اعتداء يمني خطير على العراق - عبد المنعم الاعسم

(صوت العراق) - 24-03-2007
ارسل هذا الموضوع لصديق
وانا اتابع انشطة التجييش وتجنيد
وانا اتابع انشطة التجييش وتجنيد المقاتلين العرب للانتحار في الاسواق وطوابير العمال وحافلات النقل الاهلية في العراق عثرت على واقعة لم اصدقها للوهلة الاولى، ولم اكن لاتوقعها، ولم يسبق ان حدثت بين دولتين من دول المنطقة طوال مائة عام إلا في حالات الحروب السافرة ومواجهات كسر العظم بينها، وهو ما يرقى الى فضيحة سياسية ودبلوماسية واخلاقية تقع في تفسير الاعتداء الصارخ على سيادة الدول، يدينه ميثاق جامعة الدول العربية، وتعاقب عليه المعاهدات والالتزامات الدولية بكفالة ميثاق الامم المتحدة، وهو في معناه المباشر عمل يقصد منه تدمير الاستقرار والامن في قوس جغرافي شديد الحساسية والتعقيد والحرج.
اقول: في مسلسل هذه الانشطة قرأت اعترافا لاحد اليمنيين الذين قاتلوا في العراق يكشف فيه، من دون مواربة، عن علاقة الرئيس علي عبدالله صالح بتجنيد المتطوعين اليمنيين، بل وقيام الرئيس باستقبال من يعود منهم من العراق "كابطال" ويدخل هذا، حصرا، في شن هجمات عسكرية غير معلنة، يقوم بها افراد يحملون-كما يبدو- احد ثلاث صفات: جنود من الجيش اليمني، او مقاتلين في مليشيات حكومية او شبه حكومية، او متطوعين في مجموعات مسلحة متحالفة مع الحكومة، وفي كل الاحوال فان مسؤولية الحكم اليمني ثابتة عن هذا الاعتداء ذي الصفة العسكرية الصارخة، وهي ثابتة في وقائع كثيرة سبق ان كتبنا عنها في ملف التجييش على العراق، ليس اقلها استفزازا تحول الاراضي اليمنية، مؤخرا، الى مكان لاقامة المطلوب عزت الدوري الذي يديرعلنا اعمالا مسلحة في العراق، فضلا عن الاحتفالات الرسمية الاستعراضية في اليمن لدعم دوامة العنف في العراق.
فقد ابلغ المقاتل اليمني السابق في العراق (وضاح الجند) محكمة الاستئناف الجزائية في صنعاء "أن الرئيس علي عبدالله صالح استقبل أول طائرة عائدة بمجاهدين من العراق في قاعدة الديلمي العسكرية" واكد، طبقا للصحف اليمنية "ان ذهابنا الى العراق وجهادنا هناك هو فخر للرئيس الذي طالما فتح بنفسه باب الجهاد في فلسطين وافغانستان" واضاف القول "أن هدفه ومجموعته لم يكن ارتكاب أعمال ضد المواطنين، مستغربا من الخوف الذي قال ان النيابة تبديه عن مبادرته وجماعته في العراق، وردد امام المحكمة قسما عسكريا يؤديه افرادالجيش اليمني بالقول: "وطن نحميه ونبنيه ليظل عزيزاً كريماً مهاباً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها".
وفي تفاصيل هذه المحاكمة التي جرت منذ ايام عبّر وضاح الجند، وهو قائد مجموعة من 23 مقاتلا يمنيا قُبض عليهم لدى عودتهم "في اجازة" من العراق، عن استغرابه لهذا الاعتقال، لكنه وصف المحاكمة بانها انحناء للضغوط الخارجية، وهي اشارة ربما تلفت النظر الى احتمال رصدهم من قبل الجهات الامريكية، غير ان المهم في هذه التفاصيل يتمثل، اولا، في ان لقاء الرئيس اليمني مع المسلحين العائدين من العراق جرى في قاعدة عسكرية تابعة للجيش اليمني، وثانيا، في حالة الاسترخاء التي يتمتع بها المتهمون امام الكاميرات والمراسلين والصحافة وسط الحشد الاعلامي الرسمي المتعاطف مع"ماثرة" القتال في العراق، وثالثا، في ان هذه الواقعة تعيد الى الاذهان عمليات الهروب المنهجية للارهابيين اليمنيين من السجون بعد ان ادينوا بتهم الاغتيالات والهجمات المسلحة على اهداف بحرية امريكية وفرنسية ومصالح دول مجاورة، مع مؤشرات وفيرة عن علاقة قيادات متنفذة في الحكم اليمني بهذه الحالات.
الاعتداء اليمني، هذا، على العراق، اعتداء عسكري صارخ، ومسجل في مسؤولية رئيس الدولة اليمنية مباشرة، واذا ما مر مرور الكرام فانه سيكون كرما فائضا منا بدماء شعبنا وعويل امهاتنا.. وبقطرة الحياء، ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
"اذا جاءك الطعن من الخلف فهذا يعني انك في المقدمة".
حكمة
[email protected]

الاتحاد العراقية