كيف تصبح داعية إسلامي في أربعة أيّام.......بدون معلّم

نظرا للطّلب المتزايد من طرف القنوات الفضائية على الدعاة،وقلّة هؤلاء حتّى أصبحنا نرى بعضهم يدعون في اكثر من قناة،ونظرا لأهمية هذه الوظيفة ودورها الحيوي في تأطير الشباب أي وضع عقولهم داخل إطار لا يحيدون عنه يمينا او يسارا ،ارتاينا أن نسهم في هذا المقال بطرح خطوات عملية لكلّ من سوّلت له نفسه أن يقتحم حقل الدعوة،فهو على العموم حقل مشاع لا حارس عليه،لا يلزمك لولوجه إلاّالعزيمة والبراعة في الحكي.
لا بأس ان نعرّف اوّلا من هو الدّاعية؟ ـ إنّ الدّاعية هو شخص يجمع حوله الناس ـ وأحيانا يجمعون له ـ ثمّ يدعوهم ،لا يهمّ إلى أيّ شيء يدعو بقدر ما يهمّ أن يجعلهم لا يغادرون مقاعدهم او لا يغيّروا القناة التي يدعو من خلالها. على العموم فهي أسهل مهنة في التاريخ، يلزمك فقط بعض الخطوات لتفرض مكانك بين جمهور الدعاة،
1 اليوم الأوّل:
ـ الشكل المناسب: اعلم أنّه لكلّ داعية شكل يجب أن يختاره بعناية فائقة أو Look يتميّز به،ويبدأ أوّلا بوجهه فله أن يختار بين شكلين لا ثالث لهما: أن يكون بلحية أو حليقها ، واعلم أنّك باختيارك أحدهما أنت تختار ضمنا جمهورك، فإن أنت تودّ أن تخطاب المسلم العصري أنصح لك أن تحلقها او ان تكون خفيفة، وإن كنت تطمح مخاطبة الإسلاميين والمتشدّدين فهؤلاء لن يسمعوا كلامك ووجهك حليق. ولكن حذار ان تعفوا على لحيتك كثيرا حينها سوف تنحصر دعوتك في المجلاّت و المحاضرات أمّا القنوات فلن تلجها لسبب فنّي يجهله معظم الدعاة،وهو أنّ لحيتهم تزعج المخرجين حينما يريدون أخذ لقطة كبيرة للوجه حيث تبقى اللحية خارج الإطار ممّايفقد اللّقطة جماليتها،لذا لا بأس أن تستشير مخرجا في الحدّ الذي يمكنك أن تطوّل فيه لحيتك إن كنت عازما على تركها
ـ شعر الراس : لايهمّ كثيرا شكله على الاّ تقلّد فيه الشباب التافه،فيصبح كلمك تافها قبل أن تتحدّث به،حيث هناك دراسة أخيرة أثبتت علاقة تسريحة الشعر بذكاء حامله.
