دراسات
قراءة في
السياسة التعليمية وخطورة توجهاتها
رتب هذا المقال حسبما ورد في إحدى إعلانات مجموعة كوكل وذلك لأهمية موضوعها المطروح بين الباحثين والتربويين وأصحاب الشأن حول دراسة الباحث والأديب جواد المنتفجي والموسومة بـ " السياسة التعليمية وخطورة توجهاتها "
كما وأن هذه النسخة هي بصيغة html للملف http://aou.edu.jo/userfiles/file/file_type_doc/h.w1.doc .يقوم Google تلقائياً بإنشاء نسخ بصيغة html للوثائق التي يصادفها خلال البحث في الإنترنت، بحيث يمكن عرضها في متصحفات الانترنت

جواد المنتفجي

تعريف كلمة التربية :
1 - تعرف كلمة ( التربية ) بأنها مصدر الفعل ( ربا - يربو ) بمعنى ( نما – ينمو) ورب الولد أي أصلحه وتولى أمره, وساسه وأنشأه. وقد يعني نشأ وترعرع أي أنها تشمل النمو والزيادة, والتنمية والاستنبات وقد تعني الإصلاح والتوجيه. 2- أما معنى ( التربية) اصطلاحا فهو ( التنشئة والتنمية ) , وهناك تعاريف كثيرة للتربية اختلفت باختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ومعتقداتهم التي يدينون بها ، وقد وجد منذ القدم إلى يومنا هذا انه من الصعب الاتفاق على نوع واحد من ( التربية ) صالحة لجميع البشر وفي جميع المجتمعات وتحت كل الأنظمة وفي ظل كل المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، ورغم ذلك كان الحديث عن ( التربية ) ولا يزال يتناول معنى : ( التطور والتقدم والريادة والكمال والنمو والتنمية والتنشئة) . فأفلاطون (427-347ق.م) كان يقول:" أن التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها". وأبو حامد الغزالي(1059-1111م) يرى أن صناعة التعليم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترفها وان أهم أغراض التربية هي الفضيلة والتقرب إلى الله . ويأتي رفاعة الطهطاوي (1801-1873م) ويقول :"أن التربية هي التي تبني خلق الطفل على ما يليق بالمجتمع الفاضل وأن تنمي فيه جميع الفضائل التي تصونه من الرذائل, وتمكنه من مجاوزة ذاته للتعاون مع أقرانه على فعل الخير. أما هربرت سنسر (1820-1903م) فكان يرى "أن التربية هي أعداد المرء لأن يحيا حياة كاملة". استخدم لفظ ( تربية ) في اللاتينية للتعبير عن تربية الحيوان والنبات ثم تتطور المفهوم ليشمل أعداد الطفل ذهنيا ونفسيا وعقليا. وفي الفرنسية استخدمت ملحقة بكلمة طعام في عام 1945 وكان المجتمع الفرنسي يعرفها بأنها "تكوين النفس والجسد" . وقد تطور مفهوم ( التربية ) على مر العصور ، وحديثا قدمت السيدة ( مادلين كراويتز) تعريفا شاملا للتربية وهو : " عبارة عن مجموعة من الفعاليات التي توظف في التأثير على الآخرين من أجل تنمية قدراتهم الجسدية والنفسية وهي تشتمل على مختلف الوسائل والمضامين التي يستخدمها مجتمع ما من أجل التنشئة الاجتماعية.
