد
    ولابد من التصدي للاساليب الضاغطة التي تمارسها قوى الشر ضد العراقيين بعمل مضاد تتنفس من خلاله الجماهير الصُعداء.
    ونريد أن نقول لمن يتصدى للامر قول المقداد للنبي (ص) لا قول بني اسرائيل لنبيهم موسى(ع)
    ((إمض لما أمر الله فنحن معك والله لانقول كما قالت بنواسرائيل لموسى إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون
    ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون))4
    ولسنا بحاجة الى تيه مثل ذلك التيه الذي تم به علاج بني اسرائيل بل بحاجة الى شد عزائم القطاعات الجماهيرية
    المتسلحة بالايمان وحب الاوطان.
    إننا بحاجة الى استعداد نفسي تبعدنا عن روح الاستضعاف وتمنحنا القوة الذاتية التي تحركنا الى الامام ولاتجعلنا نلتفت
    الى الخلف مطلقا.
    وفي الختام قد ينعتني بعضهم بروح البداوة المتأصلة فينا كعراقيين وجوابي أليست روح البداوة خير من أن تكون ذليلا

    عبدالامير علي الهماشي
    [email protected]
    __________________________________________________ _____________1سورة المائدة الايات من 20الى 26القران الكريم

    2-بحث حول المهدي للشهيد محمد باقر الصدر
    3-المقولة الشهيرة للامام علي –عليه السلام
    4-السيرة النبوية معركة بدر الكبرى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    22

    افتراضي

    بارك الله بك يا سيد الهاشمي تحليلك واقعي ومثمر ان شاء الله وكان بودي ان تتوسع في الموضوع وتحلل الاثار النفسية لكثرة الهزائم المتواليه للشعوب تالعربية والتي تشكل المحيط الرئيسي لطائفة الافكار والمعتقدات والهواجس الفكرية التي تتواجد في العقل العربي عامة والعراقفي خاصة ، وكان بودي ان تشير الى التغير المفاهيمي لبعض ثوابت المجتمع التي كان يتمسك بها على الصعيد القومي والوطني وتدلنا على ما يجري من تحليل مفاهيمي لتلك التغيرات ومنها تغير مفهوم سيادة الارض على الانسان وتغير مفاهيم القومية والوطنية والمصلحة العليا و.... تالخ
    على العموم بارك الله بهذا الجهد والى مزيد

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,848

    افتراضي

    إلا أن الشكوك والهواجس كانت ومازالت تتلاعب بالكثيرين
    بارك الله فيك علي هذا الكلام، لكن ليس هناك تحرك ايجابي ، نحن شيعه العراق قد تركنا لحالنا لنواجه هجمات لان الاخرين يخشون ايران وحزب الله والتوسع الشيعي في الخليج ، فمثلا عندما تريد السعوديه الوهابيه للوقوف ضد ايران فانها تفعل ذلك بارسال الارهابيين الي العراق لضرب الشيعه. والاردن السنيه وخوفا منها من الهلال الشيعي الذي يضم ايران وحزب الله تساند البعثيين وتوفر لهم الدعم وغيره ، يعني اي جهه او دوله ارهابيه لها عداء مع الشيعه فانها تصفي حساباتها مع شيعه العراق !!!
    اللهم صلي علي محمد وال محمد

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A...54588968078029

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني