شدّد على أن يحسم الحوار السياسي الأمور بين العراقيين وأفتى بحرمة الاعتداء على الأملاك العامة فضل الله يبارك جهود وقف الاقتتال في البصرة


أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً تناول فيه تطورات الأوضاع الأخيرة في العراق، جاء فيه:

إنّنا نبارك كلّ الجهود والمساعي التي بُذلت في سبيل إيقاف دوّامة الحرب التي دارت في العراق، وخصوصاً في البصرة، في الأيّام الأخيرة، وقد كنّا سعينا ـ منذ بداية هذه الأحداث المؤسفة ـ إلى وقفها بأسرع ما يُمكن، لقطع الطريق على كلّ المتربّصين شرّاً بالعراق والعراقيّين، وخصوصاً الاحتلال. وإنّنا إذ نقدّر عالياً التوصّل إلى إيقاف القتال، نُريد من جميع الجهات أن تعمل لحماية الاتّفاق الذي تمّ بكل الوسائل والسبُل؛ لأنّنا نخشى من دخول الكثيرين على الخطّ، وخصوصاً من أولئك الذين يعملون للعبث بأمن العراق ومستقبله، ويسعون لإعادة الأمور إلى الوراء.

وفي الوقت عينه، فإنّنا نؤكّد على الجميع ضرورة المحافظة على القانون، وتجنّب الإخلال بالنظام العام؛ لأنّه يحرم على أيّ فردٍ أن يُساهم أو يسعى في اختلال النظام العام للناس، سواء كان هذا النظام على مستوى المجتمع أو الدولة.

إنّنا نؤكّد ـ على مستوى الفتوى ـ على حرمة التعدّي على الأملاك والثروات العامّة، سواء أكانت هذه الثروات نفطيّة أو غير نفطيّة، أو الاعتداء على الناس في حياتهم وأمنهم واستقرارهم وأموالهم وأعراضهم، كما لا يجوز لأحد معاقبة أحد إلا من خلال حيثيّة شرعيّة وقانونيّة.

إنّنا ندعو جميع التيّارات والأحزاب والفئات العراقيّة إلى رفع الغطاء عن كلّ من يساهم في الاعتداء على مصالح الناس الخاصّة والعامّة، كما نؤكّد على الجميع الانطلاق في أجواء الحوار الهادف والبنّاء، ليثيروا الأمور من موقع التكامل والحرص على درء الأخطار التي لا تميّز بين جهة وجهة، أو فئة وأخرى، أو مذهبٍ وآخر، أو عرقٍ وعرق آخر، وغير ذلك ممّا يسعى إليه الاحتلال كنوعٍ من السياسة الثابتة لدى الاحتلال، لا في العراق فحسب، بل في العالم العربي والإسلامي بعامّة؛ ذلك لأنّنا نريد للحوار السياسي الهادئ أن يحسم الأمور بين العراقيّين لما فيه مصلحة بلدهم ووحدته ومستقبله.

إنّنا نريد للشعب العراقي بكلّ أحزابه وفئاته أن يتضامن في سبيل استقرار العراق من الناحية القانونية والسياسية والأمنيّة والاجتماعيّة؛ لأنّ هذا الاختلال الذي يؤدّي إليه سلوك الذين لا يخافون الله في الناس والذين يصطادون في الماء العكر، يمثّل مناخاً مثاليّاً للاحتلال الذي يسعى لإثارة الجانب الطائفي والمذهبي إلى جانب التعقيدات الأمنيّة والسياسية في سبيل الإمعان في مصادرة واقع العراقيّين والمكوث أكثر في العراق خدمةً لمشروعه الخطير على مستوى المنطقة كلّها.

إن العراق أمانة الله لدى الجميع، وعلى كل الجهات، سواء كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية، أن تحفظ هذه الأمانة، لأن العراق يمثّل الثغر الإسلامي الذي تتوقف على سلامته، سلامة الواقع الإسلامي من جهة، وواقع الحرية والعزة والكرامة للعالم العربي والإسلامي من جهة ثانية.

ولهذا فإننا نعتبر أن كل من يحاول إثارة الفوضى في العراق بأيّ وسيلة هو خائن لله ولرسوله وللأمة كلها.


مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله

http://arabic.bayynat.org.lb/nachata...n_31032008.htm
التاريخ: 23-3-1429 هـ الموافق: 31/03/2008 م