ب-مفهوم التربية وتداخلاته مع مفهوم التعليم:
(التعليم ) هو أعداد الأفراد العاملين في الحياة وأعداد الطاقة العاملة في المجتمع ، أو قد يطلق عليه أيضا هو ذلك النشاط الذي يتم بموجبه تحويل المعلومات من شخص إلى آخر . ونحن اليوم عندما نقول ( تربية وتعليم ) فان أول ما يتبادر إلى الذهن مباشرة لفظة ( المدرسة ) التي هي : تلك المؤسسة التي تقوم على أعداد النشء وتأهيلهم للقراءة والكتابة ، بالإضافة إلى أجراء العمليات الحسابية ، وقد يمتد ذلك إلى المدارس عامة ، وعملية التعليم والمعلمين والموظفين في مختلف دوائر تلك المؤسسات. ومع أن كثيرا من الناس يخلطون بين هذين اللفظين ظنا منهم أن ( التربية ) هي نفسها ( التعليم) ألا أن كلا منهما يختلف عن الآخر ، وهما ليستا كلمتين مترادفتين تدل أحداهما على الأخرى بل هما مختلفتان تماما في بعض الوجوه ، ولكنهما مع ذلك هما مرتبطتان تماما في بعض الوجوه الأخرى. وهذا التشابه والاختلاف يظهر فيما يلي: 1- - التربية : عبارة عن إيقاظ ( القوى الكامنة ) في نفس المتعلم, ويحصل هذا ذاتيا في معظم الأحيان , أما ( التعليم ) فهو عبارة عن إيصال المعلومات عن طريق ( معلم ) في معظم الأحيان. 2- -التربية : عملية تطبيع للإنسان كي يعيش حياته وهي عملية استمرارية من المهد إلى اللحد, أما ( التعليم ) فانه يعد الإنسان لمهنة أو لحرفة أو لأي عمل . وقد يقف ( التعليم ) عند هذا الحد (أعداد الإنسان) بحصوله على مؤهل علمي أو شهادة جامعية ثم يخرج للحياة وتقف بذلك عملية ( التعليم) ، وكل ما يأخذه بعد ذلك يعتبر من خبرات الحياة. 3- تعتبر ( التربية ) غاية في الوصول إلى أقصى مراتب ( التربية) وأهدافها المرجوة يتم عن طريق التعليم ، لذا فان عملية ( التعليم ) تعتبر وسيلة هامة من وسائل ( التربية) . 4- عملية ( التعليم ) منظمة وواضحة ومنهجية ومحددة زمنيا ومكانيا ، أما ( التربية ) فتتميز بطابعها الشمولي والمعقد وفي مختلف المواقف الحياتية. 5- ( التعليم ) يركز على الجانب المعرفي وفقا لمقتضيات الذاكرة ومتطلبات المعرفة ، أما ( التربية ) فهي فعل يشمل الجوانب النفسية والأخلاقية عند الإنسان. ج- البيئة الاجتماعية وأثرها على الإنسان:
البيئة الاجتماعية هي ( التنظيم الاجتماعي ) أو الدوائر الاجتماعية التي تقوم على خدمة الجماعة في المجتمع الواحد وتكون تلك الدوائر مكونة من أفراد المجتمع ، وهدفها مجابهة المشكلات التي تقابل الجماعة. وتؤكد كثير من التجارب على أن ( التربية ) هي عبارة عن : عملية تطبيع اجتماعي فعندما يولد الطفل يبدأ عملية التكيف مع مجتمعه الجديد وما أن يكبر حتى يبدأ في اكتساب ( العادات - والتقاليد - والقيم - والنظم - والأنماط السلوكية ) ومع أن الفرد يكتسب ( ثقافة الجماعة) ألا أنه لا يمكن القول على هذا ( المقياس ) أن كل الإفراد يصبحون وكأنهم نسخة مكررة لأن هناك إلى جانب ( الاكتساب الاجتماعي ) فروقا ( فردية - وفروقا في الذكاء والاستعدادات - أو النمو - وفروقا بيولوجية عضوية - وأخرى وراثية - وفروقا بيئية) . هذا وأن أولى تلك العلاقات الإنسانية التي يكتسبها ( الطفل ) تكون مع الأعضاء المكونين لأسرته ثم مع الأعضاء الذين تكون له صلة مباشرة معهم كالأقارب وفي هذه المرحلة من ( العلاقات الإنسانية ) : يمارس( السلطة - والحماية – والحب) وعندما يبدأ بالنمو وتتسع دائرة علاقاته مع ( دائرة إنسانية أكبر ) كأطفال الحي والمجاورين فان أول ما يتعلم عندها هو ( نكران الذات ) ثم تبقى الدائرة تتسع حتى يصبح ( أنسانا ) يعيش ويتعامل مع المجتمع فيصبح أكثر ( اجتماعية ) وتطبعا بطباع الجماعة حسبما جاء في المصدر : (د.إبراهيم ناصر,2004 , ص92) . وقد كان ( واطسون ) رائد ( المدرسة السلوكية ) هو أول من أدخل موضوع ( الشرطية ) في علم ( النفس الأمريكي ) , فلم يكن للشرطية مقام في أمريكا قبل أن يلقي خطابه أمام (جمعية أنفلس الأمريكية سنة1915م ) وقد كان هذا الخطاب هو فاتحة استخدام التجارب لكي يثبت ( واطسون ) أمكان أن تكون ( الشرطية ) عند الإنسان والحيوان وبناء عليه كانت أول تجربة كلاسيكية في علم النفس , والتي نشرت مبادئ الارتباط في ميادين التعلم الإنساني, هي تلك التجربة التي طبقت بواسطة العالم السلوكي ( واطسون ) ومساعدته ( ماري جونز). حسبما ورد في المصدر : (د. مروان أبو حويج وآخرون , 2000 , ص178) ، كما يؤكد ( واطسون ) مع غيره من السلوكيين على أهمية ( البيئة ) في تكوين السلوك الإنساني حيث أن السلوك الإنساني هو نتاج لعملية ( الترابط والتفاعل ) بين أنماط لا حدود لها من ( المثيرات ) مع أنماط تكافئها من ( الاستجابات ) . كما أكد على أن ( التعلم ) هو نسق من العمليات التي تنظم ( مثيرات ) في الوسط مع ( استجابات ) محددة . وحدد من خلال نظريته طرقاً علمية في عملية ( التعليم والتربية والاكتساب ) وأغلبها كان يعتمد على تنظيم ( الاستجابات) وفقا لمعادلات منظمة من المثيرات التي تتصل بالوسط. استدل ( واطسون ) على فكرته عبر تجارب عديدة أهمها كانت تلك التي أجراها على طفل اسمه (ألبرت) ، حيث روعي في اختياره أن يكون سليم الجسد والعقل والنفس. تمكن ( واطسون ) من أيجاد علاقة حميمة بين ( ألبرت ) وفأر أبيض وأصبح الطفل يلعب مع الفأر ويبتهج بذلك. وبعد فترة أصبح ( واطسون ) يثير الخوف في نفس الطفل بإصدار أصوات مخيفة ومرتفعة كلما اقترب منه الفأر ، وبعد تكرار التجربة عدة مرات أصبح الطفل يخاف من الفأر بمجرد اقترابه منه ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه بان أصبح الطفل يخاف من كل الحيوانات التي لها ( فرو أبيض ) وبهذا نجح ( واطسون ) بإثارة الخوف بالربط بين مشهد الفأر والصوت المخيف . وفي تجارب أخرى عمل ( واطسون ) على تبديد الخوف من الفئران البيضاء عن طريق الربط بين مشهد الفأر ومثير يبعث على السرور وبهذه التجارب خلص واطسون إلى : ( أن المخاوف والأمراض النفسية تكتسب في أطار التفاعل بين الإنسان ومثيرات البيئة كما أنه يمكن التخلص من هذه الإمراض عن طريق البيئة.(د. علي أسعد وطفة وآخرون ,2004) التراث والتربية
التراث التراث : هو حصيلة ( المعرفة - والمعتقدات - والقيم _ والنظم - وأساليب البقاء ) التي اكتشفها الإنسان أو استعارها أو أوجدها لنفسه وبنفسه عبر تاريخ البشرية. وقد تبين ومن خلال الأجيال المتعاقبة أن وظيفة ( التربية ) الأساسية هي القيام بنقل التراث الثقافي من جيل إلى آخر هذا بالإضافة إلى أنه يضفي ويحذف ويضيف إلى هذا التراث ومن ثم الحفاظ عليه عبر السنين وتعتبر ( التربية ) هنا جزءا هاما ووسيلة قيمة من وسائل حفظ الثقافة ونقلها وانتشارها ، كما وان ( التربية ) بالتالي هي التي تكسب الإنسان سلوكه الإنساني الملائم لثقافته حسبما جاء بالمصدر .(د.إبراهيم ناصر, 2004, ص87). ولا يقتصر دور ( التربية ) في نقل الثقافة الإنسانية عبر الأجيال أو من مجتمع متطور لمجتمع أقل تطورا فحسب وإنما يتجاوز في ذلك أيضا إلى توظيف التراث الإنساني والاستلهام منه وأحيانا التجاوز عليه والاعتبار منه ونقده وتطويره وهذا يظهر على النحو التالي : 1- توظيف التراث : نرى أن ( التراث ) الثقافي غني بالتجارب والأساليب التي تبقى صالحة للأجيال المتعاقبة وتساعد المجتمع في الرقي والتطور. مثال: نرى أن معاملات ( الأوقاف - والقضاء - وتطبيق الأساليب التربوية ) هي من المظاهر الإنسانية التي سادت في حضارتنا الإسلامية فترات طويلة ومازال العمل بها قائما في المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة. – 2- الاستلهام: ويعني به : جعل المواقف ( التراثية ) بمثابة الحافز والدافع للأفراد نحو تحقيق الانجازات .وهذا يعني التركيز على ( الجوهر دون المظهر) . مثال : سيرة آل البيت ( ع ) والصحابة والعلماء المسلمين غنية بمظاهر ( التضحية - والبذل والعطاء ) لصالح الأمة الإسلامية بالإضافة إلى ما تمثله ( القيم - وإشاعة المعروف - وتحقيق العدل - ونصرة المظلوم ) . 3- التجاوز: ويقصد به : غض الطرف وعدم الوقوف عند بعض ما كان سائدا لدى من سبقونا . لأن ما يناسب العصور السابقة لا يعني بالضرورة أن يناسب العصر الحالي ، كما وأنه قد تكون ظهرت أفكار وبدائل جديدة عما كان سائدا في المجتمعات السابقة. مثال على ذلك : بعض جوانب الثقافة التي تخص ( الهندسة – والصحة – والعلوم) المختلفة لم تعد تناسب حاجة المجتمع اليوم مما يعني تجاوزها وعدم الوقوف عندها . 4- الاعتبار : يقصد به : أخذ العبرة والدروس من سلوك وأعمال السابقين سواء من نجاحاتهم أو في إخفاقاتهم . مثال: التاريخ الإسلامي ملئ بالأمثلة على تصدر الأمة الإسلامية في كثير من الفتوحات والنجاحات كما أنه أيضا ملئ بالأمثلة على مواقف الضعف والفشل مما يجدر بنا الاعتبار من هذه المواقف ودراستها والابتعاد عن تكرار الأخطاء . 5- النقد : ويقصد به مناقشة ما ورثه المجتمع من الأجيال السابقة ومحاولة الانتفاع من الجيد والابتعاد عن كل ما هو سيئ وعدم تقبل كل شيء على أنه مطلق ولا يرد ولا يقبل التغيير كما أنه لا يعقل رفض كل ما ورثناه على أنه لا يصلح لزماننا. مثال على ذلك : كل يؤخذ بكلامه ويرد ألا ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه معصوم.
السياسة التعليمية وخطورة توجهاتها :
يقول الباحث والأديب جواد المنتفجي ، 28/ 5 /2005 في مستهل دراسته الموسومة ( السياسة التعليمية وخطورة توجهها ) : (( من المعلوم أن السياسة التعليمية هي الأسس التي تحدد خطواتها نشاطات المجتمع التعليمي وذلك عن طريق رسم أهداف تنظمها تلك السياسات بموجب توجهاتها العلمية والحضارية وحسب الإمكانات المتوفرة في ذلك المجتمع التربوي. لذلك فهي تعتبر من الحلقات المهمة التي تسعى إلى تطوير قابليات الإفراد وإنضاجهم في شتى مجالات الحياة. وقد تؤثر هذه السياسات سلبا أو إيجابا على فئات المجتمع نفسه. كما وأن هذه العملية تعتبر في هذه الحالة سلاحا ذو حدين فيما لو وضعت هذه الأسس في مسارها الصحيح في خدمة البرامج التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للتقدم بعجلة التطور داخل المؤسسات التربوية والعكس صحيح, إذ أنه إذا لم توضب نتائجها لخدمة هذه المجتمعات فستؤدي بالتالي إلى التخلف ومن ثم إلى التخبط والضياع , وتصبح في هذه الحالة من المعوقات الأساسية التي تقف حائلا في طريق تحقيق غايات العملية التربوية نفسها. أما إستراتيجية ( التربية ) فهي عبارة عن مجموعة من المبادئ والأفكار التي تبين الجوانب الرئيسية للعمل ، كما وأنها تقوم بتحديد الوسائل المطلوبة والملحة وتوفير حظها من القدرة على تحمل خطوات التنفيذ وتعيين البدائل لتعطيها المرونة الكافية التي تهيئ لها أسباب النجاح. كما وتقوم في الوقت ذاته بتنظيم الحركة التربوية ومساراتها بحيث تحقق استخدامات شتى في الطاقات والجهود المتاحة عن طريق استثمارها وتعبئتها وتحريكها من أجل انتقال النظم التعليمية من وضعها الراهن إلى الوضع الذي تحدده السياسة التربوية)) . هذا ويستغرق وضع الاستراتيجيات التربوية والتعليمية وقتا طويلا يصل لعدة سنوات فمثلا استغرق عمل ( اللجنة العربية ) لوضع إستراتيجية تطوير ( التربية العربية ) قرابة الست سنوات من الجهد المتواصل , ورغم من أنها لا زالت في البداية ألا أنها حاولت الوقوف والاطلاع على واقع ( التربية ) في البلاد العربية ، كما استطاعت أيضا أن تتعرف على العوامل والأسباب التي تعوق تقدمها وتطورها ، وبعد ذلك وضعت وثيقتها التربوية والتعليمية المتكاملة. وحتى نستطيع صياغة الاستراتيجيات التربوية لابد لنا من ( التخطيط التربوي ) الجيد الذي يعني هو الآخر بأنه : عملية منظمة وواعية لاختيار أحسن الحلول الممكنة من اجل الوصول إلى أهداف معينة وترتيب الأولويات في ضوء الإمكانيات البشرية المتاحة.
والتخطيط التربوي يمر بمراحل هي : 1- دراسة وتقييم ( الخطة التربوية والتعليمية ) السابقة لتلافي السلبيات وتدعيم الايجابيات. 2- فهم واستيعاب واقع ( التربية والتعليم ) من خلال الدراسة والتحليل للواقع ( الاجتماعي - والاقتصادي - والثقافي - والبيئي ) الذي يؤثر سلبا أو إيجابا على النظام التربوي والتعليمي. 3- صياغة ( أهداف تربوية ) في ضوء الأهداف العامة للتربية على أن تكون هذه الأهداف ( واضحة - وعملية - وواقعية - ويمكن الوصول أليها) من خلال تنفيذ الخطة وبالإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة. 4- توفير مستلزمات ( الخطة ) من اللوازم المادية والبشرية. 