2 اليوم الثاني :
بعض أن تكون قد حسمت في يومك الأوّل مسألة شكلك ،عليك في اليوم الثاني أن تختار لباسك،واعلم أن ّمسألة اللباس هي الطابع الذي سيختار لك جمهورك، وأنت مخيّر بين ثلاثة انماط، لباس عصري ولكن أحرص على أن يكون أنيقا ورسميا وابتعد ما أمكن عن البذلة الرياضية لآنّ لابسها في عين الناس ما زال طفلا يلعب،ثمّ لا تطمع بارتدائها ان يكون لك جمهور من الرياضيين لآنّ أولئك هم ايضا مشغولون في استقطاب الجماهير،وابتعد عن اللباس المتحرر مثل الجينز فصاحبه متامرك لا ثقة في كلامه، ولا تسوّل لك نفسك ان ترتدي لباس الهيب الهوب لتجذب تلك الفئة من الشباب،فهم لا يثقون في أحد،ولكثرة ما سمعوا من الناس أنهم ضالّون ومغضوب عليهم،فهم لن يصدّقوا أنه خرج منهم مهديّ سيهديهم
النمط الثاني :لباس تقليدي ولكن لا أنصح لك هذا النوع حيث سيتيح لك الدّخول إلى قنوات دون أخرى.فإن اخترت لباسا مشرقيا لن يهضمك المغاربيون وإن كان مغاربيا فلن يستسيغك المشرقيون إلاّ أن تزاوج بينهما إن كان ولابدّ
النمط الثالث: اللباس السني وإن كناّ لا نعلم سنّة من هي ولكن هكذا يطلقون عليه وهو موجود في الأسواق بثمن بخس ومع كلّ الإكسسوارات أي الطاقية او العمامة وعود يسمّى عندهم عود الآراك
وتمهل في اختيارك فلباسك عنوانك ولن تستطيع أن تغيّره بعد ذالك ،لك أن تغيّر أفكارك كيف شئت فالناس بعد الدرس العشرين لن يتذكروا ما قلته في الدرس الأوّل،ولكن لن ينسوا أبدا شكلك الذي طلعت به عليهم أوّل مرّة أو لباسك وأي ّتغيير فيه سيفسّرونه بتغيير في مبادئك لآنك هكذ ا بدأت وهكذا يجب أن تبقى لتحافظ عليهم
3 اليوم الثالث :
في هذا اليوم يجب أن تختار لك اسلوبا تخاطب به جمهورك،ونعني بالأسلوب هنا الموضوع والطريقة ،أما المواضيع فحاول ان تكون متجانسة مع لباسك ،فإن كان لباسك عصريا تطرق إذا لمواضيع الأسرة و الرياضة والجنس.....، وإن كان تقليديا تطرّق لمواضيع الطاعة وفضل الصمت والصبر على البلاء....،أما إن كان سنيا فلك في الحلال والحرام والبدعة مرتع خصب
أما الطريقة وهي كيفية الإلقاء ،ولك ان تستعين في هذا المجال بكتب الإلقاء عند الممثلين فتتعلّم كيف ومتى تغيّر تقاسيم وجهك أونبرات صوتك
4 اليوم الرابع:
في هذا اليوم إن كنت قد تتبعت الخطوات السابقة تأكّد أنك أصبحت داعية ولا يلزمك إلاّ أن تعرض خدماتك على بعض المجلاّت أو القنوات،ولا تحسب أنّ الآمر سهل بل يلزمك ذكاء خارق لتستبيح عمودا في مجلّة أو تستعمر برنامجا في إحدى القنوات، وإليك بعض النصائح العملية لعلّها تساعدك:
ـ تهجّم على عالم كبير شرط أن يكون مشهورا هذا إذا وجدته لآنّ العلماء الكبار لا يشتهرون،واتهمه بالتخلف والرجعية وأنّ أقواله تفسد عقول الشباب ولا بأس أن تكذب لآن هدفك سامي وهو الدعوة
ـ أو ادخل في سجال مع داعية مشهور وهؤلاء ما اكثرهم،وأتهمه بالسصطحية ولا بأس إن لم تفهم ماذا تعني هذه الكلمة ولكنها ستفي بالغرض
ـ أو استأجر صحافيا يشهر أنّك ممنوع من الكلام لآن مواضيعك توقظ الشباب وتسكت المشايخ وتفضح المتشدّدين
وسيكون أسهل لو أستطعت أن تقنع ممثلة بالإلتزام ولو لمدّة قصيرة ريثما تشتهر.
وأخيرا هذه ليست إلاّمحاولة لرسم الطريق أمام من يجد في نفسه قوّة على اقتحام هذه المهنة الشريفة أطرحها على القرّاء الأذكياء للنقد أو حتّى النقض بالزيادة فيها أو النقصان لتقنين المجال و هيكلته في أفق التحضير لنقابة عالمية للدّعاة الإسلاميين،ومن كانت عنده ملاحظة او دروس أخرى اهملناها فليطرحها مشكورا