[align=justify]أنا أشفق على طفولتي التي سُلبت كلما أتذكر تلك السنوات التي عشتها في بغداد وأنا أرى اطفال اليوم في العالم وما أقرأه عن الاطفال وسبل التربية والتعليم والرفاهية التي يتمتعون بها منذ عقود من الزمن
ولكني عندما أرى أطفال بغداد بوجه خاص وأطفال العراق اليوم أتحسر بكل ما للحسرة من معنى ،وعندما أسافر لهذا البلد أو ذاك وأرى أماكن اللعب والترفيه للاطفال أحس بألم ينغصني لاحسدا على أطفال العالم
وإنما حسرة على أطفال العراق ،وكثيرا ما أغبط هؤلاء الاطفال وأنا أنظر الى مرحهم ولهوهم البرئ في ساحات اللعب والمرح المنتشرة في كل مكان
وأقف حائرا عندما أرى المنهج التربوي في تأهيل الاطفال في المدارس الاوروبية وصناعة الشخصية الواثقة من نفسها غير القلقة
كما أن هناك برامجا مهمة لذوي العاهات من الاطفال وكيفية التعامل معهم وقبولهم ضمن المجاميع ليعيش الطفل المعوق او الغير طبيعي مع السوي دون أن يشعر أحدهما بغربة عن الاخر


واليوم قرأت تقريرا لمنظمة اليونسيف حول أطفال العراق المهجرين حيث تشير الاحصائية الىنصف الاربعة ملايين المهجرة هم من الاطفال ،وليس مهمتي مناقشة الرقم ولا دور هذه المنظمة وتاريخها من أطفال العراق قبل هذه الفترة ،ومافعلته لاطفال العراق طيلة العقود الماضية مع إنها أقريت في تقريرها بأن المعانات ممتدة منذ ربع قرن حيثقالت: ((ان أطفال العراق الذين هم بالفعل ضحايا لربع قرن من الصراع والحران باتوا في قلب مأساة انسانية تشهدا تدهورا متسارعا))1
وأتساءل هل يكفي قلق المنظمة العالمية وتقريرها؟أم نحن بحاجة الى برنامج عملي يأخذ مداه على أرض الواقع؟
والحقيقة أن معاناة الاطفال في العراق لاتنحصر بهؤلاء المهجرين فقط وانما تمتد لتشمل جميع الاطفال في العراق من غير المهجرين أيضا حيث يعاني الطفل تهجيرا معنويا بسلبه معظم حقوقه من اسرته ومن المدرسة ومن المجتمع بقصد أو دونه

ولم يكن المنهج التربوي المتبع في العراق أبان النظام البائد يساعد على خلق شخصية سوية مع وجود برامج لقتل الطفولة في العراق
وتزامنا مع الحروب التي خاضها حاكم العراق تحولت لعب الاطفال من الدمى الى الدبابات والبنادق وتم استيراد انواع الالعاب من بلدان الشرق الاسيوي ضمن التوجيه المبرمج لذلك

قد تأخذ مسألة الاطفال المهجرين الاولوية في تقرير المنظمة العالمية وفي برامج الحكومة ولكن ماذا بشأن الاطفال الاخرين وهم مهجرون من طفولتهم ليعيشوا عالما آخر ملئ بالعقد والأزمات
ربما هناك طموحات معينة لوزير التربية والتعليم بوضع خطط لرفع الواقع التعليمي في العراق من خلال بناء المدارس وطبع المناهج التدريسية ولكن الاهم في ذلك هو تأهيل مربين كفوئيين قبل ذلك فالحاجة في العراق الى إعادة تأهيل المعلمين والمربين قبل إعادة تأهيل المباني المخصصة للدراسة
وربما تكون مسؤولية الوزير والحكومة والبرلمان وهم يقرون المشاريع التربوية والتعليمية في العراق لانها قد تكون أساسا لمنهج تربوي وتعليمي في العراق الجديد

لقد قرأنا جميعا حديث الرسول الكريم ((أطعمه سبع ولاعبه سبع وصاحبه سبع))ولكن الكثير من الاباء في بلدي لم يفقه بعد هذا الحديث ولايحاول أن يطبقه ويفرغ عُقده وما يعانيه من ضغوط الحياة اليومية تجاه أطفاله
إننا بحاجة لتعليم الاباء كيفية التعامل مع الاطفال وكيفية تربيتهم ومن ثم تأهيل الطفل من خلال المدرسة لننشأ شخصية سوية قادرة على التعامل والعيش في المجتمع دون عُقد تعيق حركتها اليومية[/align]