فيتامين دي: مصادره الطبيعية والمشكلات الصحية المرتبطة بنقصه



جدة: «الشرق الاوسط»
مركبات فيتامين «دي» D، عبارة عن مشتقات الكالسيفرولات Cholecalciferol، وتوجد له صورتان مهمتان من الوجهة الغذائية، وهما: فيتامين «دي2» D2، ويطلق عليه إرجوكالسيفيرول Ergocalciferol، وفيتامين «دي3» D3 ويطلق عليه كوليكالسيفيرول Cholecalciferol، وهذه التعددية للتركيبات الكيميائية المختلفة لنفس الفيتامين، يطلق عليها فيتامرز Vitamers وقد ساعد مرض الكساح Rickets على اكتشاف أهمية فيتامين دي، سنة 1922، حيث استعمل زيت كبد الحوت لمعالجة الأطفال من الكساح، لذلك سمي الفيتامين بالعامل المضاد للكساح Antirachitic Factor، كما يدعى هذا الفيتامين بفيتامين أشعة الشمس Sunshine Vitamin، نظرا لأن الأشعة فوق البنفسجية من أشعة الشمس ضرورية لتكوين هذا الفيتامين تحت الجلد·
* وظيفته ومصادره يقول الدكتور خالد علي المدني استشاري التغذية العلاجية بوزارة الصحة ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية أن فيتامين دي يعمل على زيادة امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الأمعاء، اللازمين لتكوين العظام والأسنان، كما أن هذا الفيتامين يساعد على إعادة امتصاص الفوسفور من الكلى، ويساعد أيضاً على الاستفادة من الفوسفور في حالة نقصه في الغذاء والعظام.

وتعتبر زيوت الأسماك، خاصة زيت كبد الحوت، من المصادر الغنية بفيتامين «دي» D، كما يوجد هذا الفيتامين في الحليب والبيض والزبد· ويمكن لجلد الإنسان تصنيع جزء من هذا الفيتامين، وذلك عند التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية.

* نقص وإفراط يؤدي عوز فيتامين دي في الأطفال إلى مرض الكساح، وقد يؤدي العوز إلى تأخر ظهور الأسنان في الصغار منهم وإلى لين العظام Osteomalacia في الأكبر سناً وفي البالغين.

أما عن الافراط في تناول الفيتامين فإن الجرعة الزائدة منه ـ المتناولة في شكل صيدلاني ـ تسبب أعراضا تسممية تشمل القيء وفقدان الشهية والشعور بالعطش والقلق وزيادة نسبة الكالسيوم في الدم، مما يؤدي إلى حدوث حصيات كلوية أو خلل في الكلى، وتصلب (تكلس) الأنسجة الرخوة في أماكن كثيرة من الجسم غير العظام نتيجة لترسب الكالسيوم وتراكمه عليها مثل الرئتين والقلب والأوعية الدموية والكليتين· ومن المشكلات الصحية المرتبطة بنقص فيتامين دي، الكساح عند الأطفال، الذي يصيب الأطفال ما بين السنة الأولى والثانية من العمر، نتيجة عوز فيتامين دي، وينتج عن ذلك عدم ترسيب الكمية الكافية من الكالسيوم والفوسفور في العظام، مما يؤدي إلى لين وتقوس العظام· وهناك عدة أسباب لحدوث هذا المرض، من أهمها: عدم تعرض الطفل لأشعة الشمس لفترة كافية وبقاؤه داخل المنزل، بالاضافة إلى أن الضباب والسحب والدخان والملابس الثقيلة وزجاج النوافذ، كل هذه الأسباب تعمل على التقليل من الاستفادة من الأشعة الناتجة من أشعة الشمس (فوق البنفسجية)، مما يؤدي إلى عدم حصوله على الكمية الكافية من الفيتامين، الذي يساعد على امتصاص عنصر الكالسيوم· ومن الاسباب الاخرى ، كون المتناول اليومي من فيتامين «دي» D، أقل من الاحتياج الفعلي نتيجة العادات الغذائية السيئة· فمثلا الحليب المدعم، يعتبر أهم مصادر هذا الفيتامين، في حين أن كثيراً من الأطفال (بعد عمر سنة)، لا يتناولون الحليب أو لا يتناولون الكمية الكافية منه· وكذلك اعتماد الطفل الرضيع كليا على حليب الأم لفترة أكثر من الستة أشهر الأولى من عمره، واخيرا نتيجة اضطرابات عضوية أو وراثية، تؤثر في كمية فيتامين دي في الدم·

* أعراض الكساح أهم أعراض الكساح هي لين العظام في جميع أنحاء الجسم، ويظهر ذلك بوضوح في لين عظام الرأس وتضخم في أطراف الذراعين والساقين وتقوس ساقي الطفل نحو الداخل أو الخارج، وتأخر في نمو الطفل بشكل طبيعي، وأيضاً تأخر في ظهور الأسنان وبروز البطن نظراً لضعف عضلاتها· وتفيد الفحوص الإشعاعية والسريرية، بالاضافة الى بعض الفحوص المخبرية في تشخيص هذا المرض· وللوقاية من مرض الكساح ننصح بالتالي:

ـ تناول الطفل الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ديD، بكميات كافية· ـ تعريض جسم الطفل لأشعة الشمس، خصوصا عند شروق الشمس وغروبها (تعرض الأيدي والأذرع والوجه للشمس لمدة عشر دقائق لعدد قليل من المرات في الأسبوع.

ـ قد يحتاج الطفل المريض إلى جرعات دوائية من فيتامين ديD، يحددها الطبيب المختص·

* لين العظام وهشاشتها يتصف مرض لين العظام بحدوث خلل في ترسب الكالسيوم والفسفور في عظام البالغين مما يؤدي الى قلة صلابتها. وينشأ لين العظام عادة نتيجة عوز فيتامين دي أو الكالسيوم، وكذلك نتيجة أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي تصنعه من الكولسترول ويكون في صورة غير فعالة، ولا بد ان يمر بالكبد ثم الكلى حتى يتحول الى الصورة الفعالة التي يستفيد منها جسم الانسان.

اما هشاشة العظام فهي عبارة عن نقص في الكتلة النسيجية للعظام مما يعرضها الى سهولة الكسر وخصوصاً في منطقة الرسغ ومفصل الفخذ والعمود الفقري.