تقسيم الادوار على اساس الجنس، امر منتشر في عالم الحيوان خصوصا بين المجموعة التي لديها تخصيب ثنائي. هذا التقسيم يقدم للنوع افضلية كبيرة للعناية بالصغار واعطائهم حظا افضل للنمو. غير ان توزيع الادوار ليس له شكل واحد إنطلاقا من الجنس بالذات، وانما يجري اختيار التقسيم إنطلاقا من عامل الحجم والقوة والافضلية والمنطقة وتوفر الطعام، لذلك نجد ان مانعتقده انه وظيفة الذكر " الطبيعية" يمكن ان يكون من وظيفة الانثى بدون ان يعني ذلك ان هذا غير طبيعي، او على العكس.

نشوء العائلة كشكل من اشكال تبادل المنفعة هو بحد ذاته تعبير عن وجود المشاعر عند الحيوان تماما كما هو احال عند الانسان، لتصبح العائلة قطيع صغير يجري ضمنه توزيع الادوار. ولكون الاصل هو الحاجة الى التعاون لتنمية الصغار بالذات، نجد ان العائلة تأخذ عدة اشكال، تهدف جميعها الى تحقيق المصلحة في الصراع من اجل البقاء وليس الاخلاق كما يعتقد البشر غالبا.. هنا يمكن ان نجد الانثى التي تجمع حولها فصيل من الحريم الذكور لتستغلهم، الى الذكور التي تلد الاطفال وترعاهم، مرورا بالشكل الشائع للعائلة عند الانسان، لنرى كل اشكال التناقضات تصبح في الطبيعة " طبيعية".

ذكر حصان البحر يقوم بحمل البيوض الملقحة في جيب بداخل خصره. عندما تفقس البيوض يقوم الذكر بتقليص عضلات بطنه حتى يدفع الافراخ الى الخروج، بطريقة تذكر بالطلق عند النساء. حالة حصان البحر يمكن اعتبارها استثنائية، ولكن في عالم الحيوان قلما يكون تقسيم الاداور بين الجنسين يتطابق مع ماهو الامر عليه عند الانسان.


الحريم الذكري عند الاناث

في جزر غوينيا الجديدة وجزر سلمان يعيش نوع من الببغاء المثير، يسمى الببغاء الشريف، Ecle´ctus or Eclectus Parrots, حيث الانثى هي المسؤولة عن الدفاع عن العش والمنطقة الحيوية حوله. هذه الانثى يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة بسبب لونها الاحمر والازرق واحيانا الاصفر، جالسة على اعلى الشجرة او في مدخل العش. الاعشاش نادرة ومن هنا سبب اهميتها وضرورة الدفاع المستمر عنها، إذ من الضروري اختيار شجرة قوية وعالية لتحمي الافراخ. الانثى تقضي اكثر من نصف حياتها قرب العش، وتملك بالكاد وقت للبحث عن الطعام. لهذا السبب تملك الانثى قطيع من الحريم الذكور يصل عددهم الى الخمسة، يبحثون بإستمرار عن طعام لها ولاطفالها.


الانثى الحمراء مع حريمها من الذكور الخضراء.

الذكور لهم شكل خارجي مختلف عن الاناث، إذ انهم مموهين باللون الاخضر ولايثيرون اي ضجيج. الاختلاف الظاهري بينهم كبير لدرجة ان البيلوجيين اعتقدوا في البداية انهم نوعين مختلفين.

وكما نرى فأن انثى "الببغاء الشريف" هي التي تخلق لنفسها الحريم من الذكور الذين يقومون بجلب الطعام لها، وهذا التقسيم للمهمات بين الجنسين فرضته ضرورات الحياة والحاجة في الصراع على البقاء، في غابة توجد مسافات كبيرة بين اشجارها القوية. الحريم توجد عند الانسان ايضا، ولكن هنا نجدها عند الاقوى والاغنى، الذي يملك مايكفي من الموارد الفائضة لاطعام مجموعة من النساء لاستغلالهم للمتعة الجنسية.

الحريم (الحر) عند الانسان حالة نادرة الى درجة يمكن اعتبارها سمة تاريخية واجتماعية خاصة. القاعدة للعلاقة الجنسية عند الانسان هو العلاقة الثنائية، بالرغم الاستثنائات الاقليمية. اليوم نجد ان النساء في انحاء واسعة من العالم بدأت تغير اسلوب الحياة التي كان يتبعه المجتمع في عهد جداتها، تحت ضرورة تغيير الظروف الحياتية واشتراكها بالعمل الى جانب الرجل.



