[align=center]الكنائس تغزوا معاقل الوهابية ![/align]

اسعد راشد

في سابقة فريد من نوعها قامت دولة قطر المعروفة بمذهبها الوهابي بانشاء كنيسة للمسيحيين في الدوحة ـ ولا اعتراض بالطبع لدينا ان يحظى المسيحيون بحقوقهم القانونية في بناء اماكن للعبادة ـ البلد الذي تتصدر فضائيتها المعروفة "الجزيرة" عناوين الارهاب ودعم القاعدة ونشر ثقافة الحقد والكراهية والتحريض المذهبي الا ان نبني حكومة قطر قضية "الكنائس" والسماح للمقيمين على اراضيها من الديانة المسيحية باقامة كنائس لهم امر يثير اكثر من تساؤل خاصة وان الدولة القطرية تمنع اعطاء هذا الحق للمسلمين "اخوة" لهم في الدين من التابعين للمذهب الشيعي بل ويقفون بقوة امام اي مسعى شيعي لنباء مساجد او حسينيات بحجة "التبشير" كما ادعى بذلك الارعن الوهابي شيخ الدجل والنفاق "القرضاوي" الذي دعى الشيعة الى الكف عن سياسة "التبشير" والتبليغ لمذهبهم في البلاد التي يشكل السنة فيها الاغلبية من السكان !.

فما الذي جرى كي تتقدم قطر بسخاء لبناء او السماح لبناء اضخم كنيسة في الدوحة ووضع لبنات لخمسة كنائس اخرى في طور التنفيذ ؟ هل حقا دولة ال ثاني حريصة لهذا الحد على مد جسور المحبة مع مسيحيوا العالم فيما قناة الجزيرة تعتبر من ابرز القناة العربية السنية التي سمحت لتنظيم القاعدة باختراق العقول ونشر ثقافتهم وادبياتهم المتطرفة بل وكان لمراسيلها ضلع في عدد من مخططات التفجير في العالم المسيحي وخاصة في تفجيرات مدريد الارهابية ؟

الم يقع عدد من مراسلي قناة الجزيرة القطرية في قبضة العدالة بتهمة دعم الارهاب والتعاون مع تنظيم القاعدة المتهم بقتل عدد كبير من "الكفار" في الغرب وغير الغرب بسبب دينهم وعلى رأسهم تيسر العلوني المحكوم في اسبانيا وسامي الحاج المعتقل في غوانتناموا؟
اذن ماالذي دفع بحكومة قطر التي تتبع المذهب الوهابي الحنبلي في ان تمنح هذا الحق للمسيحيين المقيمين في قطر وتسلبه من المواطنين الشيعة في نفس البلد والادهى ان يقوم ممثل شخصي عن امير قطر بالمشاركة والحضور في افتتاخ الكنسية في مشهد ضخم حضره معظم سفراء الدول الغربية وقد اقيمت طقوس خاصة في حضورهم وبخضور ممثل الفاتيكان كدلالة على اهمية مثل هذا الحدث "التاريخي" في دولة عربية واسلامية محاذية لاكبردولة دينية مصدرة للارهاب وللفكر التكفيري وحاضنة الحرمين الشريفين مكة والمدينة؟!

اين الوهابية المكفرة للمسلمين من عير المذهب الوهابي من هذا "الانحراف" الاصولي الذي يجري في قطر وعلى مرأى ومسمع الجميع وفي بلد تعتبر اراضيه جزءا من الجزيرة العربية التي حرم فيها اقامة الكنائس بعد اخراج المشكرين منها ؟
فلماذا سكت الدجال القرضاوي على هذه الخطوة القطرية ولم يعتبرها تبشيرية وهو الذي اصبح اليوم ناطقا باسم القاعدة والسلفليين ويدعوا "اخوانه" في المغرب العربي باطلاق المخطوفين النمساوييين ؟

المطلعين على الاوضاع في الخليج وخاصة في المشيخة القطرية يعتبرون التوجه القطري يدخل ضمن السياسة الخاصة بقطر التي تسعى للاستقلال بقرارها والابتعاد عن تأثيرات وتدخلات الجارة الكبرى السعودية رغم ان الدولتين تتسابقان في احتضان الفكر التكفيري والتماهي مع الوهابية وتنظيم القاعدة في نشر التطرف والتحريض الطائفي الا ان مصالح سياسية معينة تدفع بكل طرف للتسابق على" العمالة" والتملق لدي السادة الكبار !

