بدء فعاليات مهرجان المتنبي السادس في واسط

[zaynab]

بحضور جابر الجابري وكيل وزارة الثقافة .. بدء فعاليات مهرجان المتنبي السادس في واسط
المتنبي سيكون مهلرجاناً عربياً عالمياً في الاعوام المقبلة



كتابات - الكوت / اللجنة الاعلامية لمهرجان المتنبي



بدأت في مدينة الكوت بمحافظة واسط اليوم الاحد فعاليات مهرجان المتنبي السادس الذي تقيمه وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة واسط والاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق تحت شعار ( من حرائق شارع المتنبي ... ينهض أبو الطيب متألقاً في واسط ) ويستمر ثلاثة أيام .

واستهل حفل الافتتاح الذي اقيم على قاعة الادارة المحلية في مدينة الكوت وحضره الوكيل الأقدم لوزارة الثقافة جابر الجابري بتلاوة آي من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق الذين استهدفتهم العمليات الانتحارية وعمليات القتل الطائفي ومنهم شهداء شارع المتنبي الذي استهدفه الارهابيون بسيارة مفخخة في وقت سابق من الشهر الحالي أدى الى مقتل ما أدى إلى سقوط (39) قتيلا و(65) جريحا، وأحداث دمار في المباني المحيطة بموقع الانفجار، إذ تضرر أكثر من (70) محلا (40) منها دمر بالكامل، إضافة إلى تدمير نحو (15) من المطابع الصناعية وسبع عمارات سكنية.

وتسبب الانفجار أيضا بتدمير وإحراق أقدم مكتبة في الشارع، هي المكتبة العصرية التي تأسست في العام 1908 وكانت تضم آلاف الكتب التاريخية الثمينة، كما دمرت واحترقت أيضا مكتبة النهضة، وهي أكبر مكتبة في الشارع، وكانت هي الأخرى تضم آلاف الكتب الدينية والقانونية والتاريخية التي تحكي تاريخ العراق القديم والحديث.



والقى وكيل وزارة الثافة كلمة في حفل افتتاح المهرجان قال فيها يقف المثقفون اليوم وللمرة السادسة في حاضرة المتنبي وحضرته يواصلون رحلتهم في بناء العراق الجديد الى جانب كل الخيرين من أبنائه البررة .

وأضاف " المتنبي اليوم يشتعل ولا يحترق في بغداد ، يشتعل كشمعة في العراق في كل زاوية تشع نوراً براقا ولا يحترق بنار الهمجية والضلامية والأمية ".

وزاد " المتنبي غير قابل للاحتراق ، لن ولم يحترق سوى جاءه الظلام من الجحور المظلمة او من أي مكان آخر.

وتابع " العراق البلد الذي أنجب وما زال ينجب العديد من الأدباء سيبقى عصياً على اولائلك الأشرار الذي لا يروق لهم سوى العيش في الظلمات ".

وقال الجابري " اذا كان فاتك الذي قطع طريق المتنبي وقتله غدرا لم يكن يعلم أنه سيقتل أبداع والهام العراق فأن الفاتكيين الجدد يعلمون ماذا يصنعون ويخططون ويعبئون للجريمة "

وأضاف إننا إذا نحتفل ونحتفي اليوم بمهرجان ابي الطيب السادس على أرض واسط فأننا نعلن أن المتنبي القادم بعد أن أرادوا إحراقه بمفخخاتهم سيدعو أشقائه العرب ومعهم جمع من أدباء المعمورة الآخرين للاحتفال هنا في واسط أيضا ليكون مهرجانا عربيا وعالميا .

القى بعد ذلك محافظ واسط لطيف حمد الطرفة كلمة بالمناسبة رحب فيها بضيوف محافظة واسط من الادباء والشعراء والنقاد والباحثين الذين تجشموا عناء السفر من محافظاتهم للمشاركة في مهرجان المتنبي السادس الذي يقام في واسط المحافظة التي تحتضن ضريح الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي .

وقال في كلمته "المحافظة أكملت استعداداتها في وقت سابق لاحتضان فعاليات (مهرجان المتنبي السادس) الذي سنجعل منه ولادة جديدة للعراق الجديد .



واعتبر محافظ واسط أن إقامة (مهرجان المتنبي السادس) في هذه المرحلة بالذات "يمثل تحدياً لـ (الإرهاب والإرهابيين) الذين حولوا شارع الثقافة والآداب في بغداد (شارع المتنبي) إلى أنقاض ورماد بعد أن استهدفوه بتفجير انتحاري بداية الشهر الحالي."



وأضاف "الجميع عازمون على إنجاح فعاليات المهرجان ،وإظهاره بالشكل الذي يليق بمنزلة أبي الطيب المتنبي كشاعر كبير أثرى الأدب العربي.

وقال مهرجان المتنبي يمثل تظاهرة ثقافية حضارية جديدة لمبدعي الكلمة وعشاق الادب والشعر في العراق من أحفاد المتنبي وورثته الصالحة داعيا أن يأخذوا دورهم في البناء من خلال الكلمة واليراع .

من جانبه قال رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق فاضل ثامر في كلمة له في حفل افتتاح المهرجان " يمثل احتفالنا هذا اليوم بمهرجان المتنبي السادس في محافظة واسط مزاوجة بين الماضي والحاضر ، بين موروثنا الشعري العربي متمثلاً بشاعرية ابي الطيب المتنبي وموروثنا الثقافي المعاصر متمثلا بشارع المتنبي الذي تعرض الى أشرس هجمة بربرية ضد خزائنه ورواده بعد استهدفه بسيارة مفخخة بهدف تدمير ذاكرتنا الثقافية التي جسدها هذا الشارع عبر مئات من السنين بوصفه مستودعاً للكتاب العراقي وللمخطوطات التراثية النادرة التي تشهد على عبقرية المفكر العراقي عبر العصور .

وأضاف فها هو أبو الطيب المتنبي الشاعر الكوفي العراقي المتمرد الثائر دائما ينهض منتفضا من رماد حرائق شارعه متحديا مثل طائر العنقاء ليرد على هذه الفعلة القذرة بشعره الذي ملاء الدنيا وشغل الناس مؤكدا ان قوى الظلام والتكفير والارهاب عاجزة عن اطفاءالشعلة التي أوقدها المتنبي بقصائده التي ظلت تنير طريق الابداع والفكر الانساني عبر العصور .

وتابع نحتفي اليوم ونحتفل بمهرجان المتنبي السادس الذي تحتظنه مدينة الكوت متحدين كل قوى الشر والارهاب والظلام وأننا بذلك تحتفي باباداعنا الثقافي المعاصر الذي تعرض الى الى الانتهاك والتدنيس على أيدي قتلة العصر من التكفيرين والارهابيين .

وكان رئيس اتحاد الادباء في محافظة واسط اسماعيل سكران القى كلمة خلال حفل الافتتاح قال فيها أن اتحاد الادباء في محافظة واسط يفتخر كثيرا وهو يساهم مساهمة فعالة بتنظيم واقامة مهرجان المتنبي على ارض واسط المحافظة التي ظمت ضريح الشاعر ابو الطيب المتنبي .

وأضاف ان مهرجان المتنبي يعد ظاهرة ثقافية كبيرة وانجازاابداعيا كبيرا يطرح من خلاله المبدعون نتاجهم الفكري والادبي لتعزيز الواقع الحالي وليكون ذلك النتاج ردا عمليا على جرئم العصر التي يرتكبها التكفيريون والارهابيون ضد أبناء عراقنا الواحد الموحد .