الانتقال من مجتمع قديم، حيث كانت الامهات لايتركن بيوتهن، ويقومون على خدمة اطفالهم وازواجهم الذين يأتون من العمل للاستراحة وقراءة الجريدة، الى مجتمع حديث يعمل فيه كلا الطرفين وبالتالي تظهر فيه الحاجة الى المساواة بين ادوار الجنسين، ظهر انه امر صعب للكثيرين.

النظرة الى توزيع الادوار بين الذكر والانثى عند الحيوان يعطينا الامل في اننا سننجح فيالوصول الى توزيع ادوار مثالي، متجانس ومقبول عند الانسان الحديث ايضا، وان توزيع الادوار حسب الحاجة هو امر طبيعي. بين الحيونات يوجد توزيع ادوار لم يخطر بالبال، وكله جرى انتقائه من اجل الحفاظ على الحياة. تبادل الادوار وتعدد اشكاله تشير الى انها عملية متغيرة نشأت في ظروف معينة وتتغير عند تغيير هذه الظروف. وبالرغم من ان توزيع الادوار متغيير، إلا ان البعض يعتقد انه يوجد اساس بيلوجي للتوزيع، إنطلاقا من إستراتيجية ان: الانثى تنتج بيضة كبيرةواحدة في حين ان الذكر ينتج مالايعد من المنويات الصغيرة. لهذا تهتم الانثى بالبيت للمحافظة على هذه البيضة الثمينةفي حين يهتم الذكر بتوزيع منوياته على اكبر عدد من الاناث.

الانثى تضع جميع مواردها في البيضة (الخلية الجنسية) والحفاظ عليها ونموها، ولذلك لاتستطيع انهاك نفسها في إنتاج الكثير من البيض كما في حالة الخلايا الجنسية لدى الذكر. الخلية الجنسية عند الذكر والى حد كبير لاتزيد عن كونها جملة المورثات موضوعة في عربة لنقلها.

عند بعض انواع الحيوانات تستطيع الاناث إنتاج المئات والالاف من البيض، ولكن يبقى هذا الامر قليلا بالمقارنة مع عدد المنويات التي ينتجها الذكر. الاناث عند الطيور واللافقريات تستطيع انتاج بضعة بيوض في الشهر. عند المرأة تنتج بيضة واحدة في الشهر. في نفس الوقت ينتج الذكر المليارات من الخلايا الجنسية.

ولكون البيضة الانثوية نادرة، فمن الطبيعي ان تهتم الام بتوفير الجو المناسب لها لحمايتها ولحماية الصغار الناتجين عنها. هكذا توضح هذه النظرية اسباب قيام الانثى بدور الاهتمام بالصغار، في حين لايهتم الذكر بهم لان لديه مايكفي من المنويات لتلقيح عدد كبير من الاناث وبالتالي يرفع حظه في إبقاء نسله حياً من خلال الكمية.


الذكر يُستغل جنسياً
من مصلحة الانثى ان تختار ذكرا جيدا من اجل ضمان نتائج جيدة لمستقبل بيوضها، مثلا الاكثر قوة او الاكثر صحة. عملية الاختيار تجري قبل عملية التلقيح. لذلك على الذكور ان تناضل للبرهنة على آهليتهم ولإكتساب رضى الاناث. عند بعض الانواع من الحيوانات يقوم الذكور بالقتال المباشر من اجل الحق بالوصول الى الانثى، عند انواع اخرى يجري الصراع بطرق اكثر حضارية، من خلال استعراض الالوان او الرقص او التغريد. الاناث تختار ذكورها من خلال مسابقة استعراض قابليتهم، جمالهم او ونبوغهم. الذكور التي يقع عليها اختيار الاناث، يجري استغلالها من الاغلبية، لتترك بعد ذلك منهكة، لتصبح الصغار من مسؤولية الانثى.

نظرية الانتخاب الجنسي، التي صاغها تشارلز داروين، جرى إعتمادها بين علماء البيلوجيا فترة طويلة بدون منافسة. غير انه في السنوات الاخيرة توصل العلماء الى ان الصورة اكثر تعقيدا. بدون شك تمكن داروين من طرح تفسير هام لجزء كبير من توزيع الادوار الطبيعي بين الذكور والاناث، غير ان الملاحظات الحديثة على سلوك الحيوان اظهرت تنوع كبير في السلوك القائم على توزيع الاداور على اساس الجنس، مما يحتاج الى تحديث التوضيح وتعميقه ، مثلا التلائم مع تحديات خاصة بمنطقة معينة.

عالم الثدييات يتميز بأن إناثه هم الذين يأخذون مسؤولية حضانة المواليد، بالرغم من انه في بعض الحالات تكون هذه الفترة قصيرة جدا. مثلا نجد ان احد انواع كلاب البحر والمسماة klappmyts, lat.Cystophora cristata, en. Hooded Seal, وتعيش في القطب الاطلسي، تكتفي الانثى بإرضاع وليدها لمدة 3-5 ايام، لتتركه بعد ذلك وحيدا وقد وصل حجمه الى 300 كيلو. عند بعض القوارض لاتتجاوز فترة الحضانة بضعة اسابيع.


كما نرى، فأن اغلب صغار الثدييات لاترى والدها على الاطلاق، ولايوجد في عالمها حاجة للاب اصلا، عند الطيور نرى الامر على العكس. هنا نجد ان اغلب الانواع يشارك الذكر بنشاط في بناء العش وحضانة البيض ورعاية الصغار. مع ملاحظة ان عند بعض الانواع، مثل الدجاج نجد ان المسؤولية تقع كاملة او تقريبا كاملة، على الانثى. في نفس الوقت نجد في عالم الطيور تقسيمات ادوار مغايرة، مثلا كما لدى الببغاءة الشريفة وحريمها الذكري.

مجموعة الطيور المسماة Jacana Jacana, Lat.Jacanidae وهي طيور لاتطير وتنتشر في القسم الجنوبي من الكرة الارضية، تملك سبعة انواع. تتميز بأرجلها الطويلة وقدرتها على السير على النباتات النامية على سطح المستنقعات. الوان الجنسين هي ذاتها، ولكن الانثى اكبر حجم الى الضعف من الذكر، والذكر هو الذي يحضن البيض ويرعى الصغار. بعض انواع هذا الطير تملك الانثى مجموعة من الحريم الذكري، كل منهم مسؤول عن مجموعة من بيوضها التي وضعتهم. الذكور تعتني بالصغار وتخفيهم تحت اجنحتها عند تعرضهم للخطر.



عند نوع من هذه الطيور منتشرة في وسط وجنوب امريكا اللاتينية نجد تشارك الانثى برعاية الصغار فقط إذا كان الذكر غير موجود بقربهم، وهذا حدث بنسبة 3% من الوقت الذي وضعوا فيه تحت المراقبة. في نفس الوقت نجد ان من واجب الانثى مطاردة وابعاد الاعداء عن العش، إضافة الى إبعاد الاناث الاخرين، الامر الذي يتطابق مع كونها هي الاكبر حجما والاقوى. نفس تقسيم الادوار بناء على الجنس نجده عند بقية الطيور، مثلا fam. Scolopacidae, Sv.simsnäppan, Lat.Phalaropus lobatus, حيث نجد ان الاناث تتجمع في مكان معين وتبدأ بالتنافس للحصول على الذكور. الاناث هي التي تملك اللباس الاجمل من الريش، مما يتنناقض مع التفسير الكلاسيكي لنظرية الانتخاب الجنسي. عندما تنتهي الانثى من وضع البيض تغادر العش لتصبح مسؤولية حضن البيض ورعاية الافراخ من مهام الذكر وحده. وحتى عند الطير المسمى Sv. Skärsnäppan, ويعود الى العائلة نفسها اعلاه، يكون الذكر هو الوحيد الذي يلتقي بالافراخ، في حين عند النوع المسمى sv. fjällpiparen, يحدث ان تقوم الاناث بالمساعدة في رعاية الافراخ.



هذا التقسيم للادوار بين الانثى والذكر تجعل بعض البشر يعتقد انه تقسيم معكوس، وبالطبع يعني انه معكوس عن مفهومه الذي تعود عليه. مثل هذا الطرح يعني ان إمتلاك الذكر للحريم او ترك الذكر للانثى وصغارها، هو الامر الطبيعي، في حين هذا الامر غير صحيح ابدا. لربما كانت الحقيقة في الواقع ان الذكر وليس الانثى هو الذي يعتني بالبيض والصغار.

كيف يمكن تقدير اي من الادعاءات هو الاصح، إذا كنا سنحكم على الامر من خلال عدد الحيوانات، علينا ان نضيف تقسيم الادوار بين الجنسين الذي يحدث عند 30 الف نوع من السمك ايضا. العديد من انواع السمك تترك بيضها بشكل حر في الماء، بدون اي حماية منظورة من الاب او الام، ولكن عند كل رابع نوع يقوم احد الابوين برعاية البيض والافراخ، وعلى الاغلب يكون الذكر هو المعني بذلك.

