الجيران - وكالات - - بينما أعلن حزب الله اللبناني الأربعاء أنه يعد نفسه لحرب جديدة مع إسرائيل، أصدرت السفارة الأمريكية في بيروت الخميس تحذيراً بشأن احتمال قيام مسلحين بالتخطيط لشن هجمات ضد مواطنين ومصالح أمريكية في لبنان.

ودعا بيان صادر عن السفارة، وهو الأخير ضمن سلسلة من التحذيرات التي تحث المواطنين الأمريكيين على الحذر، الأمريكيين الذي يزورون الدولة التي تتنازعها أزمة سياسة متفاعلة، إلى "تجنب الظهور العلني" في الأماكن العامة، وتجنب السلوك المعتاد.

وجاء في البيان "ثمة قلق عام بشأن جماعات مسلحة قد تنفذ هجمات ضد المواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية في لبنان.. إن السفارة الأمريكية تحث مواطنيها، الذين يعيشون في هذا البلد ويعملون فيه، أو يزورونه، على توخي الحذر واتخاذ الإجراءات الأمنية المسؤولة."

ويأتي هذا البيان وسط توتر طائفي وأزمة سياسية خانقة، هي الأسوأ منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، وفقاً للأسوشيتد برس.

كما يأتي في أعقاب قيام الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، بتحريك قطع بحرية قبالة السواحل اللبنانية في مشهد لاستعراض القوة خلال فترة التوتر المتزايد مع سوريا، التي تحملها الإدارة الأمريكية مسؤولية المأزق اللبنانية.

وأثار نشر القطع البحرية الأمريكية قبالة السواحل اللبنانية انتقادات حادة من حزب الله اللبناني والجماعات الأخرى المؤيدة لسوريا.

وقال البيان "منذ الثامن والعشرين من فبراير/شباط الماضي، ظهرت تغطيات في وسائل الإعلام اللبنانية للقطع البحرية الأمريكية في المياه الدولية شرقي المتوسط.. إن القطع البحرية الأمريكية في البحر المتوسط موجودة لدعم التزامنا للاستقرار الإقليمي."

استعداد حزب الله للمعركة

من جهته، حذر حزب الله اللبناني من احتمال اندلاع حرب جديدة مع إسرائيل، موضحاً أنه يعد نفسه لمثل هذه الحرب المحتملة، ومشدداً على أنه لن يكون البادئ.

ووجه نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، تحذيراً بأن إسرائيل ستدفع "ثمناً باهظاً" في الصراع المستقبلي.

ونشر تحذير قاسم في إحدى الصحف اللبنانية اليومية المقربة من حزب الله، وذلك بعد شهر تقريباً على التهديد الذي أطلقه الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، حول شن حرب مفتوحة ضد إسرائيل جراء اغتيال القائد العسكري للحزب، عماد مغنية.

وكان مغنية قد اغتيل في الثاني عشر من فبراير/شباط الماضي في العاصمة السورية، وحمّل الحزب وإيران إسرائيل مسؤولية اغتيال مغنية، التي أنكرت علاقتها بذلك.

وحول احتمال اندلاع حرب مع إسرائيل، قال قاسم، في مقابلة مع صحيفة الأخبار: "لا يمكن لحزب الله أن يؤكد أو ينفي ذلك لأن الحزب لا يرغب في شنها."

وأكد قاسم أن الحزب يستعد جيداً "لمواجهة حرب إسرائيلية وأمريكية ودولية"، في إشارة على ما يبدو إلى انتشار القطع البحرية الأمريكية قرب السواحل اللبنانية.

يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية حمّلت عماد مغنية مسؤولية تنفيذ العديد من العمليات التي أودت بحياة المئات من الأمريكيين والغربيين.

وحملته على وجه التحديد مسؤولية التفجير الذي تعرضت له السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 الذي أودى بحياة 63 شخصاً.

كما حملته أجهزة الاستخبارات الأمريكية مسؤولية تفجير مقر مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" في لبنان، وهو التفجير الذي وقع في العام نفسه، وأسفر عن قتل أكثر من 260 شخصاً.