بيان صادر من الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق بمناسبة يوم تاسيسه

بغداد / المكتب الاعلامي:
اصدر المكتب السياسي للاتحاد الاسلامي لتركمان العراق بيانا بمناسبة الذكرى السنوية السابعة عشرة لتاسيس الاتحاد فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ))
في الخامس عشر من شعبان المعظم، يتجدد أمل البشرية بالخلاص وتترقب الانسانية بلهفة وشوق انبلاج فجر اليوم الموعود، حيث يتحقق حلم الانبياء والمصلحين بسيادة قيم العدل والقسط على يد سلطان الاولياء وسليل الائمة الاطهار المهدي المنتظر، حيث ولادته الميمونة بشارة سماوية بحتمية قيام الدولة العالمية العادلة الواحدة بقيادة هذا القائد الرباني والمنقذ المخلص، وعلى اساس معادلة متوازنة واقعية تاريخية تؤكد ان ولادة القائد شرط موضوعي ومقدمة ضرورية لقيام الدولة عبر مسيرة التمهيد الطويلة للظهور المبارك، ومن أجواء هذه الذكرى المفعمة بالأمل والمشحونة بالحماس وفي ظلال هذه المناسبة الوارفة وقبل سبعة عشر عاما، انطلقت مسيرة الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق، صوتا صادحا بالحق وناطقا بالصدق ومعبرا باخلاص عن وجود وهوية وحقوق شريحة اجتماعية متميزة وقوية ذات خصوصية وهي التركمان. ونحن اذ نستعيد الذكرى السنوية الـ((17)) لتأسيس اتحادنا، نسترجع من خلالها شريط الاحداث ومحطات العمل وعوائق الطريق ومشكلات الحركة، ويتبين بوضوح انها لم تكن مسيرة يسيرة معبدة بالورود ولاسبيلا سالكا بدون عناء او جهد، بل كانت مسيرة شاقة مضنية ودؤوبة كان فيها الزاد هو التصميم والارادة القوية والمعنويات العالية التي كنا نستمدها من التركيز على الهدف الكبير في اسقاط الصنم وتحرير ارادة شعبنا المكبلة من نير الدكتاتورية واطلاق حرياته.
وقد تميز اتحادنا منذ ان خطى الخطوة الاولى، بانها حركة متقدة بالحيوية حاضرة بقوة في الساحة، واضحة الرؤية والنظرية ومتجددة في الخطاب والآليات وتتوفر على قدرة هائلة في توظيف الممكنات والاستفادة من الفرص المتاحة وتسخير الشروط والظروف الموضوعية المواتية لنقل الاتحاد درجة الى الاعلى وتحقيق مكتسب لشعبنا التركماني.
ان اتحادنا كابد الظروف الصعبة وكافح باصرار من اجل دفع التركمان الى واجهة الاحداث وقلب الساحة وفي وسط المعترك السياسي المحتدم.
انا اتحادنا وبفخر واعتزاز نهض بمسؤولية طرح القضية السياسية للتركمان بشكل قوي غير مسبوق، مما مهد الطريق للتركمان على التحرك بشكل جديد ومتطور من حيث الأداء والخطاب والحركة.
وهكذا ظهرت حركات وشخصيات تركمانية ونزلت الى ساحة النضال والصراع السياسي مستفيدة من النتائج والآثار الايجابية لظهور الاتحاد ونجاحه، مما اعطى جرعة معنوية لكل العاملين وعزز ثقتهم بقدراتهم وانفسهم. لقد كان المشروع التركماني الذي ظهر به الاتحاد مبادرة شجاعة تجاوزت اخفاقات الساحة التركمانية وطرحت بديلا سياسيا جديدا ومعاصرا ومواكبا للمرحلة التاريخية مخترقا الأطر والاليات القائمة والجامدة والقديمة التي لم تعد تصلح للمرحلة النضالية التي يمر بها شعبنا التركماني بشكل خاص والعراق على العموم.
لقد التقى المشروع التركماني الاتحادي مع التيار السياسي الوطني العام للمعارضة العراقية في محطاتها المتقدمة واحتل فيها بجدارة موقعه المناسب جنبا الى جنب مع الفصائل التي تمثل مختلف اطياف الشعب العراقي.
ان اتحادنا لم يتجمد في اطاره الحركي الضيق ولم يحشر نفسه في زاوية محددة سواء في الساحة التركمانية او العراقية بل كان يلتقي عندها الخاص القومي بالعام الوطني تحت مظلة الاسلام وقيمه السماوية، من هذا غدا عنوانا يجسد آمال وتطلعات التركمان وحركة تنفتح على همومهم وقضاياهم المختلفة، واصبحت المعارضة الوطنية العراقية تتعاطى معها باعتبارها تمثل التركمان بصدق ووطنية لاشائبة فيها.
ان اتحادنا يقدّر عاليا الجهود الخيرة التي تبذله القوى التركمانية على اختلاف اتجاهاتها السياسية وان أي نجاح لاية حركة او فصيل هو نجاح لكل التركمان، وعليه فان أي منجز او مكتسب للقوى التركمانية ينبغي ان يكون للتركمان ويوظف لخدمتهم وليس لتلك القوى سوى شرف السعي والخدمة، وعليه فان من يمثل التركمان حقا هو من يخدمهم باخلاص في أي موقع كان صغيرا او كبيرا وليس هناك ممثل شرعي ووحيد لهذه الشريحة الكبيرة وانما ممثلون شرعيون يسعون لخدمتها ويدفعون عن حقوقها ويحرصون على دورها في اطار المعادلة السياسية وما عدا ذلك فهو ادعاء اعلامي فارغ بلا واقع، وان التعددية من حيث الاتجاه والقوى، حقيقة وواقع في الساحة التركمانية يتوجب النظر اليها بايجابية وان لا تختزل الساحة في اتجاه محدد او جهة سياسية معينة، وان السعي لبناء قاعدة موحدة تقف عليها كل القوى التركمانية ضرورة للوصول الى الاهداف المنشودة مما يستدعي عقد لقاءات دورية لبلورة هذا الاطار من خلال مشاركة الجميع في هذا الحوار والاستماع الى الكل وعلى اساس المشتركات والمواقف الاستراتيجية والقيادة الجماعية المتوازنة من حيث التمثيل والمتساوية في الدور وان يكون المشروع ميدانيا بعيدا عن ترف المكاتب والتنظير.

