[align=justify] نوري المالكي له إبتسامة لطيفة غير متغالي فيها بالرغم من أنها لا تظهر أسنانه و لكنها ابتسامة لطيفة من النوع الذي ترفع كل الوجه خاصة عينيه عندما يريد ان يريهاً. من المفروض ان يفعلها اكثر. ولكن من الأمور اللطيفة عن السيد المالكي إختلافه عن بقية القادة العرب خاصةً السفاحين المقربين من وزارة الخارجية الأمريكية والسي اي اي، ليس هناك شيء من الضيافة السوقية (السوق) بدلا من ذلك فهو ذلك الرجل الهاديء الذي أرتقى لاخذ مسؤولية غير متوقعة و هي رئاسة الوزراء و هو يدرك انها مسؤولية كبيرة ، لقد المحت هذه الكلمات أثناء لقاءي به وذكرت له بأن الله قد وثق به بمهمة كبيرة وصعبة. و ضحك بهدوء قائلا إن الله وضع هذه المسؤولية عليّ وليس الثقة ولكنها بالاضافة الى ذلك مشرفة . أن اكثر شيء مشرف ان يمكن ان يعمله المرء هوان يخدم وطنه ومبادئه.

لقد كان اليوم الثلاثاء قليلا بعد الساعة الواحدة بعد ظهر ونحن جالسين في جناح في فندق ريتز كارلتون في الشريط الجنوبي من منهاتن وكان تمثال الحرية يلوح خارج النافذة على الكتف الأيسر لرئيس الوزراء العراقي. لقد جاء توا من اجتماعات الجمعية العامة ولقائه بالرئيس بوش. كان ملتزماً وحازماً بالموعد (على غير عادة العراقيين). وحينما بدأت الكتابة قام و بسرعة بأخذ أوراق قليلة من احدى دفاتر ملاحظاتي وبدأ يدرج بعض من أفكاره. لقد قيل لي ان عربيته -- لانه درس الادب و الشعر-- جميلة. عندما رايته يكتب بيده تذكرت انه قام بالقتل بها. انه لكان مقدرا و بعد ان قررت الولايات المتحدة تغيير النظام أن يموت صدام حسين، أما خلال هجوم جوي أو عندما يأخذ القانون مجراه الطبيعي. ولكن من اكثر الوقائع التي لم يقدر ثمنها لهذا الرجل الهاديء والذي يقال عنه كثيرا بأنه ضعيف أو كما يحلو للذين يصفوه بالضعف على إختلاف الأسباب التي تدفعهم لذلك، إنه اخذ على عاتقه تحمل المسؤولية المباشرة لتحمل لهذه المهمة.

انها نهاية كانون الأول عام 2006 بعد إصدار قرار تنفيذ الحكم من قبل المحكمة العراقية شنقاً حتى الموت منذ الشهر السابق وكان قد استهلكت كل السبل القانونية للاستئناف. كانت معضلة نوري المالكي وهي ان يقوم بالتحبب الى الدبلوماسيين الامريكان المتنرفزين و بعض الناس الاخرين – وبالتالي جر العراقيين من كل الاطياف الى التصديق بان عجلة العدالة لن تدور دورتها الكاملة لتحقيق العدالة ضد المستبد. او ان باستطاعته توقيع امر الاعدام و مواجهة الغضب من الكثيرين الذين تنبأوا بان موت صدام سيشعل التمرد المضاد للحكومة.أنا لا ازال اتطلع لان اسمع واحدا من هؤلاء الناس الذين انتقدوا قرار المالكي باعدام صدام بان يعترفوا انهم كانوا خاطئين، وان يعترفوا بان قرار اعدام صدام رفع عبئا نفسيا كبيرا من العراق و خاصة بين الجماهير السنية. او أن الاحداث الايجابية البالغة الاهمية في محافظة الانبار و التي قادها شيوخ العشائر السنة و الذين يطلقون على انفسهم مجلس انقاذ الانبار كانوا من الشبه مؤكد ان لاتحصل طالما هناك نفس في جسد صدام.

إن وضع القاعدة اليوم تغير قال لي رئيس الوزراء و بطريقة متواضعة واضحة. إنهم فقدوا الكثير من قواعدهم التي كانوا يتحركون منها بحرية. جزءا من ذلك يعود سببه الى الزيادة في القوات الامريكية و العراقية و الذي اثنى على تضحياتهم المالكي تكرارا. وقال رئيس الوزراء ان هذه النجاحات الاخيرة فد تم ادراكها بسبب المواطن العراقي العادي. لقد اكتشف اهالي هذه المناطق حقيقة القاعدة.