وقال ان مهرجان المتنبي السادس سيكون ايضا فرصة طيبة للتعريف بمثقفي المحافظة ومبدعيها من أدباء وشعراء وأكاديميين وموسيقيين ومسرحيين وتشكيليين.



وقبل ذلك قدمت مجاميع المديرية العامة لتربية واسط أوبريت غنائي يحمل عنوان ( صقر القريض ) تأليف الشاعر غني العمار وتلحين الموسيقي صباح الصغير وأداء طلبة معهد المعلمين والمعلمات وفرقة النشاط المدرسي في تربية محافظة واسط .

بعدها قدمت مسرحية (طريد الأزمنة ) تأليف غني العمار وإخراج ساجدة الركابي واحمد طه , وتمثيل سلام رشيد , أزل شعبان ,وعمار شاكر.

بدأت بعد ذلك الجلسة الشعرية الاولى وشارك فيها سبعة شعراء هم الدكتور محمد حسين أل ياسين ومحمد علي الخفاجي وكاظم الحجاج من البصرة وحميد حسن جعفر من الكوت وعلي الحيدري وشلال عنوز ونوفل أبو رغيف .

هذا وكان وكيل الوزير جابر الجابري ومحافظ واسط قد افتتحا افتتاح معرض إعادة الأعمار في المحافظة ومعرضا للفنون التشكيلية يشارك فيه نخبة من فناني وخطاطي المحافظة منهم عدنان جاسم ومهند عبد الصاحب وعلي الوائلي وقاسم كاظم وذلك على قاعة النشاط المدرسي في الكوت .



فيما تم افتتاح المعرض التشكيلي المشترك للفنانيّن عبد الصاحب ألركابي ورائد إبراهيم وذلك على قاعة فندق الكوت السياحي وظم المعرض 64 عملا فنيا في الرسم والنحت شملت جوانب متعددة من الحياة اليومية والواقع العراقي .

[zaynab]

[color=8B0000]«أبو الطيب» يوحّد العراقيين [/color]
النعمانية (العراق) – سؤدد الصالحي الحياة - 27/03/07//

ما كان «أبو الطيب المتنبي» او «أبو سورة»، كما يدعوه أهالي مدينة النعمانية، احد اقضية محافظة واسط (180 كلم جنوب بغداد) ليوبخ غلامه «مفلح» عندما عاتبه على هربه امام «فاتك الاسدي» قائلاً: «اتهرب وانت القائل الخيل والليل والبيداء تعرفني..» لو كان يعلم ان قبره سيوحد العراقيين بعد مئات السنين فيعلو بهم على تمزقات «الصراعات الطائفية».

يقول احمد عبد السلام، نائب محافظ واسط لـ «الحياة» إن وزارة الثقافة العراقية وبالتنسيق مع محافظة واسط ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة بادرت الى اقامة مهرجان المتنبي الشعري السنوي احياء لذكرى «صقر القريض» الذي تحتضن المحافظة ضريحه، مشيراً الى ان الايام القليلة المقبلة ستشهد انطلاق اولى فعاليات هذا المهرجان بمشاركة مايقارب 50 شاعراً وتستمر لثلاثة ايام.

المهرجان سيتضمن إقامة معارض للملصقات السياسية والصور الفوتوغرافية وعرضاً مسرحياً تدعو جميعها الى نبذ الفرقة والنزعات الطائفية وتدعو الى الوحدة والأخوة والتسامح. ومنظمو المهرجان سعوا الى توظيف الطبيعة الديموغرافية للمحافظة بشكل عام وقضاء النعمانية بشكل خاص والذي يمكن اعتباره مجسماً للتعايش السلمي بين ابناء الطائفتين السنية والشيعية متمثلة بعشائر الدليم التي تقطن المنطقة بالاشتراك مع عشائر شيعية اخرى.

