المالكي يقفز عن "اربيل" ويؤكد ان السياسة الخارجية من اختصاصه
طالباني يعتذر لتركيا.. وبارزاني يرد: لا يعنينا
العراق: ثالث امرأة تنضم لقائمة الانتحاريين وتقتل 17 شرطيا
بغداد: نعمان الهيمص لندن: «الشرق الأوسط»
أعرب الرئيس العراقي جلال طالباني خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، عن الاسف للتهديدات التي صدرت عن رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ضد أنقرة، حسبما افاد مصدر تركي. لكن مصادر كردية مقربة من بارزاني قالت ان الموقف الذي أبداه طالباني يعبر عن موقعه كرئيس لجمهورية العراق وليس بالضرورة عن موقف بارزاني وإقليم كردستان. الأمر الذي قد يؤشر الى وجود انقسامات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في البلاد ازاء العلاقات مع أنقرة.
الحكومة
المالكي يقفز عن "اربيل" ويؤكد ان السياسة الخارجية من اختصاصه
11/4/2007
الملف- بغداد- عبد الامير العامري
سعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى تجاوز "اربيل" في محاولته درء التوتر السائد حاليا مع العاصمة التركية انقرة، بتصريحه من طوكيو: إن السياسة الخارجية للبلاد " ترسم وتنفذ من قبل الحكومة" ،في إشارة إلى التصريحات المتبادلة بين رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني والسلطات التركية .
واعاد المالكي، في بيان حكومي مقتضب صدر اليوم عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء وتناقلته وكالات الانباء ، التاكيد على أن "السياسة الخارجية العراقية تتمثل في الحرص على إقامة أفضل العلاقات مع الجيران وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية ،وعدم السماح لهذه الدول بالتدخل بشؤون العراق الداخلية."
وجدد البزرزاني اليوم تحديه لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية ان تدخلت في قضية كركوك .
وتطالب تركيا بتأجيل إستفتاء حول وضع مدينة كركوك ،من المقرر أن يتم قبل نهاية العام الجاري ، بحجة أن آلاف الأكراد إنتقلوا للعيش في المدينة خلال السنوات الماضية "بغية إحداث خلل في توازنها الديموغرافي" حسب تصريحات مسؤولين أتراك . في حين يربط الاكراد بين الاستفتاء وبين استمرارهم في دعم العملية اسلياسية الجارية في العراق ويتعاملون مع هذه المسالة باعتبارها قضية مصيرية.
ويؤكد الاكراد ان كركوك الغنية بالنفط، وذات التعدد العرقي، مدينة كردية قام النظام السابق بمحاولة تعريبها باسكان قبائل عربية فيها.
وتقع كركوك على بعد (250كم) شمال شرق العاصمة بغداد ،ويبلغ عدد سكان المدينة حوالى مليون نسمة... وهم خليط من التركمان والأكراد والعرب مع أقلية كلدوآشورية.
وقال رئيس إقليم كردستان ،أمس الثلاثاء ،إن الأكراد "لا يقبلون لأي جهة أجنبية أن تتدخل في مسألة كركوك ،لأنها مسألة داخلية... وحلها يجب أن يكون داخليا."
وأضاف البارزاني ،خلال كلمة ألقاها أمام (مؤتمر القوى الديمقراطية) في مدينة أربيل... ردا
على ما وصف بأنها تهديدات أطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان " نحن لا نهدد أحدا ،ولا نقبل لأحد أن يهددنا... وإن مسألة كركوك هي شأن داخلي ،وحلها يكمن بيد العراقيين وفق المادة (140) من الدستور العراقي."
ويربط الاكراد بين دعمهم لحكومة المالكي بتنفيذ المادة 140 من الدستور، وسبق ان تخلو عن سابقه ابراهيم الجعفري الذي يتهمونه بانه ماطلهم في تطبيق نص المادة.
ويعتقد مراقبون ان الازمة بين برزاني وانقرة افادت المالكي، اذ اعطته مجالا حيويا للتنصل من تطبيق المادة ورفض الضغوط الكردية في هذا الشأن.
ولا يحظى قرار تطبيق المادة 140 من الدستور بشعبية، وينظر كثير من العراقيين العرب والتركمان اليه باعتباره تنازل عن جزء من التراب العراقي. كما تعارضه قوى مؤتلفة في العملية السياسية.
وتذهب مصادر برلمانية عراقية للقول ان انقرة بمعارضتها لاستفتاء على كركوك، القت بطوق النجاة هذه المرة للمالكي.
وتلفت الى ان المالكي الذي ساير الاكراد كثيرا وماطل في الان نفسه في تطبيق المادة 140، تحقيقا لمصلحته،واقدم على خطوات مترددة لارضائهم، بات في موقف اقوى ازاء هذه القضية.
وتتخوف أنقرة من أن يؤدي إلحاق كركوك بالإقليم الكردي إلى منحه الموارد المالية الكافية لإعلان إستقلاله ،الأمر الذي يمكن أن يشجع الأكراد الأتراك على السعي لخطوة مماثلة .
ويطالب العراقيون الأكراد بإلحاق كركوك ،المدينة الغنية بالنفط ، بإقليم كردستان... في حين يعارض تلك الخطوة التركمان والعرب القاطنين في المدينة ،فضلا عن العديد من الأحزاب والسياسيين العراقيين.
رد مع اقتباس