سألته عن هذا التغيير في العمق من قبل السنة – المسماة بصحوة الانبار – هل بامكانها البقاء بعد مقتل القائد الكورزماتي ستار ابو ريشة و الذي قتل بقنبلة من قبل القاعدة في 13/9/2007 نعم اكد لي ان الحركة قوية إن مقتل أبو ريشة جمع كل العشائر معا للاستنكار. ان المصالحة الوطنية ستستمر. استمر فائلا.

ماذا عن المخاطر، سألته؟ هل هو قلق من التزايد المتسارع من اعداد الرجال السنة تحت السلاح، و خاصة منهم من كانوا يحاربون الحكومة من وقت ليس بالطويل؟ نعم، اعترف لي. لدينا قلق بامكانية وجود خطر نتيجة تسليح هذه العشائر. نحن قلقون من تشكيل ميليشيا جديدة وفي الوقت نفسه نقوم بمواجهة الميلشيات الموجودة.و لكنه قال لي ان هناك حل لهذه المشكلة: عندما يكون اعضاء هذه العشائر التي تحمل السلاح جزء من هيكلية الدولة. وذلك بان يكونوا اعضاء في قوات الامن العراقية و ليس ممثلين عن ذلك او هذا الشيخ.من المسلم به ان صحوة الانبار لا تزال في ايامها المبكرة. و لكن من الاهم ملاحظته ان تحت حكومة المالكي والتي يدعى انها مقسمة و التي يقودها التحالف الشيعي بان العرب العراقيين السنة يظهر انهم و بالنهاية القوا بولائهم للحكومة المركزية. السيد المالكي كذلك يستحق أكثر تقديرا من ما يستحقه لتحركه ضد المليشيات : نحن نتعامل مع كل العراقيين على اساس هل انهم يطيعون القانون او لا يطيعون القانون.

لقد سألته اذا كان قد تابع الشهادة الاخيرة التي قدمها امام الكونغرس الجنرال ديفيد بتريوس و السفير الأمريكي راين كروكر؟ نعم قال لي تابعنها و بقرب كبير. أعتقد أنه كان يحاول أن يكون واقعيا، قال بشأن الجنرال بتريوس. لقد تحدث الجنرال بتريوس عن المصاعب والتحديات بالإضافة إلى النجاحات.

ماذا عن جيران العراق؟ هل انهم متعاونين؟ كلا في الحقيقة انهم ليسوا اعترف لي. في البداية لم تكن المسألة ان تصل الى مرحلة الحصول على الدعم و لكن المعاناة من التدخل السلبي و كسرهم مباديء الجيرة الحسنة. و لكنه قال ان الاشياء بدأت تتغير إلى الأحسن لان الدول المحيطة بدأت تدرك بان المتاعب في العراق سوف تنتشر. لفد بدأوا بالحوار معنا، و قال مضيفا انه من واجب العالم اجمعه للعمل مع العراق.

من خلال نقاشي معه اكدت له بان يعتبر هذه فرصة للتكلم بما في باله و ليست لعبة اقتناص. لقد قال لي ان الرسالة الاهم التي ينوي ان يوصلها في نيويورك هذا الاسبوع بان على العالم ان يشكل جبهة لمساندة الديمقراطية و مجابهة الارهاب. ليس هناك بلد يستطيع ان يدعي ان الارهاب لا شأن له بي. لقد شكر جريدة الوول ستريت جورنال بما سماه تغطية متوازنة للعراق – و قال نحن لا نريد وسائل إعلام ان تعمل دعاية لنا .

بعيدا عن التملق، إنني وصلت الى انطباع قوي بان رئيس الوزراء المالكي قد تم التقليل من شأنه بشكل كبير. بالتأكيد قد يكون من الجميل ان يكون عندنا رئيس وزراء ذا ابتسامة جاهزة، و انكليزيته لا عيب فيها ويحوز على الطاعة الكاملة لشعب بلده له. و لكن معرفة طبيعة التصدع للبلد الذي وجدناه، و تعثراتنا الكثيرة – خصوصا التمثيل التناسبي في النظام الانتخابي ، و الذي شجع السياسات الطائفية، علينا ان نشكر نجومنا المحظوظة باننا انتهينا بالسيد المالكي. انه متواضع، عميق و شجاع.

في اعوام 1860 كافح بلدكم كفاحا عظيما – لقد ذكر السيد المالكي العالم في هذه المقالة لهذه الصفحة في حزيران من هذا العام (نعم انه هو الذي كتب المقالة بنفسه) – ان الحرب الاهلية التي خضتموها اخذت المئات من الالوف من الارواح و لكنها انتهت بانتصار الحرية و ولادة قوة كبرى.

السيد روب بولاك محرر صفحة التحرير في جريدة الوول ستريت جورنال. [/align]