لم تكن المباراة الاولى التي لعبها منتخبنا الاولمبي مع الهند في التصفيات الاولمبية حديث الساعة للمهتمين بشأن الكرة العراقية
كمتابعين وجمهور وصحافة بل ان الاهتمام والاحاديث سبقت مباراتنا مع الهند على الرغم من (الاطمئنان) الجزئي ان صح التعبير
على نتيجة المباراة في ضوء (تأريخ ونتائج) هذا البلد وان جاء (الحسم) في الشوط الثاني الا انه تحقق ما كنا نصبو اليه وحققنا
النقاط الثلاث التي كنا بانتظارها في اول جولة في الطريق الى اولمبياد بكين .
لقد بات واضحا ان الاراء اختلفت حول تقييم مستوى اداء منتخبنا في هذه المباراة ، فهناك من رأى النتيجة جيدة ونحن نودع
ثلاث كرات في المرمى الهندي ، وهناك من وجد ان الفرص الضائعة كانت اكثر من التي استثمرت في المباراة ، وهناك
من خلص الى القول الى ان نتيجة الشوط الاول لم تكن ترضي جمهورنا العزيز بل كان يفترض ان تحسم النتيجة منذ شوطها
الاول اضافة الى العديد من الاراء التي قد تختلف وقد تتقاطع مع ما اشرنا اليه حول تقييم النتيجة ناهيك عن الاراء التي اختلفت
حتما حول ما ادلى به السيد يحيى علوان حول تقييمه للمباراة
عموما .. خطوتنا الاولى كتب لها النجاح ولابد ان نتطلع للمزيد من النجاحات التي تضمن تأهلنا الى الاولمبياد .. وعندما نقول
ضمان التأهيل فالجهود لابد ان تنصب في الوقت الحاضر من اجل ضمان التأهيل اولا ، اما ما يمكن تحقيقه من نتائج فيما بعد
فنعتقد من السابق لاوانه الخوض في تفاصيلها وانما قوادم الايام ستكشف الكثير من الامور التي من خلالهاسيكون لكل حادث حديث !
المشاركة العراقية في التصفيات الاولمبية تأتي وفق ثلاث تصورات تدور في مخيلة الكادر التدريبي ومعه اللاعبين ومن ثم
جمهورنا الكروي .. وهذه التصورات تتلخص اولا في ان منتخبنا الذي كان قاب قوسين او ادنى من اللقب القاري
حصل على فضية الاسياد ... ومع الفرحة التي غمرتنا ازاء تلك النتيجة صودمنا بالخروج المبكر لمنتخبنا الوطني
في البطولة الخليجية
بالامارات .. ومع (مداخلة) هذين التصورين يبرز التساؤل الاهم .. وهو ان منتخبنا الاولمبي عندما يشارك في التصفيات هذه
المرة يختلف عن مشاركاته السابقة فهو الذي احرز المركز الرابع في اولمبياد اثينا .. والمركز الرابع الذي اعد من افضل النتائج
الرياضية المتحققة للرياضة العراقية بشكل عام وليس في مجال كرة القدم فحسب فان مهمة المحافظة على تلك النتيجة
تحمله مسؤولية اكبر كون الفرق التي بدأت بالتنافس معه حتى في الادوار الاولى تدرك بانها تتبارى مع فريق رفيع المستوى
حقق نتيجة متميزة في الاولمبياد وهذا يعني ان اي اخفاق لاسامح الله او التفريط بفرص المواصلة في
التأهيل ستمحي تلك الصورة الجميلة التي تركها منتخبنا الاولمبي وهو ينهي مشاركته الاولمبية في اثينا بنجاح قل نظاره بل وكما
اسلفنا الذكر فانه اعد واحدا من افضل الانجازات الرياضية العراقية الخالدة التي كانت ومازالت تستذكرها الاجيال الرياضية
العراقية كالوسام المتحقق للرباع المرحوم عبد الواحد عزيز في اولمبياد لندن 1960 او تأهيل منتخبنا الى نهائيات كأس العالم
في المكسيك عام 1986 او الرقم العراقي المتحقق في سباق ركض 100 متر بأسم العداء العراقي اللامع سامي الشيخلي
الذي سجله في بطولة فنلندا الدولية والبالغ 10.2 ثا ..
ان الطريق الى اولمبياد بكين لن تكون مفروشة بالورود حتما وان المهمة لا تخلو من صعوبة فالانجاز اي انجاز رياضي
لا يتحقق بسهولة فكيف اذا الانجازات الاولمبية التي تكون الدول المشاركة قد كثفت من استعداداتها لسنوات وسنوات .. ومع ذلك
نقول ان منتخبنا اهل لان يعوض عن ما يستعده الدول وما تنفقه من اموال على رياضييها بصبرهم وغيرتهم العراقية التي طالما كانت
وراء الافراح التي يدخلونها في بيوتنا وشوارعنا وازقتنا ومحلاتنا التي مابرحت مثقلة بالجراح ولا ترى غير الرياضيين من يضمد جراحهم ؟!!

5 مارس 2007:
تورونتو / يعقوب ميخائيل