بيان الى أتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق *

كتابات - شباب آل محمد

(1)

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين .

يمرّ شيعة العراق في هذه الفترة باحرج الظروف ، ذلك ان العراق وكل العالم الاسلامي يتعرّض لتغيرات فكرية وسياسية وأقتصادية كبيرة ، ولكن العراق بعد الأطاحة بنظام البعث وطرده ، حيث تجاوبت الارادة الدولية مع رغبة الشعب العراقي بشكل واخر، وهو أكثر الدول العربية والاسلامية عرضة لتحولات كبيرة ، وشيعة العراق معنيون قبل غيرهم في تحديد مواقفهم وسترتيجتهم تجاه معالم التغيير التي سوف تحل في هذا البلد العظيم ، انّ من أهم التغييرات التي يمكن ان تحصل هي أنفتاح العراق على العالم ثقافيّا وسياسيا واقتصاديا ، ورب ما ينعم العراقيون بفسحة ملحوظة وملموسة على صعيد الحرية ، حرية الفكر والكلمة والتملك والتنقل ، كما أن دول الجوار سوف تدخل في معادلات جديدة مع العراق والعراقيين بصورة عامة ، ربما بعضها يسعى الى تحويل العراق الى ساحة مواجهة مع القوات التي ازالت صدام ، وربما بعضها يريد تحويله الى منطقة نفوذ سياسي و اقتصادي ، وكل هذا لا ينسينا انّ هناك جماعات عراقيّة تسعى الى أعادة النظام السابق بشكل وآخر من خلال نشاطات محمومة ، تختلط فيها أمنيات الرجوع الى مكتسبات الماضي بحقد طائفي هنا وهناك ، وهناك عناصر اخرى لها مدخلية في ذ لك لا مجال للكلام عنها الان . وكما وعدت القوات التي اخرجت صدام بانها سوف تتعهد بحالة سياسية مرنة ديمقراطية متنورة ، وقد وعدت بتحديث المؤسسات والبنية التحتية بالتعاون الفعال مع كوادر ا لشعب العراقي الأصيل، فهناك تغييرات منتظرة كبيرة ، وكما قلنا ان الشيعة مدعويين قبل غيرهم للتفاعل مع هذه التغييرات ، وذلك لأنهم أصحاب النسبة الاكبر في تعداد الشعب العراقي ، ولانهم هم الذين قا وموا النظام السابق ، ولانهم محرومون حرمانا مأساويا من حقوقهم على كافة الاصعدة ، ولانهم كانوا ضحية النظام السابق بمستوى لا مثيل له في الت اريخ .

وفي الحقيقة سوف يبقى شيعة العراق الحلقة الاضعف أذا بقي مراجعهم وعلماؤهم ورموزهم الثقافية في تناحر ، وعدم توافق ، فأن ذلك سوف يعطي ذريعة للعالم باستثناء الشيعة من كل مشاركة فعالة في المستقبل ، كما انهم سوف يحرمهم من مستحقات نسبتهم الكبيرة وتضحياتهم الجسيمة .

(2)

إننا نعتقد بان البند الاول الذي يجب ان نعمل عليه كمسلمين نتبع خط اهل البيت عليهم السلام ، هو ان نعمل على منع وصد كل محاولة لعودة النظام السابق بكل شكل من اشكاله ، ونبذل الجهد الجهيد في هذا المجال ، وأي عودة لذلك النظام باي شكل من الا شكال ، سوف يعرض شيعتنا لمذبحة ليس لها مثيل ، وسوف لن يقف معنا احد ، ويجب تسهيل كل الطرق للجهات المختصة بمتابعة فلول النظام ، لان ذلك خدمة للعراق بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته .

(3)

علينا كشيعة عراقيين ان نرفع شعار العراق للعراقيين وذلك بالحوار والنقاش مع القوى المهتمة بشان العراق ، بما في ذلك الامم ا لمتحدة ، ولنا في وعود القوات التي طردت صدام فرصة كبيرة للحوار معها على هذا الاساس ، فأن لغة الحوار والتفاهم هي اللغة التي يجب ان نستلهمها ونستخدمها ، ولا نلتفت الى اولئك ا لذين يطالبونا بانتهاج الخط الاخر ، وهم الذين كانوا يؤيدون صدام في ذبحنا وقتلنا وسجننا ، إن بعض الدول المجاورة تريد استثارة العاطفة الشيعية العراقية للقتال نيابة عنها ، كما انّ بعض المحسوبين على أخواننا ا لسنة راحوا يستثيرون عاطفتنا القتالية ، علينا ان لا نقع بالفخ ، وانتم ترون وتسمعون يا شيعة محمد وعلي بان بعض الابواق الاعلامية كالجزيرة وغيرها تصور للعالم بان الشيعة هم المقاتلون وهم المناضلون ، هذه طريقة لاستدراجنا وزجنا في معركة مع قوة كبيرة ، ومن ثم هم الذين سوف يجنون النتائج ، ان ثورة العشرين تجربة لا زالت عالقة بالاذهان ، وتجارب اخرى .

(4)

اننا مسلمون أيها الاخوة ، ولكن ليس مهمتنا الان قيام دولة اسلامية ، فهذا من الخيالات ، وقد يسبب هذا الشعار الى أنفضاض الناس عن الاسلام كما حصل في ايران لا سامح الله ، اننا نسعى الى مجتمع متدين ، مجتمع يسوده الحب والتعاون ، وعلى الشيعة ان يتكاتفوا فيما بينهم لبناء طائفتهم وتعزيز قدراتهم بما يملكون من طاقات علمية وتجارية وفكرية ، اي نحن نريد ان نبني مجتمع متدين وليس الى انشاء حكومة دينية ، ونعتقد ان بناء مجتمع متدين ممكن حتى مع بقاء هذه القوات لمدة طويلة لا سامح الله ، فان القدرات موجودة ويمكن ان تتعاون المرجعيات مع المثقفين مع التجار مع العمال مع العشائر لتأسيس مجتمع متدين ملتزم بالاحكام والفضيلة ، ووسيلتنا الكلمة الطيبة ، والكتاب النافع والمساعدات المتبادلة ، أن خلق مجتمع ملتزم مسالة ممكنة في ظل الظروف الأتية ،ظروف الحرية والديقمراطية .

(5)

أننا نعتقد بان دخول الحوزة العلمية في الشؤون السياسية و الا دارية سوف يقود الى صراع حوزوي/ حوزوي ، وسوف يقود الى انفضاض الناس عن الحوزة كما حصل في ايران ، كما أن ذلك قد يلهي علماء الدين عن المهمة الرئيسية التي هي بناء المجتمع المتدين ، واذا ا راد العالم الديني ان يمارس السياسة فله الحق في ذلك كأي عراقي ، ولكن ليس باسم الحوزة او الشيعة وا نما با سمه الشخصي وعنوانه االشخصي ، فشيعة العراق ملك انفسهم وليسوا ملك هذا الطرف أو ذاك ، وعلى شيعة العراق ان ينتبهوا الى محاولات الايرانيين الى زج العلماء بالعمل السياسي لمصالح بعيدة المدى .

(6)

لأن الحرية آتية ، فنحن نعتقد انّ من مهماتنا الاساسية الان القيام بمشاريع مدنية كبيرة من شانها الارتفاع بمستوى المسلم الشيعي الفكرية والاقتصادية والتربوية ، وذلك مثل تشييد النوادي الرياضية والمكتبات والمدارس الخاصة والمبرات والمياتم ، وكذلك مجالات العمل ، فان الشيعة يمكنهم ان يأسسوا ورشات عمل تجارية ومهنية للشيعة المحرومين من العمل ببركة الحقوق الشرعية والتبرعات الكثيرة .

(7)

أن شيعة العرا ق مدعوون الى الا لتفاف حول الرموز الدينية والثقافية العراقية، لا لمن يريد استغلال العراقيين لصراعات خارجية ومصلحية ، والعراقي يجب ان يعلن ولائه للعراق وطنا والاسلام دينا وللتشيع مذهبا وللديقراطية سياسة والحرية قيمة والاستقلال شرفا والتسامح أخلاقا والتكافل بين أبناء الطائفة وابناء ا لعراق واجبا ، وعليه ان يحذر أنقياده لاشخاص غير عراقيين ، تحت اي ذريعة ، فقد مللنا القيادات غير العراقية ، ثمّ ان ذلك يشكك بالقدرة العراقية ويجعلنا أذلاء مكسورين .

(8)

أن المهمة الاولى للحوزة العلمية المباركة هي الدراسات الدينية وحفظ الشرع وترويج احكام الدين وفض النزاعات بين الناس بالحكمة وتعزيز المؤسسات الحكومية والاهلية ، وليس الدخول بالنشاطات السياسية ، فان ذلك سوف يقلل من هيبة علماء الدين ، ويدخلهم في صراع ، ويعزل العالم عن الناس ، كما حصل في الدولة الجارة للاسف ا لشديد .

(9)

نعتقد ان التجار الشيعة يجب ان يتحركوا لوضع مشاريع الارتفاع بمستوى الشيعة الاقتصادي بالتعاون فيما بينهم وفيما بين الجهات المختصة بادارة شؤون البلد ، ونعتقد حان الوقت ليتحول التاجر الشيعي الى قوة اقتصادية بنائة ، واول ا لواجبات هي تجاه ابناء طائفته المحرومين من خلال مشاريع خيرية بنائة تسعى الى توفير فرص عمل شريفة .

(10)

نعنقد ان من واجبنا كشيعة ينبغي ان نشارك في دعم الحياة السياسية الديمقراطية ، ندخل في الا نتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة ، ونسعى الى تنضيج الانسان الشيعي فكريا واجتماعيا ليكون أداة نافعة ، ومن ثم ليتقلّد مواقع مؤثرة في صناعة القرار السياسي وا لاقتصادي بسبب ما يحمله من قدرات وكفاءات ، ونعطي دفعات للتشكيل النقابي والحزبي وحرية الصحافة ، فان كل ذلك من صالحنا ، لانه يوفر لنا فرصة التعبير عن افكارنا وطموحاتنا وتصوراتنا ، ويفسح لنا مجال الكشف عن كل محاولة لتحجيمنا وتجميدنا وزجنا في معركة مع هذ ا الطرف او ذاك بحجة الجهاد او مقاومة الا جنبي وغيرها .

(11)

من النقاط المهمة يجب ان لا ندخل في صراع مع الدولة ، بل نتكامل معها ومع مشاريعها العادلة ، وندخل في نشاط سياسي نظيف وعادل وموضوعي للمطالبة بحقوقنا او لتغيير فقرة دستورية او فقرة ادارية ، اي بالاساليب الديقراطية الخيرة .

(12)

ينبغي ان نلتف حول العلماء النزيهين الذين يتعاملون مع الاشياء و الحوادث والسياسة وا لفكر بالحوار وا لعقل وا لمنطق ، وليس بالشعارات والتهديدات ، علينا يا شيعة محمد وعلي ان نتعلم من تجاربنا السابقة ، لقد دفعنا الثمن غاليا ، ونحن نرفع لواء المقاومة ، لقد كنا ضحية ، واليوم يريدون لنا ان نكون ضحية مرّة ثاية ، علينا ان نفهم كيف نستفيد من ت

9ليناؠ'نؠ FفهمؠCيفؠFستفيدؠEنؠ*؀

vًiًYiYIY9

9

gᄀطور الفكر العالمي ومن قوة الكلمة ومن اهمية التربية ومن تعدد قوى المجتمع ومن تجارب الاخرين .

(13)

ينبغي ان نحقق مفهوم الا كتفاء الذاتي داخل مناطق تواجدنا ، فنحن الاكثرية وفينا الطاقات والقابليات وفينا الاكفاء والمتفوقون ، فلماذا لا تكون ادارة شؤون بلدياتنا بواسطة ابنائنا ؟ هذه قضية في غاية الاهمية ، لأن النظام السابق والاسبق ، حاول ان يستهين بقدرات الشيعة ، فاوعز قيادة وادارة المناطق الشيعية او التي يتواجد فيها اكثرية شيعية الى أخواننا من السنة ، وفي ذلك استهانة وظلم .

(14)

يجب ان نعطي اهتماما زائدا للقرية الشيعية ، فان القرية الشيعية محرومة من كل موجبات الحياة الشريفة ، وهذه قضية معروفة منذ بداية ما يسمى بالحكم الوطني ، فالمطلوب رفع الطلبات الى الدولة بهذه القضية ، ونعتقد ان قدرات الشيعة الذاتية من حقوق شرعية وكفائات شيعية يمكن ان تساهم بذلك ايضا الى جانب جهود الدولة والبلديات المامولة ، ان مشروع القرية الشيعية النموذجية فكرة رائعة يجب ان نفكر بها جديا .

(15)

كما تعلمون ا يها الاخوة ان عراقيي ا لمهجر اكثرهم من الشيعة ، وفيهم الكوادر العظيمة من اطباء ومهندسين ومعماريين وتجار واساتذة جامعات ، وهم طاقة بنائه كبيرة، ولذا علينا ان نطالبهم بالعودة ، وعلينا ان نحضنهم فانهم امل كبير ، وهم يحملون ولاء وطنيا وشيعيا عظيما ، وقد تعلموا من الخارج الكثير من القيم التي نحن في حاجة ا ليها ، فاياكم ان تلتفتوا الى بعض الكلمات الجارحة بحق هولاء العلماء الكبار ، فانهم لكم وانتم منهم وهم منكم ، فان هناك محاولة لابعادهم من الساحات السياسية والاقتصادية، بعض الدوافع خبي ثة وبعضها جاهلة ، هولا ء اخوانكم وابنائكم ، بل هم امل بنائي عظيم ، فتفاعلوا معهم واستمعوا اليهم وتعلموا منهم ، اياكم ان تستهينوا بهذه الطاقات ، والشيعة اليوم في حاجة الى الطبيب والمهندس والاستاذ ، كطاقا ت وعلم وخدمة وثقافة .

