القرون الوسطى والنغمة البعثية في بيان الفضيلة في واسط


د. مصطفى البغدادي

http://www.shabab4u.com/Articles.aspx?id_Article=1192


قرأت بيان الفضيلة فرع واسط وتنديده (بالوضع الطائفي والعنصري عبر الفضائيات ووسائل التضليل الأخرى) و (أهمية تفكيك الكتل الطائفية والعنصرية للوصول إلى مشروع وطني يتسامى فيه الجميع على المصالح "الفؤية" والحزبية والشخصية). لأن (الشعب يعلم علم اليقين مقدار المصداقية التي يتمتع بها حزب الفضيلة والتي ترجمها بعزوفه عن كل ما يسيء إلى العراق والعملية السياسية) نتيجة (رجحان الأطروحة الوطنية الناضجة لحزب الفضيلة ومرجعيته الرشيدة ... كون البصرة مدينة النفط والبحر) ولكنها (بقيت عصية عليهم ببركات مرجعيتها الرشيدة) و (تخرج مدينة الناصرية لتعلن للعالم الدفاع عن مرجعيتها المسددة بلطف الله) ويستمر البيان قائلا (ونحن جنود الرحمن نضع أنفسنا رهن إشارة الحزب ومرجعيته الرشيدة في بذل الغالي والنفيس من أجل أمن وإستقرار البلد ...).

و رغم الأسلوب الذي يماثل أسلوب العصور الوسطى في كلمات مثل (بركات المرجعية الرشيدة) و(مرجعيتها المسددة بلطف الله) و (جنود الرحمن الذين يضعون أنفسهم رهن إشارة الحزب ومرجعيته الرشيدة) إلا إننا نجد الخط البعثي والأسلوب الصدامي الذي طالما سمعناه من أناس يشابه أسلوبهم أسلوب كتابة هذا البيان مثل (نضع أنفسنا رهن إشارة الحزب والقائد) وغيرها ظاهرا في هذا البيان.

إن الفضيلة سواء سميناه حزبا أو سميناه تجمعا ليس سوى مجموعة يتحكم بها شخص واحد لم نسمع له وجودا خلال حكم الطاغية ولم يظهر هذا الحزب إلا بعد مرور حوالي السنة على الأحتلال الأمريكي ولم نسمع من أخباره الكثير سوى قتاله الشديد للحصول على وزارة النفط ومدينة البصرة التي تم تصدير النفط منها بكميات ذهب معظمها – حسب تقرير المفتش العام السابق للوزارة – إلى جيوب الفضيلة وتم تقدير هذه المبالغ ببضعة مليارات من الدولارات ولا يزال الأنبوب مفتوحا لتتدفق الأيرادات إلى جيوب الفضيلة. وإن الحرب الدائرة في البصرة الآن مهما كانت تسميتها لا تزيد على كونها حرب بين العصابات للأستيلاءعلى إيرادات النفط والميناء وهذا ما ورد صريحا ببيان الفضيلة عندما يقول (النفط والبحر).

لك الله يا شعب العراق ويا شعب البصرة الذي يموت يوميا من أجل حفنة من الدولارات ومن أجل مجموعات من الحرامية يتقاتلون على هذه الدولارات.



د. مصطفى البغدادي - لندن

[email protected]
5/21/2007 7:05:02 PM