من خطبة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

3 جمادى الآخرة 1424هـ / 1 آب-أغسطس 2003م


أما العراق، فلا يزال يمثل الهمّ الكبير للمنطقة كلها، وربما للعالم بما يتجاوزها، لأن إسقاط نظام الطاغية من جهة، والاحتلال الأمريكي ـ البريطاني من جهة أخرى، قد أحدثا أكثر من زلزال سياسي أو أمني لأكثر من موقع في أكثر من بلد، على صعيد الخطة الأمريكية في إدارتها الحالية، للقيام بتغيير المنطقة سياسياً، وللضغط على أوضاعها الثقافية والاقتصادية والأمنية..

وإذا كان الشعب العراقي الجريح المظلوم قد تنفّس الصعداء، وشعر بالحياة الحرة من جديد على الصعيد الداخلي، فإنه لا يزال يعيش الحرمان القاسي في الخدمات العامة وفي الأمن وفي مفاعيل الاحتلال الصعبة التي قد تترك تأثيراً سلبياً، بما قد يحوّل الوضع بطريقة وأخرى الى ما يشبه الفوضى العامة..

إننا في الوقت الذي نواجه فيه الحذر الكبير من النتائج السلبية في الواقع المعاش، نتمنى على الشعب العراقي المتعدد الطاقات الفاعلة أن يملك الظروف التي يصنعها بوعيه وجهده ووحدته، لتحقيق التكامل بين فئاته الدينية والعرقية والسياسية، من أجل عراق حضاري إسلامي جديد، وأن يواجه التحديات بالإرادة القوية، والعزيمة الصلبة، والخبرات المبدعة، والمحبة الشاملة للمواطنين جميعاً.