5- وضع ( الخطة الزمنية ) التي يتم فيها ومن خلالها تنفيذ الخطة التربوية. وهنا لا بد لنا القول من أن ( التخطيط التربوي ) يعتبر عملية علمية موضوعية تتم في ضوء أهداف محددة مع رغبة ملحة لتحقيق هذه الأهداف ، كما وانه عملية واقعية تتعامل مع الواقع نفسه وتنطلق منه في ضوء دراسته من اجل معرفة مواقع الضعف والقوة فيه واستغلال الإمكانيات الموجودة فيه , هذا بالإضافة إلى كونه ( عملية ) مستقبلية أي أنه يتم في ضوء توقعات واحتمالات مستقبلية مع التطلع لمستقبل مشرق وهو يتم في مجتمع وبيئة لها خصائصها لذا لا يمكن إغفال ( السياق البيئي ) الذي يتم فيه التخطيط التربوي ، كما ولا يمكن إهمال الظروف ( السياسية - والاقتصادية - والاجتماعية ) التي يتم فيها وضع الخطط التربوية والتعليمية. و( التخطيط التربوي ) أيضا يتطلب مهارات أدارية عالية إذ يعتبر من انه أحد الوظائف المهمة في قيادات ( الإدارة ) لذلك فالجهاز الإداري قد يكون السبب المباشر في نجاح أو فشل ( الخطط التربوية والتعليمية ) ، هذا بالإضافة إلى سعيها إلى تنمية وتطوير المجتمع وتحقيق الرفاهية وتأمين حياة ومستقبل أفضل له ، وهذا ما وجدنا تأكيداته في المصدر : ( د.علي أسعد وطفة وآخرون, 2004) الامور التي يجب مراعاتها في التخطيط التربوي الناجح : 1- وجود قاعدة للبيانات والمعلومات: وأهم هذه المعلومات التي يحتاج لفهمها وتحليلها التخطيط التربوي هي: أ- السكان : من حيث عددهم وتوزيعهم حسب الجنس والسن ومعدلات المواليد والوفيات .ب- القوة العاملة : من حيث المستوى التعليمي وأعداد الخريجين والبطالة والطلب عليها محليا وخارجيا وتوزيعهم على الأنشطة الاقتصادية . ج- إحصاءات تربوية : وتشمل الطلبة وتوزيعهم حسب الجنس والمراحل التعليمية والتكلفة والأبنية وما تحتويه من صفوف وقاعات وأعداد أعضاء الهيئات التدريسية والتعليمية بالإضافة إلى مؤهلاتهم العلمية وساعات التدريس التي يقومون بها خلال النشاط الصفي واللاصفي . 2- توفر القوى البشرية اللازمة لتنفيذ الخطة : بحيث تكون على درجة من الكفاءة التي تضمن قدرتهم على إعداد وتنفيذ جميع الخطط والمناهج التي تضعها الجهات ذات العلاقة . 3- ترتيب أولويات الخطة : فتعدد جوانب ومراحل العمل التربوي وتنوعه يتطلب مراعاة التخطيط للتربية حسب الأهمية للقضايا المختلفة. 4- التنسيق بين أجزاء الخطة: بحيث يراعى تسلسل الأجزاء والمراحل التي يتكون منها ( التخطيط التربوي ) والتعامل معها ككل متكامل ومترابط وليس كأجزاء منعزلة عن بعضها البعض. 5- مرونة الخطة : والمرونة مهمة لأنها تساعد على إجراء التعديلات اللازمة التي قد تظهر في مرحلة التنفيذ على أرض الواقع. 6- المشاركة في التخطيط : بما أن مستقبل ( التربية ) لا يهم العاملين في الحقل التربوي فقط بل يهم السياسيين والاقتصاديين وعلماء الاجتماع والباحثين والتربويين , لذا فان نجاح تنفيذ ( الخطة التربوية والتعليمية ) يتطلب مشاركة الجميع سواء من داخل ميدان التربية أو خارجه ودعمهم له. 7- التوقيت السليم: وهذا يعني اختيار الوقت المناسب لتنفيذ الخطة وتحديد الزمن الذي يمكن أن تستغرقه كل مرحلة قائمة المراجع والمصطلحات : 1- د.علي أسعد وطفة وآخرون , مدخل إلى التربية, الجامعة العربية المفتوحة,2000م 2- د. إبراهيم ناصر , مقدمة في التربية , دار عمار للنشر والتوزيع, 2004م 3- د. مروان أبو حويج وآخرون , المدخل الى علم النفس التربوي, دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع, 2000م 4 4- السياسة التعليمية وخطورة توجهاتها , الباحث جواد المنتفجي ,28/5/2007م