رسالة إلى الشبوط

[الاطرقجي]

رسالة إلى الشبوط
حيدر آل كوثر
Saturday, 05 May 2007


بداية تحية لك في منفاك الجديد كما ان الجميع لم يزالوا في منافيهم يترددون عليها بفضل مامنحتنا الدول الانسانية من وثائق سفر سهلت تجوالنا بين البلدان والعودة اليها في حال اطبقت علينا الدنيا ولم نجد ملجأ او مغارة

لستُ حزبيا ولا أملك صنما بحمده تعالى لحد اللحظة ولا أدري ماذا يخبأ لي غدي إن النفس لأمارة بالسوء إلاّ مارحم ربي،ولامتحاملا على شخصك الكريم ولم يكلفني أحد ممن يتربصون بكم الدوائر ..لكني ممن راقبت اداء الجريدة بعد توليكم رئاسة تحريرها وكان لي في وقتها العديد من الملاحظات والتي تصب جلّها حول الظرف الذي زججنا به دفعة واحدة دونما رحمة تدرّج أو مرحلية كما في ثقافة حزب الدعوة ،ودور الماكنة الاعلامية في واقعنا العربي بعمومه والعراقي بوجه خاص فكان لابد من الحكمة والحرص على لغة الخطاب واستراتيجات النهوض بالواقع العراقي الذي يشهد البؤس في كل المستويات والاخذ بيد المواطن رويدا رويدا الى شاطيء الأمان فلا يكون الانقلاب على الثقافة السائدة بشكل يدعو الى الانفلات أو يجر علينا الويلات لاسيما ونحن نسبح في بحر من الدماء ، ولا اجد نفعا من سرد ملاحظاتي هنا بعد ان انتفى الموضوع بسلبكم عن رئاسة الجريدة ..
وأنا اقرأ قصتك مع الصباح وجدت عدة امور واضحة وجلية تدعو الى عزلكم عن الرئاسة بصرف النظر عن طبيعة العلاقة المتازمة بينكم وبين الجعفري او حزب الدعوة ولست هنا بموقف التنزيه لأحد أو الدفاع عن قرار أحد ..
ولكي لايطول بنا المقام اقول ان سفركم المشؤوم الى الاردن للقاء ابن الملك بعد فاجعة الحلة التي تلطخت بها يد الاردن بالدم العراقي وماحضيت به من مباركة أردنية كان له أثرا سيئا على قلوبنا ونحن نلم أشلاءنا التي تبعثرت بعصف الحقد العربي الاردني على أرصفة شوارع الحلة لاسيما ان الاعلاميين لم يكونوا ليمثلوا السياسة العراقية فيبرر ذلك السفر بانه تباحث في وجهات النظر او التاثير على القرار الاردني للحد من دعمه للارهاب في ربوع العراق بل كان تلبية لويلمة استطاع بها الملك ان يسكت الصوت العراقي بأقل تقدير والذي يفترض ان يكون متمثلا بواقعه الاعلامي وامتصاص نقمة الشارع العراقي تجاه سياسة الاردن، فأنا أدرك ان الملك كان موفقا في دعوته للوفد الاعلامي الذي أثنى على كرم الترحيب والضيافة ولكن للأسف الشديد ان الموفدين لم يكونوا كذلك...
الامر الآخر الذي يستدعي عزلكم عن ترأس الجريدة الأولى في العراق هو انكم تمارسون نشاطا سياسيا ولديكم افكاراً تنافس الاخرين سياسيا وتزاحمها على احتلال المواقع في البلد وليس للحيادية من مكان في هذا الواقع ،فكل يجر النار الى قرصه، وربما هذا أمر مشروع بجره شريطة أن يكون في جريدة خاصة او ادبيات التيار او الحزب أو في مكاتبه وندواته وليس في جريدة عراقية وطنية حرة مستقلة ...ألا ترى ان من العدل ان يترأس الجريدة من يتمتع بالاستقلالية التامة قلبا وقالبا وإن لم يكن من خَلَفَكَ كذلك ، وليست الاستقلالية قميصا نرتديه وقت مانحب كما ان ليس من المبدأية في شيء ان نتنازل عن افكاركنا وانتماءاتنا طالما نحن نؤمن بها ، فلابد من السير قدما لتحقيقها أو تحقيق مايمكن تحقيقه تماشيا مع المتغيرات الطارئة والرياح التي تعصف بالواقع العراقي ولاتكاد تبارحه..
كما ان من نافلة القول ثمة من يدعو الى اعتبار السلطة الرابعة –الصحافة- هي الاخرى منفصلة ،شأنها في ذلك شأن السلطات الثلاث ،فكيف يمكن لسياسي أن يكون مسؤولا عن رئاسة تحرير جريدة بحجم الصباح!!؟؟؟...
ألا ترى انك متشبث برئاسة الجريدة وتحت أقسى الشروط والإملاءات وهذا ما لانجد له مبررا مطلقا وبخاصة إذا كان الاعلامي تواقا للحرية وقول الكلمة الصادقة وإن كان الثمن باهضا ؟؟!! فماذا يعني لنا كقرّاء ومتابعين ومعنيين بالشأن العراقي أن نجدك توقّع على البقاء في كرسي الرئاسة مع وجود هكذا شروط جائرة ومعرفتك بها انها ليست شرعية ؟!!