هناك من يرى ان هذا التوجه القطري في بناء الكنائس في بلد اسلامي نوع من التملق للغرب والولايات المتحدة فحكام قطر ليسوا معنيين كثيرا ولا مهتمين في مراعاة حقوق الانسان وحق الاخرين في العبادة والدليل هو ان مثل هذا التوجه مازال غائبا بحق ابتاع المذهب الشيعي غير المسموح لهم باقامة شعائرهم بحرية كاملة بل يمنعون من ذلك ولا يسمح بناء حسينيات ولا جوامع ‘ الشيعة لهم تواجد كبير في الدوحة واتباعهم في تزايد الا ان حقوقهم المذهبية مازالت عرضة للامتهان وخاضعة لحسابات طائفية .

الا ان بعض المراقبين يعبترون ان الغزو الكنائسي لدويلة قطر اختراق لمعقل من المعاقل الوهابية التي طالما حاربت وكفرت المسلمين والمسيحيين على السواء وان الدوحة مازالت ماضية في سياسة استفزاز الجارة الكبرة السعودية رغم زيارة سلطان ولي العهد السعودي الى قطر والمسعى الذي جرى لتقريب بين البلدين لمواجهة "الخطر الايراني" حيث حكام قطر ينظرون بعين الشك الدائمة الى جارتهم ويخشون الابتلاع لذلك تجدهم يلعبون على خطين متوازيين ‘ خط مغازلة القاعدة واحتضان ثقافتهم الوهابية التكفيرية وبعض عناصرهم بل ومد الجسور الاعلامية والتسيق في هذا المجال معهم ‘ وخط التملق والنفاق مع الامريكيين والغربيين ومن ضمنهم الاسرائيليين لمواجهة سياسة ال سعود السادية التي تسعى لكي تكون المهيمنة والمسيطرة على القرار السياسي والديني في المنطقة.

ومن هنا فان اقامة الكنائس في الدوحة لها ابعاد سياسية اكثر مما هي دينية من الجانب القطري حيث ان القطريين يسعون عبر "الكنيسة" الوصول الى الغايات السياسية والامريكيون وحتى الاسرائيليين يدركون جيدا التوجه القطري الا ان الجميع يسعى لتحقيق ما يراه يدخل ضمن اجندته السياسية في المنطقة خاصة الدولة العبرية التي تجد في الدوحة بوابة للتطبيع مع الخليج .

فهل تقوم الوهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة باستهداف المصالح الغربية في قطر والتعرض لحكام الدوحة بعد ان اخذ "الغزو الكنائسي" الجديد بتعويض ما احدثته الغزوة الوهابية في 11 سبتمبر الاسود في امريكا والرد بطريقة "تبشرية" ناعمة خاصة وان التحذيرات صدرت من عدة دول غربية للمقيمين في قطر لاخذ اقصى درجات الحذر من التهديد الارهابي الذي قد يصدر من تنظيم القاعدة ومن الوهابيين بعد افتتاح اول واضخم كنيسة في قطر والخليج ؟!

هناك من يستبعد مثل هذا التهديد خاصة وان حكام قطر كما اسلفنا يلعبون على خطين وان تسامحهم لعناصر القاعدة من التحرك على الاراضي القطرية والتسهيلات التي يجدونها في قطر ماليا واعلاميا وحتى تنظيميا يجعل مستبعدا استهداف المصالح القطرية وغير القطرية في الدوحة والخليج بل سوف يزيد من المساومات بين الطرفين على حساب مصالح الشعوب والامن العالمي ‘ المهم لدي القطريين هو ان لا تستهدف مصالحهم حتى وان استهدف امن دول اخرى بعيدة وهو ما يرمي اليه تنظيم القاعدة ويطمئن في نفس الوقت حكام قطر ‘ فبالمال العربي ومنه القطري يتم احراق الكنائس في العراق وباالمال العربي وخاصة القطري والسعودي ايضا يتم قتل المواطنين المسيحيين في العراق وليس اخره خطف وقتل رئيس اساقفة الكلدان في العراق المطران فرج رحو اما الكنيسة اوالكنائس التي تم ويتم بناءها في قطر ليس الا كمسجد ضرار الهدف منها هو تضليل الرأي العام وخاصة الغربي واستغلال ذلك الامر من اجل اهداف سياسية لا اكثر ولااقل .