الصنداي تايمز:أستطلاع للرأي غالبية العراقيين يعتقدون حياتهم الان افضل من زمن صدام أرسل لصديق
18 / 03 / 2007

الصنداي تايمز:أستطلاع للرأي غالبية العراقيين يعتقدون حياتهم الان افضل من زمان صدام
العراقيون: الحياة أفضل

صحيفة الصنداي تايمز نشرت تقريرا حول استطلاع بريطاني للرأي ظهر اليوم حول الاوضاع في العراق.

وأظهر الاستطلاع الذي شمل أكثر من خمسة آلاف عراقي أن الغالبية من العراقيين يعتقدون أن أوضاعهم الحياتية الان أفضل مما كانت عليه في ظل نظام صدام حسين.

وكشف الاستطلاع الذي أجرته هيئة أبحاث الرأي البريطانية أن واحدا من كل أربعة عراقيين فقد أحد أفراد أسرته، وأن واحدا من كل أربعة في العاصمة بغداد تعرض أحد أقاربه للاختطاف، وأن واحدا من كل ثلاثة عراقيين قال إن أفرادا في عائلته هربوا إلى خارج البلاد.

لكن عند سؤالهم عما إذا كانوا يفضلون الحياة في ظل نظام صدام حسين، الذي أعدم شنقا في ديسمبر كانون الاول الماضي، أم نظام رئيس الوزراء نوري المالكي، جاء رد الغالبية بأن الاوضاع الحالية أفضل، بحسب التايمز.

ومن بين نتائج الاستطلاع التي نقلتها الصحيفة اعتقاد 27 بالمئة فقط من العراقيين أن العراق يعيش حربا أهلية مقارنة بـ 61 بالمئة لا يعتقدون ذلك.

"تحدث وقد يغفر الله لك"

مراسل صحيفة الصنداي تليجراف، كولن فريمان، نشر تحقيقا حول مشاهداته في العراق خلال مرافقته للقوات الامريكية والعراقية في بغداد.

وجاء التقرير تحت عنوان "دع ضميرك يتحدث وقد يغفر الله لك"، أما العنوان الفرعي فكان: مع تراجع عمليات القتل وانتشار المسلحين تزعم الولايات المتحدة بحذر أن بغداد تشهد تحسنا في الاوضاع الامنية منذ بداية تطبيق خطتها للعاصمة قبل شهر. ومع ذلك فإن كولن فريمان المصاحب للقوات الامريكية والعراقية في شوارع المدينة وجد أدلة قوية على استمرار انتشار عمليات الخطف والصراع الطائفي".

وفي إحدى مشاهداته التي رواها الصحفي قال إنه حضر تحقيقا قام به عسكريون أمريكيون وعراقيون مع أحد سكان حي الجامع السني والذي قال إن عصابة خطف طرقت بابه ذات يوم وعرضت عليه مبلغ ألف دولار نظير حراسته ورعايته برهينة شيعية.

ونقل الصحفي عن الشخص قوله "قالوا لي لدينا خروف، خروف شيعي، ونريد أن نحتفظ به هنا، وعرضوا علي 100 دولار لمراقبته وقد وافقت وقلت لهم أني محتاج للمال، وبمجرد رحيلهم أبلغت السلطات".

وبفضل بلاغ "المصدر" تمكنت السلطات من اعتقال نصف عدد أفراد خليفة الخطف وجاري التحقيق معها لمعرفة مكان الرهينة وباقي أفراد العصابة الذين لا يزالون يتصلون بشقيقه مطالبين بفدية، بحسب الكاتب.

وأضافت التليجراف أن أحد المحقق معهم في هذه القضية شاب في السابعة عشر من عمره وأنه كان الحلقة الاضعف حيث كان يرتجف خلال التحقيق معه وأن الضابط العراقي قال له "دع ضميرك يتحدث وقد يغفر الله لك"، لكنه أصر أنه لا يعرف شيئا عن مكان الرهينة وأن والده هو من أجبره على العمل مع العصابة

كتب باتريك كوبرن في صحيفة الاندبندنت اون صنداي حول الوضع الحالي في العراق مقارنة بما كان عليه أيام نظام صدام حسين.