الذكر يستطيع بناء عشا، يعطي القدرة للانثى او لعدة إناث على وضع البيض فيه، كما هو الامر عند النوع المسمى sv.spiggarna, lat.Gasterosteidae, حيث يقوم الذكر بطرد الإناث ورعاية الصغار وحيدا تمام. هذا النوع هو نموذج على الاباء المتفردين بحضانة الصغار، بالرغم من انه لازال يملك الوانا جميلة من اجل التنافس مع بقية الذكور على جلب المزيد من الاناث.



نوع اخر من ذكر السمك المسمى smörbult, en.Gobius niger يختار مكاناً تحت احدى الصدف الكبيرة، حيث يدعو الاناث لتضع بيضها هناك ليقوم هو بتلقيحها. بالرغم اهتمام الذكر بالبيض لايوجد لايوجد الى تفاهم ومشاعر مشتركة بين الذكر والانثى، إذ نجد انهم يتصارعون للحصول على السيادة على رعاية البيض. عند احد انواع السمك المسمى en. Two-spotted goby, lat. Gobiusculus flavescens, وطوله حوالي ستة سنتيمترات ويعيش في البحر الاسكندنافي، نجد ان الانثى تمارس دور الدينجوان فترة طويلة من العام. عند حلول بداية موعد وضع البيض، يتنافس الذكور لإغراء الاناث بوضع بيوضهم عندهم، مستخدمين في ذلك خط ازرق مضئ على طول الجسم، في حين تنتظر الاناث نهاية الاستعراض.



مع الوقت يمتلئ العش بالبيض وفي نهاية الموسم تجد الاناث التي لازالت تحمل البيض صعوبة في إيجاد مكان لوضعهم فيه. عندها يتغير الامر ويصبح من واجب الاناث النضال لجلب اهتمام الذكور، ولذلك نجد ان الكثير منهم قد تطورت لهن خط مضئ ذو لون برتقالي او اصفر، والذي ظهر ان له قوة كبيرة على جذب انتباه الذكور. الان نجد ان الاناث هم الذين يجدون صعوبة في تصريف بيضهم، في حين يملك الذكور على اهم عنصر، العش الذي يأتي البيض اليه، والذي يحتاج الى طاقة كبيرة للدفاع عنه. لذلك نجد ان الذكور يصبحوا هم الذين يضعون الشروط، ليسمحوا او لايسمحوا للاناث بالدخول ووضع البيض.


الاناث الكبيرة اكثر جاذبية جنسية

الصورة الاكثر تطرفا في الانسجام الجنسي نجدها عند الكائنات الثنائية الجنس، وبالتالي فإنها مجبرة على لعب دور الذكر والانثى في آن واحد. ثنائية الجنس نجدها عند بعض انواع الديدان الحلقية، والديدان المسطحة والكثير من الحلزونات والقواقع. الحلزونة العارية المسماة alderi, en.Aeolidiella, والتي تتواجد في شمال الاطلسي وجنوب المحيط الهادئ وفي البحار الصغيرة مثل البحيرة الشرقية الاسكندنافية، يبلغ طولها 15 ميليمتر، ولونها اخضر او بني، وظهر ان سلوكها الجنسي يتشابه مع سلوك ذكر تقليدي.



في المختبر ظهر ان الافراد الصغيرة تفضل شركاء كبيرة قادرة على وضع الكثير من البيض، في حين نجد ان الافراد الكبيرة تتجنب الافراد الصغيرة التي تضع القليل من البيض، وهذا السلوك يتشابه مع سلوك الكثير من الحيوانات الاخرى، مثلا، اغلب انواع السمك يفضل ذكورها الاناث الكبيرة الحجم. عندما تقوم القواقع بعملية التلقيح، تقضي وقتا طويلا في تلقيح الشريك ويزداد الوقت المطلوب طردا مع ازدياد حجم الشريك.

ومن جديد نجد ان السلوك يتطابق مع المتوقع منه، إذ كلما زادت كمية البيوض الممكن تلقيحها، كلما كان ازداد الاهتمام بالقيام بذلك بإتقان اكبر. لذلك يمكن ان يحدث انه في بعض الاحوال وعندما يكون الشريك صغير بشكل مميز، لايقوم الحلزون الاخر بأي جهد من اجل المشاركة بعملية التلقيح، الامر الذي قد يثير الاندهاش على ضوء النظرية التي تقول بأن الذكر يسعى الى نشر منوياته بتلقيح اكبر قدر من البيض بدون اهتمام بالمحتوى. ولكن هذا المثال يشير الى انه لربما المنويات ليست رخيصة الى هذه الدرجة.