ان العملية السياسية الجارية في العراق وفرت للتركمان فرصا تاريخية غير مسبوقة ولكن لم تستغل بشكل كاف، فالاندكاك في هذه العملية هو شرط حياة لقضية التركمان في العراق ومبرر وجود القوى السياسية التركمانية، والتردد والانعزال عن هذه العملية يعني انهاء هذه القضية والقضاء على الوجود السياسي التركماني، وعليه ينبغي ان يشكل التعاطي الايجابي مع العملية السياسية، ثابتة قومية وسياسية في منهج وبرنامج كل القوى التركمانية.
ان على القوى التركمانية ان تعزز من وجود التركمان في مؤسسات الدولة وتدفع بهم الى احضانها بكافة الطرق والوسائل وذلك شرط اساسي لخدمة التركمان، ان الوجود الضعيف في الحكومة افضل باضعاف من المعارضة القوية في خارجها خاصة بالنسبة للتركمان، فالمشاركة مكسب ملموس قابل للتطوير، بينما المعارضة انتظار قاتل في ظروف العراق الحالية، وهذا ماتؤكدها الاحداث اليومية والتراكمات المكتسبية للآخرين.
ان التعديلات الدستورية الجارية ينبغي ان لاتمس المكتسبات التركمانية الواردة في الدستور من جهة ومن جهة اخرى العمل على ايجاد حل عادل ومتوازن لقضية كركوك في اطار التوافق السياسي والوطني في اطار صيغة يحفظ الحقوق المتساوية لكل الاطراف المعنية في ادارة مدينة كركوك، مما يتوجب الاستماع الى آراء ابناء كركوك الحقيقيين حول مصير مدينتهم ومستقبلها، وعليه بات من الضروري اعادة النظر بالمادة الدستورية حول كركوك.
ان تحصين الجبهة الداخلية للتركمان والحفاظ على وحدة المجتمع التركماني والحيلولة دون تسرب التطرف الطائفي والاتجاه التكفيري والارهابي، هي مسؤولية وطنية واسلامية وانسانية تقع على عاتق الجميع مما يفرض عليهم التعاون والتنسيق في الجهود للتصدي لكل عمل تخريبي وفكر هدّام يفرق بين ابناء الوطن والشعب الواحد ويثير الفتنة التي حذر منها نبينا الاكرم وديننا الحنيف. فالمجتمع التركماني يتميز بتسامحه وتآلفه ووحدته التي ينبغي ان نحافظ عليها بكل الوسائل.
ان حكومة السيد نوري المالكي تمثل ارادة العراقيين بكل اطيافهم، ونرى ان الواجب الوطني والشرعي يقتضي دعم هذه الحكومة والوقوف الى جانبها وتقويتها وتسديد مسيرتها، خاصة وان التركمان لهم حضور وتمثيل في أكثر من مرفق من مرافق هذه الحكومة وهناك حرص من قبلها على هذا التمثيل الذي قد يكون دون مستوى الطموح ولكن افضل بالقياس الى من سبقها من الحكومات.
ان مناطقنا تتعرض الى هجمة ارهابية شرسة وقد تركت ذلك تضحيات وخسائر كبيرة في الارواح والممتلكات وتصاعد ذلك في الفترة الاخيرة مما يفرض على التركمان استنفار الطاقات في تلك المناطق في سبيل حمايتها بالتعاون مع الاجهزة الامنية المعنية وضرورة زيادة وجودها في مناطقنا والتأكيد على دور ابنائها في تلك الاجهزة وتطويعهم فيها واناطة مهمة الامن اليهم.
ان التوازن في الادارات والمؤسسات المحلية في مناطقنا وافساح المجال للتركمان لكي ينهضوا بدورهم في ادارة مدنهم ومناطقهم التي تحمل هويتهم وتتميز بوجودهم الكثيف، مهمة اساسية لجميع القوى التركمانية التي عليها ان تخرج من التشكي والتردد الى المطالبة والانجاز في هذا الصدد عبر الحوار مع الاطراف المسيطرة والمهيمنة على تلك الادارات في فترات الفراغ التي سبقت سقوط النظام.
الرحمة والرضوان لشهدائنا الابرار الذين حملوا مشاعل النور والحرية وتقدموا مسيرتنا المباركة.
الموت والعار لقتلة هذا الشعب النبيل من الارهابيين وحلفائهم من بقايا النظام البائد..

المكتب السياسي
الاتحاد الاسلامي لتركمان العراق
15 شعبان المعظم 1428هـ
29/8/2007م