وقال كوبرن إنه قبل أربع سنوات وخلال عملية الغزو قاد سيارته بأمان من أربيل إلى بغداد حيث كان حطام الدبابات العراقية منتشرا على جوانب الطرق، لكنه الان لا يستطيع أن يفعل ذلك لانه سيقتل أو يختطف قبل أن يصل إلى هدفه بمدة.

ولذا لا يجرؤ الوزراء الاكراد في الحكومة العراقية على السفر برا بين العاصمة وكردستان، حيث قتل ثلاثة من حرس وزير الخارجية هوشيار زيباري عندما حاولوا ذلك، بحسب المقال.

وأوضح الكاتب أنه ليس هناك أكذب من حديث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الامريكي جورج بوش حول تحسن الاوضاع واستقرارها في أجزاء من العراق.

ورأى الكاتب أن هناك تهوينا في الاعلان عن معدلات العنف وساق مثالا على ذلك تمثل في اختيار لجنة بيكر-هاملتون التي تشكلت من ديمقراطيين وجمهوريين بارزين في الولايات المتحدة، ليوم واحد فقط من الصيف الماضي أعلن فيه الجيش الامريكي وقوع 93 حادث عنف في العراق، وطلبت اللجنة من الاستخبارات الامريكية مراجعة هذه المعلومات فتبين أن الرقم الحقيقي لاعمال العنف في هذا يوم بلغ 1100 وأن الجيش الامريكي تعمد التقليل من مدى خطورة الاوضاع.

ولم تواصل القوات الامريكية تقدمها تجاه بغداد قبل 16 عاما، والكلام للكاتب، لان واشنطن لم ترغب في استبدال نظام صدام بأحزاب دينية شيعية تربطها علاقات بإيران، وهذا ما حدث بالضبط لان 60 بالمئة من الشعب من الشيعة.

أما الكارثة التي كانت في انتظار الشعب العراقي، بحسب الاندبندنت، فكانت الابعد عن التنبؤ حيث ساءت أوضاع الحياة اليومية خلال السنوات الاربع، فقد كان سكان بغداد في مايو 2003 يحصلون على ما بين 16 و 24 ساعة من التيار الكهربي يوميا.

أما اليوم فإن الرقم الرسمي هو ست ساعات فقط في أفضل الاحوال في مدينة من أكثر مناطق العالم سخونة بحيث يكون كارثيا غياب الثلاجات والمبردات وأجهزة التكييف، بحسب الكاتب.

وأشار الكاتب إلى وجود حوالي خمسة ملايين طفل عراقي دون الخامسة، عاشوا معظم حياتهم منذ سقوط نظام صدام، موضحا أن أرقام منظمة اليونيسف تؤكد أن 20 بالمئة من هؤلاء يعانون من سوء تغذية حاد تعوق نموهم.

ويختتم الكاتب مقاله بعد عقد مزيد من المقارنات والمشاهدات المباشرة له في بغداد، بالقول إن الناس في بغداد اعتادوا على القول إن الحياة في ظل نظام صدام كانت آمنة إلى حد ما طالما ابتعدت عن السياسة، وهذا صحيح فيما يتعلق بالجريمة: فخلال حرب عام 1991 علقت ذات مرة في المنطقة شبه الصحراوية بين بغداد والموصل بسبب تعطل سيارتي فواصلت رحلتي إلى الموصل من خلال طلب توصيلات من المزارعين المحليين دون أن أتعرض لاي تهديد.

وإذا فعلت ذلك الان فسوف يتم إيقافي وربما قتلي عند أي حاجز تفتيش رسمي أو غير رسمي على الطريق.