(16)

انّ الجماهير الشيعية مدعوة الى اتخاذ مواقف حاسمة من كل شخصية أو جهة ( شيعية ) مهما كانت منزلتها تحاول الاستفراد بالساحة الشيعية ، وتقوم باعمال تمزق الصف الشيعي ، ونطالب شيعتنا بعمل جماهيري ينادي علمائها ومثقفيها بتوحيد الصف من اجل تيار شيعي متجانس ، يركز على المطالب العامة للعراقيين والشيعة بشكل خاص ، وذلك من حريات ديقراطية وسياسة اقتصادية عادلة وحرية حقيقية ، وتوازن بالحقوق والواجبات ، ونحن نطالب شيعتنا بان تطالب علمائها بالاستقلالية والعراقية ، وأن تعمل في سياق مصلحة العراق والعراقيين ، وا ن يضعوا في نصب ا عينهم ، ان العراقيين اعطوا كثيرا ، ورغم هذا العطاء لم يتلقوا غير الاجحاف والطرد ، ولذا على جماهيرنا الشيعية ان تطالب علمائنا بالوطنية العراقية قبل كل شي .

(17)

أنّ أي مشروع شيعي يجب ان ينبع من ارادة الشيعة ، من أرادة الجماهير الشيعية ، ولا يُفرض من فوق ، ويجب ان لا يجيّر شخص او جهة الطائفة لمشاريعها وتوجهاتها الشخصيّة ، ان الشيعة كانوا ضحية فقدان الا رادة الشيعية الجماعية ، وهي أرادة يمكن تحصيلها من خلال الراي الشيعي العام المعروض بوسائل الاعلام والتجماعات العامة والتصويت في المساجد وغيرها .

(18)

انّ المدن الشيعية تعاني من الاهمال المقصود ، وقد عمل حزب البعث وبعض الحاقدين الطائفيين على تدمير المدينة الشيعية ، ولذا نطالب بانعاش المدينة الشيعية بكل مرافق الحياة الكريمة ، والحقيقة هذه ليست مهمة الدولة او الجهات المختصة فقط ، بل هي مهمتنا كشيعة ايضا، فالواجب علينا كجماهير شيعية ان نساهم في إنماء المدينة الشيعية بالمشاريع الخيرية ، وبالمؤسسات الحيوية الاهليّة ، وتوفير فرص العمل للعاطلين ، ينبغي ان تكون جهودنا كجماهير متوازية مع عمل الدولة والبلدية وغيرها من الجهات المسؤولة ، ان المدينة ال شيعية يجب ان تكون ورشة عمل ونزهة وفكر وثقافة ، الجهات المختصّة لمسؤولة عن توفير مستلزمات كل هذا ، ولكن نحن كشيعة ينبغي ان نبادرايضا ، نطالب الدولة بالطرق الديمقراطية ونعمل في نفس الوقت على هذا الطريق اللاحب العظيم ، ولدينا كل الممكنات في ذلك .

(19)

لقد تعمّد النظام السابق بمساعدة وتزيين الحاقدين الطائفيين على تحطيم الشخصية الشيعية ا لعراقية ، كانوا يستهينون بها فكريا وانسانيا ، و اليوم الشيعة مدعوون الى تعزيز الثقة بالنفس والتراث والمذهب والوطن والمستقبل ، ونعتقد ان مهمة علماء الدين هي هذه ، وليس زج الشيعة في المجهول ، في مشاريع ضبابية تائهة لا ندري الى اين تؤدي بالناس ، نريد ان نكون حضاريين ، نستلهم مبادئ الاسلام وتعاليم اهل البيت في التعامل مع الاشياء وفي انجاز الوا جب وفي احترام الدور والحفاظ على المال العام والتزام مبادئ الصحة العا مة ومماسة حرية الراي والكلمة واغاثة الانسان العراقي مهما كان مذهبه وقوميته ودينه ، نريد للانسان الشيعي ان يصعّد من حيويته ومسؤوليته ، بالعلم والثقافة و الوعي .

