نائب رئيس الحكومة لـ«الشرق الاوسط»: نحتاج إلى اصطفاف وطني وإقليمي لإنقاذ العراق

لندن: معد فياض
قال الدكتور برهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية نائب رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس جلال طالباني، على أهمية الاجتماع الاميركي الإيراني الذي عقد في بغداد أول من أمس، قائلا ان «الاجتماع بحد ذاته مهم.. ان يلتقي الجانبان الاميركي والايراني بعد قطيعة دامت 27 سنة من اجل قضية تهم العراق هو مهم»، مشيرا الى ان لدى الولايات المتحدة وإيران كثيرا من الملفات المعقدة والشائكة وان «لقاءا واحدا لن يؤدي الى حلحلة هذه المشاكل».
وقال صالح لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، أمس «ان ما يهمنا كعراقيين هو عدم تحويل العراق الى ساحة لتصفية الحسابات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران او العمل على اقتسام النفوذ، بل نحن نأمل ان تكون هذه الاجتماعات قد نفست من الاحتقان بما يؤدي الى خير الاوضاع في العراق وفي المنطقة، وتترك انعكاسات ايجابية على الاوضاع الامنية في العراق».

وقال صالح ان «الجانبين تحدثا بمنتهى الصراحة وأبرزا الوثائق فيما يتعلق بسياسة كل منهما داخل الاراضي العراقية»، معبرا عن أمله بان «تتولد حالة جديدة في التعاطي مع الشأن العراقي، فبدل ان يكون العراق ساحة تصفية الصراعات الاقليمية والدولية، ليكن استقرار العراق مصلحة مشتركة تتوافق عليها دول الجوار والولايات المتحدة وأوروبا». وحول الآمال العريضة التي بناها العراقيون على اجتماعات اول من امس بين السفيرين الاميركي والايراني، قال صالح «يجب ان تكون التوقعات في محلها، وهناك مسائل كثيرة وعالقة بين البلدين وقد يصير الى حلها، وعلينا ان نعرف أن ما لدى الطرفين مشاكل اخرى وليست مشكلة العراق فحسب». وأضاف صالح قائلا «ان الحوار الاميركي الايراني اذا لم يؤد الى استقرار العراق، فان الفوضى ستعم المنطقة العربية والاقليمية».

وقال نائب رئيس الحكومة العراقية «كنا نتمنى ان ننأى بالعراق عن الصراعات الاقليمية والدولية، لكن للأسف لقد تحول البلد الى ساحة لتصفيات سياسية وصراعات معروفة»، معبرا عن رغبة العراقيين بان «يتحول العراق الى ساحة للتوافق الاقليمي والدولي على اساس احترام سيادة ومصالح العراق، وان يفهم الجميع ان دعم العراق واستقرار أمنه انما يعني استقرار المنطقة وان هذا يأتي في صالح الاخوة العرب والأصدقاء في الاقليم».

وأضاف نائب رئيس الحكومة العراقية قائلا «ان الحل الحقيقي لمشاكل العراق والمنطقة هو ان يكون هناك اجتماع لدول الاقليم يضم دول الجوار العربي، المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية وسورية والكويت وتركيا وإيران اضافة الى الولايات المتحدة، وان تناقش جميع الامور بصراحة وشفافية، وان يصار الى معالجتها ووضع الحلول الناجعة لها». وأضاف «قبل ذلك نحن بحاجة الى توافق وطني لحل مشاكلنا الداخلية على ان تشارك جميع القوى السياسية العراقية في هذا التوافق الذي سيضمن المشاركة الحقيقية في بناء العراق الجديد والمشاركة في الوقوف بوجه الارهابيين والتكفيريين والميليشيات المسلحة وكل الخارجين عن القانون، وبدون هذه الصفقة ربما تستمر دوامة الاوضاع الامنية السيئة في ظل غياب مثل هذا التوافق السياسي». وشدد صالح على أهمية «ان تعمل دول الجوار على محاربة الارهاب ودحر الارهابيين والتكفيريين في العراق، كي لا يمتد خطرهم الى دول الجوار العربي والاقليمي، كون العراق يقع في قلب منطقة مهمة من العالم وان الشعب العراقي يجب ان يأخذ دوره الفاعل في عمليات البناء والتنمية والإسهام في رفد الاقليم ودول العالم بعطائه».

واعتبر صالح ان «ما تم تناوله في اجتماع السفيرين الاميركي والايراني لدى العراق في اجتماعاتهما اول من أمس، يعد محدودا قياسا لما موجود بالفعل على الساحة العراقية من مشاكل امنية وسياسيةَ»، مذكرا بأن «هذا هو الاجتماع الاول بعد اجتماعات شرم الشيخ التي جرت في مصر نهاية الشهر الماضي».

واعترف نائب رئيس الحكومة بأن «العراق يعيش أوضاعا صعبة جدا بسبب نشاطات القاعدة والإرهابيين الذين يجدون في تحويل العراق الى ساحة للصراعات وتصفية الحسابات فرصة جيدة لعملهم، ويجب مواجهتهم بحالة من الاصطفاف الاقليمي والدولي، وقبل ذلك حالة من الاصطفاف الوطني»، مشيرا الى ان «بعض القوى السياسية العراقية تتأثر للاسف بالقوى الاقليمية والدولية». وشخص صالح الوضع العراقي وأسباب تردي الأمن قائلا «من جملة أسباب التردي هو تحول العراق الى ساحة تصفية صراعات اقليمية ودولية تثقل كاهل العملية الانتقالية، والتدخلات السافرة في الشأن الداخلي العراقي». وتابع «ان الدرس البليغ الواجب استخلاصه من تجربة السنوات الاربع الماضية، هو استحالة الحل الأمني في غياب التوافق السياسي الوطني العراقي والمدعوم بتوافق إقليمي ودولي».