المالكي إختار التوقيت الخاطئ
http://shabab4u.com/Articles.aspx?id_Article=2779

سليم الحسني


تصريحات السيد نوري المالكي ضد التيار الصدري جاءت في توقيت خاطئ، لقد كان بإمكانه أن يطلقها يوم أعلن عن بدء تطبيق الخطة الأمنية.



وكان بإمكانه أن يؤجل الحديث فيها الى وقت آخر، حتى ينتهي من ترميم وزارته وطرح التشكيلة الجدية على مجلس النواب.



التيار الصدري قدم للمالكي ثلاث خدمات كبيرة، الأولى حين وقف الى جانبه في ترشحه عن الإئتلاف لرئاسة الحكومة بديلاً عن الجعفري، والثانية حين سحب وزراءه من الحكومة وفسح المجال أمامه ليختار وزراء مستقلين بدلاء عنهم، وهي خطوة شكرها المالكي وثمنها، كما ثمنتها أطراف عراقية أخرى، ووصفت بانها تمثل بادرة وطنية رائعة لإنهاء المحاصصة والتدخل الحزبي والفئوي في التشكيلة الحكومية.



أما الخدمة الثالثة فكانت هذه الأيام حين شعر التيار الصدري أن حكومة المالكي تواجه تحديات خطيرة، وأن مجلس النواب أصابه الوهن، فأعلن أنه سيعود الى البرلمان ويواصل مشاركته في العملية السياسية.



المالكي في هذه الأيام كان بحاجة الى الصمت على الأقل عن التيار الصدري، حتى يجتاز هذه الأسابيع الصعبة، ثم بإمكانه ان يقول ما يقول.



لقد فتح المالكي النار في توقيت غير ملائم، وهو الذي جهد منذ أشهر على إطفاء الحرائق المندلعة أمام حكومته، وقد نجح في تجاوز عدة أزمات حادة، وكاد أن ينجح في إطفاء واحدة من أكبر الأزمات وهي النقص الظاهر في وزارته والتداعي المكشوف في البرلمان، وذلك بعد عودة الصدريين الى مقاعد البرلمان، وبعد إعادة تشكيل الوزارة.



لو أن المالكي إستجلب الصبر ولو على مضض، وأجل الإعلان عن رؤيته للتيار الصدري، بعض الوقت، لكان قد تجاوز الأزمة بمرجحات نجاح كبيرة، لكن سبباً غير معروف دفعه الى الظهور أمام وسائل الإعلام ليلقي تصريحاته التي أغضبت مقتدى الصدر وتياره ونوابه.



لم تمض سوى ساعات حتى كانت ردة فعل التيار الصدري شديدة، كان كلامهم مباشراً، نقداً مؤلماً، وتمنناً عليه بالوصول الى السلطة، وتحذيرات مبطنة، وبداية لأزمة جديدة ليس من مصلحة أحد

**
هذه المرة ..المالكي على حق


عبدالمنعم الاعسم


احسب ان التحذير الذي وجهه رئيس الوزراء نوري المالكي جاء متأخرا الى التيار

الصدري بوجوب عزل الشقاة وسحب الغطاء السياسي والدعوي عن اعمال القتل والاختطاف

والتمرد على القوانين وترويع السكان وفرض الاتاوات والتشليح واقامة المحاكم

الكيفية التي ترتكب باسم التيار وبرسمه.

لكن ثمة اربعة استدراكات مهمة في هذا الملف، الاستدراك الاول، ان المالكي سبق

ان اشار اكثر من مرة الى مخاطر تغطية الانشطة المسلحة من قبل الاطراف السياسية

المشاركة في العملية السياسية وقد هدد الجماعات المسلحة غير الحكومية واولئك

الذين يتحدون الدولة وقوانينها بالملاحقة والعقاب، وكان يشير ضمنا الى مجموعات

تتحدر من فضلات الارهاب والاجهزة القمعية للنظام السابق وتتخفى تحت عباءة

التيار الصدري، لكنه لم ينفذ تلك التهديدات، فتمادت تلك العصابات في

غيها.والثاني، ان السيد مقتدى الصدر سبق ان تبرأ من اعمال شائنة ترتكب باسم

التيار الصدري وادانها علنا وابعد البعض من ابطالها، وحتى بعض المتحدثين باسمه،

غير ان تلك الاعمال استمرت، وان اولئك الابطال تناسلوا عن جيل آخر، وصار

التيار الصدري واجهة لسلسلة من التعديات واعمال الشقاوة وإذكاء النعرة الطائفية

والشوفينية، واخذت شكاوى العائلات واصحاب الاعمال طريقها الى المحافل والصحافة،

وليس مبالغة في القول ان الفلتان الامني في الكثير من مدن الوسط والجنوب يعود

الى تلك الانشطة الخارجة عن القانون تحت صفة التيار الصدري. والثالث، ان الخط

الفاصل بين التيار الصدري ومنتحليه ممن اسماهم المالكي بالعصابات بحاجة الى

اعادة ترسيم وايضاح وتحديد يتسم بالجرأة والصراحة، بعد ان اصبح الكثيرون لا

يرون اثرا لهذا الخط، ولا يسعهم ان يفرقوا بين الصدريين الملتزمين والاخرين

الخارجين عن القانون، ما يضر بالتيار وبسمعته ومكانته، ويضعه وجها لوجه مع جميع

فرقاء العملية السياسية وانصار المصالحة الحقيقية.

والرابع، ان الامر يتعلق بمسؤولية فرقاء المشهد السياسي لتثبيت دولة القانون

بالترجمة العملية لهذ الالتزام، وبالتحديد في توطيد منهج الشراكة السياسية

وامانة العهود لدحر الارهاب والجريمة المنظمة والفتنة الطائفية، وقد اصاب

المالكي بصياغة الالتزام بالعملية السياسية بالقول انه “لا يمكن ان تضع قدما

داخلها والاخرى مع العنف والارهاب” وهذه هي مشكلة التيار الصدري، وتيارات اخرى

تحللت من المسؤولية المشتركة ازاء انقاذ الوضع، بل وتسببت في هذا التردي، وإن

على نحو متفاوت. ولعل المراقب الموضوعي يرصد ما هو ابعد من وجود خروقات وتحديات

للدولة وقوانينها في محافظات البصرة والديوانية والناصرية وفي مدن كثيرة، اذ

يفتح هذا الاصرار على اشاعة الفوضى والتجييش والتمرد وبناء الترسانات والحصون

باب التفسيرات والظنون على مصراعيها لتتجمع في سؤال بليغ واحد: مَن الذي يربح

من هذا الخراب وهذه الدوامة؟ سؤال يعرف جوابه الملايين