هل تعلم أن لو تم رفضك لتجديد العقد لانه يسلبك حريتك ولأن شروطه ليست شرعية وجائرة لكان خيرا لك مما طلعت عليه الشمس ؟؟ولكنت المواطن المثالي الذي يأبى الضيم ويأنف لانسانيته ان يوقع مساومة منه بموقع او حفنة من الدراهم ...كما ان الامور التي ذكرت والتي هي ربما من الاسرار التي وقّعت وأقررت على كتمانها فأفشيتها الان لم تعد ذات قيمة واهمية لانها مهما تكن فلنا ان نفسرها بردة فعل عنيفة وانتقامية وفضح لمن عزلوك ودبروا لك الأمر بليل فهي بالنتيجة شخصية وذاتية كما أنها سلبية لأن العقد شريطة المتعاقدين وقد ألزمت نفسك بها،ولو كنت رئيسا لما أفشيت ماأفشيت أو قلت ماقلت وهذه مشكلة الكثيرين عندما يتم فصلهم أو الانقلاب عليهم ،مع اننا - معشر القرّاء والمتابعين -المستفيد الأوحد عندما تتكسر هذه الجرار، فتبوّء مقعدك في الكويت وقد اصبح العالم قرية صغيرة وأن رسالتك تصل الجميع مهما بعدت عليك الشقة ولعمري أنك لاتحتاج الى أشياء كثيرة سوى جهاز كومبيوتر واشتراك في الانترنت ...
واخيرا وجدتك محموما على عدم ترأسك الصباح للشهر الأخير من العقد المبرم وهالك ذلك القرار في حين ان عين الصواب عندما تجتمع عدة امور لفصل شخص عن عمله وخاصة اذا كان العمل خطيرا كما هو الحال في مجال الاعلام وبالتحديد في جريدة الصباح فان من الغباء بمكان ان يستمر الشخص بادارته للجريدة ذلك الشهر وفي جيبه نسخة من كتاب فصله الذي تثار حوله العديد من الشبهات .!!
تصور انك اكملت الشهر الاخير فماعساك ان تكتب وتنشر خلال ثلاثين يوما في الجريدة الاولى في العراق ؟!!لاأدري ربما تتحول الصفحة الاولى الى حلبة للملاكمة أو المصارعة ، أو ربما كنت تتبع سياسة الارض المحروقة ،أو الى مذكراتي وانا في الصباح ..أو مقالات توديعية تبشر بعودة الفاتح ولو بعد حين ...!أو ربما لقلت الكثير مما تعلم من خفايا الامور، لكن منية الري كان لها الحظ الأوفى فطويت عن سرد الامور كشحا وسدلت دون فضحهم ثوبا فالامر لم يكن مواتيا لك ولايمكن الزهد بما حولك وكيف بك إذ تحفر قبرك بيدك !! أو ربما أمطت اللثام عن الكثيرين ممن هم في حومة الصراع وأسقطت أقنعة الكثيرين الذين نجهلهم ..هذا ماخسرناه نحن ..وكان بإمكانك ان تنتفض ويعلو صوتك مع الحق ولتكن شهيد الكلمة الحرة كما ان للجمعة شهيدا وللمحراب شهيدا وللحزب شهداء وللـ وللـ..الخ..
عزاؤك أنك استلمت راتب الشهر الذي كان يتضمنه العقد وهذا حقك الشرعي والقانوني فلو نقص منه دينارأو درهم فاعلم اننا معك نطالب بحقك شرعا وقانونا..وليتق الله الذين يشرعون أقلامهم لينالوا منك بالطعن بغير حق أو وجه عدل ..واعلم ان صفحة في الوطن الكويتية خير من عمود في الصباح يتبعه أذى ..

[email protected]هذا الإيميل محمي من السرقة في القوائم البريدية , تحتاج لدعم جافا سكريبت لمشاهدته

[طركاعة1]

تحية لكاتب المقال السيد حيدر ال كوثر
وللعزيز الاطرقجي الذي اختاره
* جريدة الصباح تخسر يوميا دولار واحد لكل عدد يؤخذ من جيب المواطن العراقي بشهادة حبيب الصدر ولما كانت -في زمن الشبوط- تطبع كما يقولون 55 الف نسخا يوميا فان الخزينة العراقية تدفع
للشبوط-لكي يطل بافتتاحيته صباح كل يوم- 55 الف دولار ثمنا لعمود ليس فيه ما يسمن او يغني من جوع....اي في الشهر 55000 مضروبة في 30 يوما تكون1650000 دولار اي في السنة19800000 اي مايقارب العشرين مليون دولار في السنة.
معلومة تنفع الحريصين على المال العام

[موج البحر]

تحية الى الكاتب حيدر ال كوثر والى الاخ الاطرقجي وحسنا فعل بنقله هذه الرسالة التي وضحت كثير من الزوايا المظلمة في مقال الشبوط .