النساء أكثر عرضة للتلوث من الرجال

حقائب المكياج والهواتف وأدراج المكاتب تمثل بيئة يسهل على الميكروبات استيطانها


على النساء أن لا يغتروا كثيراً بالمقولة الشائعة بأنهن أكثر أناقة ونظافة واهتماماً بالمظهر، بل ربما عليهن مراجعة هذه الأمور التي يفتخرن بها دونما أدلة علمية على صحتها. والسبب أن الباحثين من الولايات المتحدة يقولون في دراسة حديثة لهم أن المكاتب وما فيها، تحمل كميات كبيرة من الميكروبات تفوق تلك الموجودة على كراسي الراحة في دورات المياه! ليس هذا فحسب بل ان احتمالات وجود الميكروبات هذه على الأماكن المكتبية التي تشغلها النساء أعلى من تلك الموجودة في نفس الأماكن التي يعمل الرجال عليها، بنسبة تتجاوز الثلاثة أضعاف! وتوصل البروفسور تشارلز غيربا وزملاؤه الباحثين من جامعة أريزونا، إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم اختبارات شملت أكثر من 100 مكتب في نيويورك ولوس أنجليس وأوريغن وواشنطن العاصمة.
* نساء ورجال وقال البروفسور غيربا إن مما كان يُظن هو أن الرجال وأماكن وجودهم هي أكثر تلوثاً بالميكروبات، لكن الواقع أن النساء، نتيجة لتعاملهن مع الأطفال الصغار واحتفاظهن بالمأكولات على طاولات مكاتبهن، هم الأكثر تلوثاً.

واستدرك الباحثون بالقول إن هذا لا يعني أن النساء لسن أكثر ترتيباً ونظافة في الظاهر من الرجال، لكنهن أكثر في حمل الأشياء الشخصية وأدوات التجميل واستخدام كريمات ترطيب البشرة، ما يجعل كل هذه الأمور عوامل تسهم في حملهن ونقلهن الميكروبات. وتحديداً قال البروفسور غيربا إن حقائب المكياج تمثل بيئة يسهل على الميكروبات استيطانها، وكذلك الحال مع الهواتف وأدراج المكاتب. وأضاف إن إبقاء النساء للأطعمة في أدراج المكاتب يحمل في طياته رفع احتمالات تواجد الميكروبات، وهو ما يقع من قبل النساء العاملات أكثر من الرجال، على حد قوله. وعلق على هذه النتائج بالقول إنه مندهش جداً من كمية الأطعمة التي تضعها المرأة في مكتبها! لكن النتائج ليست كلها سيئة من ناحية أداء النساء في المحافظة على مستوى عال من النظافة للوقاية من التلوث بالميكروبات، إذْ أن الباحثين لاحظوا أن محفظة الرجل هي أسوء شيء في المكتب من ناحية تراكم الميكروبات واستيطانها. والأهم من هذا الاختلاف بين الرجل والمرأة في نقاء المكتب وأجزائه من الميكروبات هو أن على أسطح المكاتب وما عليها توجد كمية من البكتيريا تفوق بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف ما هو موجود على سطح مقاعد الراحة في دورات المياه لتلك المكاتب التي شملتها الدراسة.

* تعقيم مضاد وأكد البروفسور غيربا بأن استخدام معقمات اليدين ومعقمات أسطح المكتب يخفف إلى حد يتجاوز 25% من أعداد البكتيريا تلك. وتحتوي مستحضرات تنظيف اليدين على محلول أزوبروبانول الكحولي مع الماء بنسبة 60 إلى 70%. وهي أحد البدائل الممتازة لغسل اليدين بالماء والصابون، خاصة حينما لا يتوفر ذلك. واستخدامها أكثر فاعلية من الماء والصابون، إن تم بطريقة سليمة وصحيحة، في القضاء على الميكروبات من البكتيريا العارضة أو المستوطنة وكذلك الفيروسات. وتحتوي هذه المنظفات الكحولية، كـ«الجل» مثلا، المُعدة لهذا الغرض على مواد مرطبة تمنع جفاف الجلد. ولذا فإنها أقل تسبباً في جفاف الجلد وتهيج البشرة من استخدام الماء والصابون وأيضاً من استخدام الكحول السائل. ولكي يتحقق المُراد فإن على الإنسان أن يضع منها على الكف كمية تقارب حوالي نصف ملعقة، ثم يفرك كافة أجزاء اليدين بها، ويتركهما حتى يجفا تماماً دون تنشيف. لكن حينما تبدو اليدين وسخة، فإن من المنطقي غسل اليدين بالماء والصابون لإزالة الأوساخ التي لا يستطيع الكحول بذاته إزالتها.

ويقول باحثو مايو كلينك إن اليدين تتجمع عليهما الميكروبات من مصادر شتى طوال اليوم، إما أثناء الملامسة المباشرة للآخرين من الناس أو لأسطح الأشياء الملوثة أو الأطعمة أو حتى الحيوانات الأليفة المنزلية أو الخارجية. ومن السهل أن ينقل الإنسان هذه الميكروبات إلى داخل جسمه أثناء ملامسة العينين أو الأنف أو الفم. وكذلك أن ينشرها على أسطح الأشياء، كمقابض الأبواب وسماعات الهاتف، لتنتقل إلى الآخرين حينما يلامسونها، أو أن ينقلها إلى الآخرين مباشرة عند ملامستهم أو مصافحتهم. وأكثر الأمراض شيوعاً بين الناس هي تلك التي تنتقل عبر ملامسة الأيدي الملوثة بالميكروبات، مثل مجموعة من أمراض الجهاز التنفسي كنزلات البرد والإنفلونزا ومجموعة من أمراض الجهاز الهضمي كالإسهال والنزلات المعوية، وأمراض أجهزة أخرى في الجسم. وتُعد إصابات كبار السن بالرشح والتهابات الرئة السبب السابع للوفيات في الولايات المتحدة. وموجات الإصابة بميكروبات «إي كولاي» والسالمونيلا تطال أكثر من 76 مليون شخص سنوياً في الولايات المتحدة وحدها فقط، لتتسبب بالتالي في وفيات أكثر من 5000 ألف شخص سنوياً.