ويشير رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المحلي لقضاء النعمانية واحد اعضاء اللجنة المنظمة غازي صلال، الى ان وزارة الثقافة العراقية واتحاد الأدباء العراقيين هما فقط من يحددان هوية الشعراء المشاركين، ويؤكد لـ «الحياة» ان الدورة الاولى للمهرجان نظمت عام 2004 وقد شارك فيها شعراء من مختلف محافظات العراق. وزاد: ان «الدورة الحالية ستتضمن عدداً من المبادرات التي تهدف الى جمع شعراء من مختلف انحاء العراق يلتقون جميعاً تحت خيمة المتنبي «كما ان العرض المسرحي المشارك سيستعرض التداخل الاجتماعي والتاريخي العراقي ويدعو للتسامح ونبذ الطائفية والعنف.

ويقول سلمان عباس، احد الشعراء الذين سيشاركون في المهرجان لـ «الحياة» إن «الأجواء الادبية ينبغي ان تظل بعيدة عن الصراعات الطائفية والسياسية التي تعج بها أوساط اخرى وبما يسهل مهمة المنظمين».

ويقع ضريح المتنبي على مقربة من بلدة النعمانية، على الطريق العام الواصل بينها وبين الزبيدية، ويحتل مساحة تقدر بأربعة دونمات (عشرة آلاف متر مربع) وتضم المقاطعة التي يقع فيها الضريح عدداً من المواقع الاثرية أهمها قصر النعمان بن المنذر الذي يقع إلى الشمال من ضريح المتنبي بمسافة نحو خمسة كيلومترات على شاطئ دجلة.

ويتبرك أهل النعمانية بضريح المتنبي، ويطلقون عليه لقب « أبو سورة « وهي تسمية جاءت نسبة الى المياه التي تسوّر الضريح في مواسم إرواء الزرع وعند موسم المطر دون أن تلامسه أو تصل قريبا منه على الرغم من استواء الارض.

وتعددت الروايات عن مكان مقتل المتنبي، فمنهم من زحزح قبره الى حيث «تلول العزيزية»، وهناك من قال: إنه قتل في «نفر» قرب بلدة جصّان، بينما يرى بعض آخر أنه قتل قرب «الزبيدية» إلى الشمال الغربي من الكوت، إلا أن جميع الأمكنة المذكورة تتبع اداريا محافظة واسط التي تحتضن الشاعر المقتول وولده «محسد» وغلامه «مُفلح». ويقول حميد القريشي، وهو أديب ومؤرخ من أهالي قضاء النعمانية، إن جميع الدلائل التاريخية تشير إلى المكان الذي قتل فيه المتنبي فتؤكد انه مكان الضريح الحالي، مشيراً الى أن وفدا من دائرة الآثار والتراث زار المنطقة في السبعينيات من القرن الماضي واكد أن الشواهد والأدلة والوثائق تؤكد أن المكان الذي قتل فيه المتنبي هو «دير العاقول» او «البغيلة» إلى الشمال من مركز بلدة النعمانية بنحو ألفي متر، لافتاً الى ان الضريح كان عبارة عن مبنى بسيط من الطين في الأربعينات من القرن الماضي شيده صاحب شكوري الحمود، من عشيرة الدليم التي تسكن المنطقة.

وشيّدت هيئة الآثار العراقية الضريح بعد تحويله اليها مطلع الثمانينات من القرن الماضي على هيئة نصب يتألف من ستة أعمدة ارتفاع كل منها 13 مترا تلتقي في الأعلى في قبة تطل على القبر تحتوي على زخارف جميلة تضفي على المقام هيبة وجلالا.

وقد الحقت بالضريح في ما بعد منصة للاحتفالات ودار استراحة ومكتبة وأبنية خدمية وإدارية.

ولد المتنبي، واسمه الحقيقي أحمد بن الحسين بن عبد الصمد الكندي الكوفي عام 301 للهجرة في محلة تسمى كندة، من أعمال الكوفة في جنوب العراق، وتوفي مقتولاً في 354 عن عمر يناهز 53 عاما.