المشهد الحسيني وعقدة الإعلام العربي - عدنان آل ردام العبيدي

(صوت العراق) - 06-03-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق

عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين
اجمع المراقبون انه ليس هنالك حدث عقائدي اجتماعي ديني سياسي كالحدث الحسيني الذي يشهده العراق في العاشر من محرم الحرام وفي العشرين من صفر ذكرى اربعينية الإمام الحسين (ع) في كل عام بعد ان اتيحت للمراقب فرصة المتابعة الميدانية والمهنية والتعبيرية لهذا الحدث الذي واجه على طول الفترة الممتدة عبر القرون الاربعة عشرة الماضية شتى انواع المواجهة القاسية بدءاً من المراحل الاولى للدولة الاموية وصولاً الى حكم البعث وصدام.
المسيرة هذه والتي تمتد على كل مساحة هذه الخارطة الزمنية الطويلة مقرونة بالممارسة العنفية الطائفية المقيتة التي راح ضحيتها مئات الالوف من ابناء هذه المدرسة، استطاعت بالتالي ان تسجل انتصارها الحاسم على كل تلك التيارات المنحرفة والحقب السوداء التي ارادت ان تطفئ الجذوة الحسينية في النفوس الشريفة والضمائر المخلصة الصادقة التي لا ترى في هذه الملحمة اقل من انها امتداد لمدرسة النبوة ووريث شرعي لها.
المشهد الحسيني الذي انطلق هذا العام من كل شبر وبقعة وقرية ومدينة من ارض العراق شاهده العالم بأسره من خلال ما نمتلك من قنوات فضائية نجحت الى حد بعيد في عرض المشهد كما هو للرأي العام وللمتابع والمشاهد أكان عربياً ام غير عربي، مسلماً ام غير مسلم، حتى بدت طرق العراق على سعتها وكثرتها وتفرعاتها واتجاهاتها لا يخلو فيها متر من علامة شاخصة تشير باتجاه كربلاء او فضاء مهما كان كبيراً مترامياً ام صغيراً متوارياً لا تسمع فيه صوتاً مدوياً (ابد والله ما ننسى حسيناه).
الغريب في الامر كله ان عهراً اعلامياً غريباً في صفاقته ودناءته راح يتصاغر مهرولاً امام مومسات وبنات هوى قبلْنَ ان تأتي لجاناً طبية امريكية واجنبية وعراقية لأخذ عينة من مواضع ننأى بأقلامنا وانفسنا عن تسميتها خجلاً وعفةً وحياءً، في حين يتساقط ذلك الخجل والحياء وتموت تلك العفة وشهامة الاعلام العربي في احضان (صابرين) ومختبرات ابن النفيس واستوديوهات الرذيلة المحترفة واسماؤها (اللامعون) في ساحتنا الاعلامية العربية!!.
هذا الاعلام الذي اقبل لصابرين وادبر للتسونامية البشرية الزاحفة نحو كربلاء حسبه بهذا الادبار انه قادر على اخفاء الحقائق او التقليل من شأنها واهميتها، في الوقت الذي يدرك هذا الاعلام اكثر من غيره ان المجازر ودفن الاحياء وفرم الاجساد وقطع الاكف واتخام المعتقلات التي تعرض لها ابناء هذه المدرسة ما استطاعت لا في زمن يزيد ولا في عصر المتوكل ولا في حقبة صدام ان تنال من الحسينيين المحمديين مثقال حبة من الاخلاص والوفاء والالتصاق الروحي والعقائدي والوجداني بأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي لا لشيء الا لأنهم الاسلام كله وغيرهم النفاق كله.