مواطنون يطلبون من قوات الامن تفتيش سياراتهم.. “فرض القانون “ تعيد الطلاب الى مقاعد الدراسة.. وتكتيك جديد لحماية التدريسيين


بغداد / المدى
"كنا بانتظارها منذ مدة ليست بالقصيرة"، هذا ما يتردد على السنة الكثير من طلبة واساتذة الجامعات عندما يتداولون بشان خطة فرض القانون التي تتواصل عملياتها لليوم السادس".
فالمفرح في الامر كما يقول الطالب رافد نعمان من كلية الادارة والاقتصاد هو التفاعل غير المحدود من ابناء الشعب بمختلف شرائحه مع الخطة التي كان من ابرز ثوابتها عدم التمييز بين فئة واخرى بل تستهدف جميع الخارجين على القانون، وهو ما اكده مراراً رئيس الوزراء نوري المالكي.
وقال رافد طالب المرحلة الرابعة في الكلية انه بالامكان الحكم على الخطة بالنجاح سلفاً، ذلك ان الرسالة تعرف من عنوانها بحسب تعبيره، واول دلائل نجاحها انخفاض نسبة العمليات الارهابية التي ما عادت تستهدف سوى الابرياء من العراقيين سواء في بغداد او المحافظات. ومن امثلة ذلك السيارة المفخخة التي استهدفت المدنيين المتجمعين امام محطة وقود في البياع امس الثلاثاء. واستذكر رافد تأكيدات السياسيين في الفترات السابقة عندما كانوا يدعون الى ضرورة تفعيل دور القوات الامنية بتجهيزها وتدريبها وسرع انتشارها في الاحياء والشوارع لحماية ابناء الشعب من العنف.

اما سعدي داود طالب الدكتوراه في جامعة بغداد فأشار الى ان نجاحاً ملموساً قد تحقق للخطة والاهالي بدأوا يرونه من خلال ذهابهم وايابهم من والى اماكن عملهم، لكنه تمنى ان ترتقي المؤسسات الخدمية بمستوى عملها لكي تعطي دفعاً لخطة فرض القانون، وكانت خطة فرض القانون اشارت الى ان هناك لجانا ساندة لهذه الخطة ومنها لجنة للخدمات. وقال ان الوسط الجامعي شهد تحسناً تدريجياً على مستوى حضور الطلبة والاساتذة لكن حلقات العملية التدريسية ما زالت كما كانت عليه الحال سابقا.
وهو ما اكده ايضا الدكتور عماد رشيد من كلية الادارة والاقتصاد الذي اشار الى ان وزارة الدفاع والداخلية اتخذتا تدابير كبيرة من شأنها حماية الكليات والاقسام الداخلية للطلبة. والمح الى بروز ظاهرة تصدي الطلبة لكل ما من شأنه خلق فتنة طائفية، فضلا عن عدم التطرق للموضوعات التي تثير حساسية بعض الطلبة، مؤكداً ان ذلك يعطي انطباعا بان الوعي الطلابي بدأ يرقى الى مستوى التحديات التي يتعرض لها العراقيون، وهذا ما تجسد في اصرارهم الواضح مع ادارة الكلية والاساتذة على ضرورة مواصلة المسيرة التعليمية وعدم السماح للارهابيين بإيقاف قافلة النور.
ونتيجة الوضع الامني عملت بعض المؤسسات التعليمية الجامعية على هيكلة عملها بطريقة تتناسب مع هذا الظرف، واتبعت تكتيكاً جديداً اذ قال طلاب في جامعة بغداد: ان بعض اقسام الكليات خصصت لكل استاذ يوماً واحداً يلقي فيه اكثر من محاضرة وذلك بهدف تقليل ايام مجيء الاستاذ للكلية وبالتالي حمايتهم من الارهابيين الذين يستهدفون الكفاءات العلمية وفي مقدمتهم اساتذة الجامعة. واكدوا ان وجود الطلبة في الكليات قد ازداد في الفصل الدراسي الثاني ولاسيما بعد اعلان خطة فرض القانون.
وحذر بعضهم الجهات المخططة والمنفذة لهذه الخطة من ردود افعال الارهابيين غير المحسوبة ، فضلا عن ردود بعض السياسيين الذين يعارضون او يتحفظون على الخطة وقد تحظى مثل هذه الردود بمساندة اعلامية من جهات مغرضة.
وبخصوص اكمال المنهج العلمي قال الطالب مصطفى محمد من قسم المحاسبة: ان ما نفذ من المنهج خلال المدة الماضية لا يتجاوز 10% ولكنه جزم بان الخطة الامنية وفي حال استمرارها على ما هي عليه الآن يمكن ان توفر الاجواء المناسبة لتفيذ اكثر من 50%.
وعبر الدكتور ضياء مانع المشرف على الدراسات العليا في كلية اللغات عن سعادته عندما يوقف رجال القوات الامنية سيارته بهدف التفتيش وربما هو الوحيد الذي طلب من نقطة تفتيش اخرى تفتيش سيارته بهدف دعم هذه القوات واظهار روح التعاون التي يجب ان تسود بين المواطنين.
وتوقع عميد كلية التربية/ ابن رشد نجاحا باهراً لخطة فرض القانون وقال: ان من ابرز انجازاتها على صعيد عملنا انها خفضت نسبة الغيابات بين الطلبة الى حد كبير والاصرار الكبير من الطلبة والاساتذة على انتظام الدوام.
ولأن هناك خروقات امنية حقيقية في الخطة اذ شهدت بغداد انفجار سيارات مفخخة وعبوات ناسفة عديدة خلال ايام تطبيق الخطة فلا يمكن للطالبة هند فائز في المرحلة الثالثة من قسم التاريخ ان تجزم بنجاح الخطة او فشلها، اما زميلتها خديجة شلال فكانت اكثر تفاؤلاً وقالت ان الخطة تشعر الناس بالامان وتزيد من معنوياتهم وكما لكل شيء سلبيات فإن من سلبياتها ازدياد شدة الزحام مما يعيق وصول الطلبة الى الكليات في الوقت المحدد.
وفي الجامعة المستنصرية التي مازالت مداخلها موشحة بالخزن على طلابها الذين استشهدوا بحادث ارهابي قبل اربعين يوماً تمنى احد الطلبة ان يكون تطبيق هذه الخطة قبل حادث المستنصرية الذي فقد فيه زملاء مقربين اليه كثيراً. وقالت طالبة اخرى تتصفح في دفتر صغير: ان الدوام في الجامعة جيد على الرغم من انقطاع البعض من الاصدقاء نهائياً بسبب ما خلفته الحادثة الاجرامية من جروح عميقة في نفوسهم لفقدان زملائهم.
في محيط الجامعة الذي شهد انتشار كثيفاً للقوات الامنية التي اتسم عملها بالجدية الواضحة فإن الاكشاك التي كانت تبيع الصحف لرواد هذه الجامعة بدت خاوية وتترصد المارة عسى ان تعيد الحياة اليها من جديد، ويأمل طلبة الجامعة وجميع العراقيين ان تعيد خطة فرض القانون الحياة لكل المرافق التي خربها الارهابيون.