من هنا نرى ان السلوك لايمكن تبريره بتعابير مثل " الطبيعي" او " الفطري"، او من خلال إسقاط مفاهيمنا الاخلاقية على عالم الحيوان. إذا اصرينا على الاسقاط او إعتبار ان السلوك " فطري" فعلينا عند ذلك اعتبار ان آكلة لحوم البشر او النوع لابنائه، هو سلوك فطري طبيعي. ان اضطرار الذكور على الابتعاد عن نموذج تلقيح اكبر عدد من النساء، كان على الاغلب مرتبط بكون مثل هكذا تطور سيفرض إلغاء حق الاب بالانتماء الى صغاره، وان المرأة ستقوم بتنشأتهم لوحدها. مع العلم ان التاريخ الانساني يملك نماذج عن تطور اشكال مختلفة من العائلة بما فيها مثال عن انقسام على اساس مجموعة الام ومجموعة الاب، حيث تكون الابناء تنتمي الى اهل الام، وحيث كل الطرفين يعيشون في قرى مختلفة، وحيث الاب مسؤول عن تنشأة ابناء اخته وليس ابنائه.


نماذج مختلفة عن تقسيم الادوار
عند 6000 نوع من انواع الضفادع نجد ان الذكر هو الذي يحافظ على البيض وصغاره. حوالي 18% من انواع السلمندرا و 6% من انواع الضفادع التي يصل عددها الى 5300 نوع يقوم الذكر بحضانة الصغار. مثلا عند نوع من الضفادع يعيش في جنوب اوروبا ويسمى lat. Alytes obstetricans, en. Midwife toa, يقوم الذكر بحمل البيوض الملقحة، في حين ذكور احد الانواع السامة ،تعيش في امريكا الجنوبية وتسمى Dendrobates auratus, تقوم بحمل الصغار على ظهرها.



عندما يتعلق الامر بالثدييات، يعتقد العلماء على ان الذكور تشارك بالحضانة والعناية بالصغار عند ما لايقل على 8% من العدد الكلي للثدييات ويصل الى حوالي 4000 نوع. من بين هذه الانواع القرد الاسد المسمى: Leontopithecus rosalia rosalia وله ثلاثة انواع تسمى L. r. rosalia , guldgul, L. r.chrysomelas. هذا القرد صغير الحجم ويصل وزنه الى 600 غرام، في حين يكون وزن التوأمين عند الولادة 60 غرام. هذا يعني ان الصغار يشكلون 20% من وزن الام، بما يمكن مقارنته بإمرأة وزنها 65 كيلو غرام وتلد توأمين كل منهم وزنه يصل الى 6,5 كيلوغرام. بعد اسبوع من الولادة يقوم الذكر بأخذ احد الصغيرين او كلاهما ليحملها معه عند البحث عن الطعام. الام لن تستطيع تعهد ورعاية الصغار لوحده، وبدون مساعدة الذكر لن يكون لهم حظ بالحياة.



عند الدب البني نجد ان دور الذكر لايتجاوز التلقيح، ليختفي بعد ذلك من حياة الانثى والصغار. على مدى ثلاث سنوات يلاحق الصغار امهم التي تعلمهم وتحميهم على الاخص من ذكور الدببة الذين لن يتورعوا عن آكلهم، بما فيهم ابوهم البيلوجي.

عند بعض انواع السمك تحدث تغييرات عميقة في الادوار تصل الى حد التغييرات البيلوجية عند الفرد نفسه. الكثير من الانواع ومنها مثلا السمك المهرج او Clownfish, تبدأ حياتها كذكر. خلال مراحل النمو يتحول الكبار منهم الى إناث الذي يتصفوا بالعدائية ويقوموا بحماية قطيع من الذكور او بحماية منطقة الاخصاب. السمك المهرج يعيش بعلاقة جنسية ثنائية ثابتة ولكن إذا ماتت الانثى ينمو حجم احد الذكور ليغير جنسه ويحصل على ذكر من القطيع.

عند النعامة يجري تقسيم العمل بالتساوي بين الذكر والاناث، حيث تحضن الاناث البنية اللون، البيض في النهار، بينما يقوم الذكر الاسود بحضنهم في الليل. عندما تفقس البيوض يقوم الذكر لوحده برعاية الصغار. عند انواع قريبة للنعامة تسمى nandun and emun, يحضن الذكر البيض لوحده ويرعى الصغار بدون مشاركة الانثى على الاطلاق.


إضغط هنا للوصول الى المصادر:
Ädelpapegoj
THE ECLECTUS PARROT
Hooded Seal
Jacana jacana
Jacana jacana
Sandpiper
sandpipers
aeolalde
Aeolidiella glauca
3/2007 s.61-65