(20)

نحن كشيعة عراقيين لنا خصوصياتنا ، فنحن عراقيون ، ننتمي الى العراق ، ونعيش في العراق ، ونحب العراق ، ونتفانى في سبيل العراق قبل كل شي ، ونشجب اي محاولة للتدخل في شؤننا كعراقيين ، نأخذ تعاليم ديننا من علمائنا العراقيين ، ونأمل بمثقفينا العراقيين ان يرفعوا مستوياتنا الدينية والثقافية بثقافة ا نسانية اسلامية عراقية ...

(21)

يحاول بعض المنتسبين الى الوطنية العراقية زوراً وبهتاناً تزييف الاصالة الشيعية العراقية ، بشكل وآخر ، بطرق مختلفة ، وهؤلاء يريدون عزل شيعة العراق ، يريدون محاصرتهم عالميّاً واقليميّا ووطنياً ، يريدون الإبقاء على شيعة العراق فقراء محرومين معزولين في المحيط العربي والاسلامي ، هؤلاء يستغلون بعض المظاهر الزائفة التي يعلمون علم اليقين انها مظاهر ليست من ابتداع شيعة العراق ، بل هي من ابتداع اناس من خارج الحدود ، يعملون على حرق شيعة العراق بشكل وا خر ، ان شيعة العراق عراقيون قبل كل شيئ ، عراقيوا للو طن والفكر والهموم والمزاج و السليقة والتاريخ والمذهب، ولا يسمحون لأي محاولة تستهدف تزييف هذا الانتماء المقدس ، سواء من الداخل او من الخارج .

(22)

يحاول بعض الشيعة الذين يدعون الانتماء للوطنية العراقية ان يربطوا شيعة العراق بما وراء الحدود بحجة واخرى ، ومن وراء ذلك مطامع مادية رخيصة أو مطامع موقعية زا ئلة ، فيما شيعة العراق لا يحلمون بغير العراق ، وهؤلاء لا يهمهم شيعة العراق بقدر ما يهمهم الموقع والمنزلة، ومثلهم في ذلك الشهيد المرجع الراحل محمّد باقر الصدر الذي كان نداؤه عراقيا ، ودمه عراقيا ، وفكره اسلاميا عراقينا ، فلم تكن ندائاته الا للعراقيين ولم يهدر دمه الا في سبيل العراق وا لعراقيين .

(23)

ان شيعة العراق مدعوون الى وضع رؤية مشتركة ، يضعها العلماء الشيعة العراقيون والمثقفون الشيعة العراقيون يوكدون فيها على ضرورة الدستور و الحكومة المنتخبة والقانون ونظام الحقوق والواجبات المتوازن والديمقراطية والتعددية واحترام كل الاديان والطوائف و المذاهب ، ونرفض ان تاتينا التعاليم من الخارج ، لاننا احرار واعرف بمنطق تاريخنا وبحاجتنا وباهدافنا .



(25)

اننا يجب ان نهتم بشيعتنا قبل اي كيان أخر ، نهتم بهم بجهودنا وفكرنا وعلمائنا وليس بامر من هنا وهناك ، يجب ان نعمل على انقاذ الطفل العراقي الشيعي من الجوع، والمراة العراقية الشيعية من ذل العوز وا لحرمان ، والموظف العراقي ا لشيعي من العزلة ، والعالم العراقي الشيعي من الحرمان ، والتاجر العراقي الشيعي من الحرب والمطاردة ، نحن مدعوون الى بناء شيعتنا قبل التضحية في سبيل هذه الدولة ا و تلك ، فانّنا ضحينا في سبيل الغير اكثر ممّأ يجب ، والان حان وقت التضحية في سبيل شيعتنا العراقيين في نطاق الشعب العرا قي الأبي.

(26)

أنها الفرصة الاخيرة لنا كشيعة عراقيين ، والا سوف ننتهي ، نريد ان نعمل بالعقل والمنطق والعلم ، لا نريد العنف و الشعارات ، نريد من العلماء ان يتوجهوا لتعليم الناس و المثقفين لتثقيف الناس ، ونترك للسياسيين العمل السياسي ، نريد تفعيل الجامع اجتماعيا خدميا ، نريد المشاركة بالحياة السياسية المسالمة ، لا نريد من ايران وسوريا وتركيا والسعودية والكويت والاردن. ان تتدخل في شؤون العراق ، نطالب القوات التي ازالت صدام ان تفي بوعودها، وعلاقتنا معها الحوار والنقاش و المطالبة ، ونقولها بصراحة ، ان الجماهير الشيعية هي التي تقرر وا لقيا دات تنفذ وليس العكس ، نريد تجانس التيار الشيعي ، قبل ان تقتلنا الفرقة ...

15/7/2003

* وزع في العراق من بغداد الى البصرة